ما ملامح ثاني مراحل ملاحقة فلول الأسد بالساحل السوري؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن الإدارة السورية الجديدة تتعامل مع أحداث الساحل السوري على مستويات عدة بعضها يتطلب إجراءات عسكرية وأخرى سياسية ومدنية مثل التواصل مع وجهاء المناطق.

وأوضح الفلاحي للجزيرة أن وزارة الدفاع السورية نجحت في إتمام المرحلة الأولى من عملية ملاحقة فلول نظام بشار الأسد بعد تأمين مراكز المدن والقرى في اللاذقية وطرطوس وجبلة غربي سوريا، التي تواجد فيها المتمردون في الفترة الماضية.

وحسب الخبير العسكري، فإن السيطرة على المدن تجعل بقاء القوات العسكرية غير مرغوب به لذلك تم سحبها أمس السبت، مع إبقاء قطاعات أمنية لتأمين المراكز الحيوية والإستراتيجية على الطرق الرئيسية وعلى مداخل المدن ومخارجها.

أما بشأن المرحلة الثانية، فقال الفلاحي إنها تستهدف مطاردة فلول النظام في المناطق الجبلية والمناطق التي تكون فيها الأشجار كثيفة لكونها تسمح بالاختفاء والتنقل.

ولخص الخبير العسكري المرحلة الثانية بأنها “عملية تعقب ومطاردة”، إذ يركز المستوى العملياتي في عمليات مكافحة التمرد على نقاط القوة والضعف بحيث تتم محاصرة الفلول.

وفي وقت سابق الأحد، قالت وزارة الدفاع السورية إنها بدأت المرحلة الثانية من العملية العسكرية ضد فلول النظام السابق، وتتمحور حول تمشيط القرى الجبلية، وسط توقعات بأن تكون هذه المرحلة الأطول نظرا لصعوبة التضاريس.

ووصلت القوات الأمنية السورية إلى هذه المرحلة -وفق الفلاحي- بعد عزل كثير من المناطق وفرض حظر للتجوال وتدقيق أمني، إضافة إلى وضع قائمة من المطلوبين لكي يفصلوا نهائيا عن القاعدة الشعبية.

وخلص إلى أن أحداث الساحل السوري ما كانت لتقع “لو لم يتوفر المال والسلاح والملاذ الآمن والدعم الإعلامي والخارجي”، موضحا أن الواقع يؤكد حدوث ذلك، وأنها كانت جزءا ضمن مخطط إستراتيجي لتقسيم سوريا.

وأكد أن الدولة السورية الجديدة أرسلت رسالة واضحة مفادها أنها “لن تسمح بتقسيم البلاد مهما كانت الظروف، ومن يخرج عن سيطرتها سيواجه بقوة”.

وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة شهدت اللاذقية وطرطوس توترا أمنيا كبيرا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام بشار الأسد -هي الأعنف منذ سقوطه- ضد دوريات وحواجز أمنية ومستشفيات، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.

وقال مصدر أمني سوري للجزيرة إن 231 قتيلا من قوات وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية في عمليات الساحل في حصيلة مرشحة للارتفاع، مؤكدا في الوقت نفسه وجود عشرات المفقودين من القوات الأمنية والعسكرية في تلك المناطق.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *