بينما تنتعش آمال البعض بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، يجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديداته باجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بصفقة أو بدونها، كما قال، فعلى ماذا يراهن نتنياهو؟
بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب، فإن نتنياهو الذي “نجح بطريقة مذهلة” في إطالة أمد الحرب، يقوم بابتزاز كل الأطراف، ويراهن على غياب ضغوط فعلية عليه، سواء من جانب من الدول الإقليمية أو من قِبل الولايات المتحدة الأميركية.
كما يراهن نتنياهو على ما يُعرف بالورقة المصرية للضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما يقول أيوب، لتحقيق إنجازات سياسية ستوفر عليه الكثير من العناء إذا اختار الذهاب إلى عملية عسكرية في رفح أو القبول بصفقة مع المقاومة الفلسطينية.
ويرى أن المعركة السياسية التي تدور وراء عملية التفاوض من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة هي الأكثر أهمية في هذه المرحلة، “فالولايات المتحدة الأميركية لا تزال تصر على أن بوسعها أن تمضي في عملية الترتيب الإقليمي بإنشاء تكتل إقليمي في مواجهة إيران، وعملية تطبيع بين السعودية وإسرائيل”.
ولا يستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية أن تكون هناك “لعبة سياسية كبرى يريد نتنياهو أن يحسمها لصالحه من خلال ابتزاز الأميركيين والمصريين والأطراف الإقليمية”، مشيرا إلى أن الأطراف العربية التي اجتمعت بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اجتماع السداسية العربية لم تتحدث عن أي خطوات أو تلويح باتخاذ أي إجراءات تجاه إسرائيل، إذا لم توافق على وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وقال إن وزير الخارجية الأميركي سيحاول، خلال زيارته إلى إسرائيل، إقناع نتنياهو بالمقترح المصري الذي وجّه له صفعة، كما أضاف أيوب.
العامل الداخلي
وفي قراءاته لتصريحات نتنياهو التي قال فيها “سندخل رفح بصفقة أو بدونها”، يرى الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن مثل هذه التصرحات موجهة لليمين المتطرف من أجل طمأنته، الذي يضغط عليه في هذا الاتجاه، مؤكدا أن نتنياهو يعيش أصعب لحظاته السياسية منذ اندلاع الحرب في غزة، ولذلك هو بحاجة لإصدار مثل هذه التصريحات.
وبينما يشير إلى أهمية العامل الأميركي في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، لا سيما بخصوص العملية العسكرية في رفح، يشدد الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية على أن العامل الداخلي هو الضاغط الأكبر وهو الحاسم، خاصة في ظل ارتفاع أصوات من داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية تقول إن الذهاب لعملية عسكرية في رفح لن يحقق الهدف الإستراتيجي لإسرائيل، وإنما سيكون مجرد عملية سياسية لرئيس الوزراء، وهو موقف رئيس “معسكر الدولة” بيني غانتس ورئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت.
ويتوقع الدكتور مصطفى أن تندلع ثورة اجتماعية كبيرة جدا ضد نتنياهو ووزرائه المتطرفين في حال تم إفشال الصفقة التي يجري التفاوض بشأنها مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقال البيت الأبيض، في وقت سابق، إن المقترح الأخير لصفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل يتضمن وقف القتال 6 أسابيع، في حين تعكف الحركة على بحث ردها على مقترح لوقف إطلاق النار، بعد أن غادر وفدها القاهرة.
وتتمسك حركة حماس بضرورة وقف الحرب على قطاع غزة بشكل كامل كمقدمة لأي اتفاق أو صفقة للأسرى، وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، والسماح بعودة النازحين إلى شمال غزة.