كيف تؤثر “الهندوتفا” على حياة مسلمي أميركا الهنود؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

واشنطن- مع صعود رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي وحزبه بهاراتيا جاناتا ذي التوجهات القومية الفاشية، ارتفعت درجة التمسك بجذور “الهندوتفا”.

في هذا المقال

والهندوتفا هي أيديولوجية قومية هندوسية متعصبة ظهرت أوائل القرن الـ20، وتُصر على أن الهوية الوطنية للهند تبنى حول الهندوس الذين يعتبرونها أرضهم المقدسة. ولذلك فإن المسلمين والمسيحيين، الذين تقع أماكنهم المقدسة في الشرق الأوسط، يُعدون مواطنين من الدرجة الثانية.

وكشف استطلاع حديث للرأي عن وصول تأثيرات سلبية لأيديولوجية الهندوتفا تمس الجالية المسلمة الأميركية الهندية في صور مختلفة، إذ قال 80% من المسلمين الهنود إنهم تعرضوا للتمييز والإسلاموفوبيا من أبناء وطنهم من الهنود الهندوس في أميركا.

آثار ضارة

ويُمثل الهنود ثاني أكبر مجموعة مهاجرة في الولايات المتحدة بعد المكسيكيين، ووصل عددهم إلى أكثر من 4 ملايين شخص. ويعكس هؤلاء الفسيفساء الهندية المتنوعة، من هندوس وسيخ ومسلمين وتاميل، وغيرهم من الأقليات التي تعج بها الهند. وتشير تقديرات إلى أن نسبة المسلمين ضمن إجمالي الهنود داخل أميركا تقترب من 15%.

وفي حين أن الغالبية من الهنود هم من الجيل الأول من المهاجرين، فإن نسبة متزايدة وُلدت ونشأت في الولايات المتحدة. ورغم النجاح المهني والتعليمي والمالي الواسع الذي يتمتع به عديد من الأميركيين الهنود، فإن هذا لم يحصنهم من أمراض التمييز والاستقطاب والتنافس حول مسائل الانتماء والهوية والطبقة الهندية.

وأجرى المجلس الإسلامي الأميركي الهندي استطلاعا جديدا حول “الآثار الضارة” للقومية الهندوسية على الجالية المسلمة الأميركية الهندية.

وكشف الاستطلاع، الذي شارك فيه 950 مسلما أميركيا هنديا لتقييم تصوراتهم عن قومية هندوتفا وتأثيرها على حياتهم في الولايات المتحدة، نتائج مزعجة، من أهمها:

  • أفادت غالبية كبيرة من المستطلعة آراؤهم بأنهم تعرضوا للمضايقة أو التمييز أو التحيز من الأصدقاء الهندوس على مدار العقد الماضي.
  • ذكر 80% منهم أنهم يشعرون براحة أقل في التجمعات الأميركية الهندية منذ صعود حزب بهاراتيا جاناتا الهندي للحكم.
  • أبلغ 48% منهم عن تعرضهم للتحرش على وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية بسبب ديانتهم الإسلامية.
  • وافق 94% منهم بشدة على أن قومية هندوتفا تشكل تهديدا للأقليات الدينية، خاصة المسلمين والمسيحيين، في كل من الهند والولايات المتحدة.

تضامن

ويُعد المجلس الإسلامي الأميركي الهندي منظمة مناصرة غير ربحية مقرها واشنطن العاصمة أسسها عام 2002 مسلمون أميركيون من أصول هندية، ولها فروع في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ومن أهم قيمها:

  • الدفاع عن الحقوق الأساسية والمدنية، والحفاظ على الروح التعددية والديمقراطية المنصوص عليها في دستوري الولايات المتحدة والهند.
  • تسهيل زيادة التفاهم بين الأديان والجاليات المختلفة في الولايات المتحدة بهدف حماية المجتمع والمؤسسات الأميركية من تسلل الأيديولوجيات المثيرة للانقسام والكراهية.
  • زيادة الوعي بالهند من أجل تحسين العلاقات الثقافية والتجارية بينها وبين واشنطن.

من جانبه، عبر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، الاثنين الماضي، في حسابه على منصة إكس عن تضامنه مع مجتمع الهنود المسلمين في الولايات المتحدة.

وقالت منسقة الأبحاث والمناصرة في المجلس فرح عفيفي إن هذا الاستطلاع “يؤكد أن الإسلاموفوبيا المستوحاة من الهندوتفا قد أثرت منذ فترة طويلة ليس فقط على المسلمين داخل الهند، لكن وصلت تأثيراتها على الهنود المسلمين في الولايات المتحدة”.

وأضافت “نحث المدافعين وصانعي السياسات على الاهتمام بتوصيات الاستطلاع والعمل على ضمان حماية المجتمعات المسلمة الأميركية الهندية”.

قلق

وأعرب المشاركون في الاستطلاع عن قلقهم إزاء التأثير المتزايد للقومية الهندوسية داخل الولايات المتحدة، ووافق 90% على أن القومية الهندوسية “تشكل تهديدا للمسلمين في الولايات المتحدة”. في حين رأى 86% أن هذه القومية “تشكل تهديدا للديمقراطية في البلاد”.

أما بالنسبة لكيفية تأثير الهندوسية على سياسة واشنطن، فقد ذكر أحد التقارير أن “المتطرفين الهندوس يتسللون إلى الحكومة الفدرالية، وحكومات الولاية بصفتهم ممثلين منتخبين، وبشكل خطير إلى الجامعات الأميركية بصفتهم أعضاء هيئة تدريس، وفي لجان قبول الطلاب بها”. وذكر آخر أن “الهندوتفا تؤثر على الطريقة التي يصوت بها الهندوس الأميركيون في أميركا”.

وأعرب بعض المستطلعة آراؤهم عن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات ضد القومية الهندوسية في الولايات المتحدة وخارجها. وذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك لربطها بحركات عالمية أخرى. وقال أحدهم “إن الهندوسية تسير جنبا إلى جنب الصهيونية للقضاء على الإسلام والمسلمين حول العالم”. وقال مشارك آخر إنها “تماما مثل النازية، فإن الهندوتفا متجذرة كأيديولوجية تفوق تحاول التحريض على العنف”.

ويمثل الانقسام بين أطياف الجالية الهندية الأميركية تحديا للحزب الديمقراطي، فقد كان الأميركيون الهنود كتلة تصويت موثوقة للحزب، حيث دعموا الرئيس جو بايدن بنسبة 74% في انتخابات 2020. وتعهدت رموز الجالية الهندية بتقديم دعم استثنائي لترشح كامالا هاريس كونها ذات جذور هندية (من جهة الأم).

في الوقت ذاته، يشهد الحزب الجمهوري كذلك انفتاحا مع وصول هنديين اثنين للتنافس في السباق التمهيدي، وهما نيكي هيلي حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة، ورجل الأعمال الشاب فيفيك راماسوامي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *