قال كاتب إسرائيلي في صحيفة هآرتس إن عملية استعادة المحتجزين الإسرائيليين الأربعة، التي جرت أمس السبت، لم تحقق أي تغيير إستراتيجي في الحرب المستمرة على غزة، مبرزا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستغل الفرصة ليظهر ويلمع صورته أمام الناس.
وأضاف يوسي فيرتر -في مقاله بهآرتس- أن إسرائيل لا تزال غارقة في مستنقع غزة، ومن دون أي خطط لفترة ما بعد انتهاء الحرب.
وتابع أن ما يزيد الوضع سوءا هو أن العالم كله يدير ظهره لإسرائيل، وبسبب ارتفاع عدد قتلى مخيم النصيرات في أثناء “عملية الإنقاذ، سيزداد الموقف الدولي سوءا”.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن عدد شهداء المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات -أمس السبت- ارتفع إلى 274 شهيدا، بينهم 64 طفلا و57 امرأة.
تلميع الصورة
ورغم كل ذلك، فإن أعضاء الحكومة المتطرفين سيطالبون بمزيد من مثل هذه العمليات، مع تأكيدهم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها استعادة باقي المحتجزين، علما أنهم يعرفون أن هذا الطرح غير صحيح، وهو يحمل مخاطر كثيرة تهدد حياة المحتجزين، لكن هؤلاء المتطرفين لا يهمهم الأمر، يوضح فيرتر في مقاله.
وذكر الكاتب أن نتنياهو يحاول استغلال فرصة استعادة الأسرى الأربعة لتلميع صورته جماهيريا، إذ ظهر أمس السبت في المستشفى ملتقطا الصور مع الأسرى الأربعة.
ويوضح فيرتر أنه على عكس ما جرى مع الأسرى الأربعة، فلا يزال الأسرى السابقون الآخرون، الذين أطلق سراحهم في صفقة نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لا يصدقون أن نتنياهو لم يكلف نفسه حتى الاتصال بهم ولو لمرة واحدة.
ويزيد الكاتب أن نتنياهو لم يتصل أيضا بعائلات من قتلوا في الأسر ربما على يد الجيش الإسرائيلي، فما يهمه هو تبني “الإنجازات مثل عملية الإنقاذ الأخيرة”.
وقال فيرتر إن نتنياهو وافق على العملية، “لكن ماذا لو لم تنجح، وقُتل أسرى وجنود جدد، هل كان بإمكانه الخروج إلى الكاميرات ومواجهة الناس، وهل سيقدر وقتها على نشر صورته وهو في غرفة الحرب؟”.
وذكر الكاتب أن والد أحد الأسرى الذين لقوا حتفهم في غزة أجاب عن هذه الأسئلة قائلا: “عندما تكون النهاية سيئة، لا يأتي رئيس الوزراء”.