قالت صحيفة لوتان السويسرية إن عشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين المحتشدين على مشارف غزة، يبدون مستعدين لشن هجوم بري على القطاع بعد أن أمرت إسرائيل السكان بإخلاء شماله، في ما يعيد إلى الأذهان إحياء صدمة النكبة عام 1948، وذلك رغم ما يحيط بهذا الهجوم من أخطار تتعلق بعدد النازحين ومصير “الرهائن” والدعم الدولي، على حد قولها، وناقشت هذا الموضوع عن طريق الإجابة عن 4 أسئلة:
أولا.. الهجوم البري؟
تساءلت لوتان عن احتمال دخول الجيش الإسرائيلي غزة، ورأت أن شن حرب من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل يبدو أمرا معقدا، لأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بلا شك أعدت له، إلا أن حكومة الحرب التي شكلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحتاج إلى “نصر سريع”، لأن هذا هو الهدف الوحيد الذي يجمع القوى السياسية المتباينة في دولة منقسمة سياسيا أكثر من أي وقت مضى.
وأشارت الصحيفة إلى أن أي توغل في غزة يهدف -أولا وقبل كل شيء- لاسترضاء الرأي العام الإسرائيلي، وخمنت أن يتم التوغل المذكور عبر إرسال وحدات النخبة لقتل قادة حماس أو تحرير أكثر من 100 من الأسرى الموجودين حاليا في قبضتها.
ورأت أن ذلك ربما يكون خيار الجيش الإسرائيلي المفضل في وقت يبدو فيه كما لو أن حماس تسعى لاستدراج الإسرائيليين إلى فخ نصبته لهم بلا شك، وتضيف الصحيفة أن هذا النوع من العمليات يعتمد إلى حد كبير على المعلومات التي قد تكون لدى الإسرائيليين على الأرض، أي على المخبرين الفلسطينيين.
ثانيا.. مليون نازح؟
وفي هذه الأثناء، أبلغت السلطات الإسرائيلية الأمم المتحدة أمرا “بتهجير” نصف سكان القطاع “وإخلاء” النصف الشمالي منه خلال 24 ساعة للسماح للجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملياته ضد حماس، التي وعدت “بالقضاء عليها”، رغم أنه لا مكان للجوء في القطاع المكتظ أصلا.
وفي هذا السياق، يقول مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة “إنني مذعور من التفكير في العواقب الإنسانية” لهذا الإخلاء الذي سيقلص قطاع غزة إلى النصف، ويحيي على الفور صدمة النكبة في أوساط السكان الذين يتألف معظمهم من اللاجئين.
ثالثا.. التضحية بالرهائن؟
ورأت الصحيفة أن وجود عدد من الأسرى في القطاع، يعقّد الوضع بالنسبة للدول الغربية التي أبدت دعما قويا لإسرائيل وهجومها العسكري، خاصة الولايات المتحدة التي ربما لا تكون مستعدة لرؤية أسلحتها تستخدم في تنفيذ هجوم يودي بحياة الآلاف من مواطنيها، لأن نحو 500 إلى 600 من الفلسطينيين المحاصرين في غزة يحملون أيضا الجنسية الأميركية، وفقا لتقديرات واشنطن، التي حاولت -دون جدوى حتى الآن- إنشاء “ممر” لإجلاء الأجانب من غزة.
رابعا.. دعم الغرب؟
ورغم دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لإسرائيل في مواجهة ما سمتها “الفظائع التي ترتكبها حماس”، فإن رئيسة الدبلوماسية الألمانية أنالينا بيربوك أشارت إلى ضرورة احترام القانون الدولي، لأن “الحماية الأساسية للسكان المدنيين هي ما يميزنا نحن الديمقراطيات عن الإرهابيين”.
إلا أن مثل هذا الالتزام يبدو صعبا مع اقتراب الهجوم الإسرائيلي، خاصة مع حصار غزة الذي يحرم سكانها من الكهرباء ومياه الشرب والمعدات الصحية، ومع التهجير القسري واستخدام القنابل الفسفورية في المناطق المكتظة بالسكان، وهو الأمر الذي نددت به المنظمات غير الحكومية.