كتب الصحفي الإسرائيلي يوسي كلاين مقالا عن التمييز الصارخ الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد العرب واضطهادها لهم، مذكّرا الإسرائيليين بأن ما يفعلونه اليوم بالعرب هو ما كانت تفعله ألمانيا النازية باليهود، وأن ديدن التاريخ يؤكد أن العرب سيثأرون.
واتسم مقال كلاين بالجمع بين السخرية والشماتة في الوقت نفسه، وجاء مشحونا بالإشارات والتلميحات والعبارات الدينية اليهودية، محذرا من أن إسرائيل تضغط على زر تدميرها الذاتي.
ووصف كلاين الإسرائيليين بأنهم عائلة مختلة يعلم جميع أفرادها من هو “الابن المسيء” بينهم، لكن لا أحد منهم يتحدث عن ذلك، إذ هو سر عائلي، كما أن الإسرائيليين يشاركون جميعهم في “مؤامرة الصمت”.
يعيشون وقتا صعبا
وقال الكاتب في مقاله -الذي نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية- إن الإسرائيليين يعيشون وقتا صعبا نتيجة “إساءة معاملتنا العرب التي هي ورم خبيث ما فتئ ينمو”.
وأضاف أن الإسرائيليين يدركون أنهم يتعرضون للتدمير، لكنهم يأملون أن يسبق الدمار الخارجي الدمار الداخلي، وتساءل عن سبب سير الإسرائيليين نحو الخراب والفساد والموت، مجيبا أنها الطريقة الوحيدة لحكم أكثر من 2 مليون شخص تحت الاحتلال يقاتلون من أجل الاستقلال، مع حماية نصف مليون محتل يعيشون وسطهم، على حد تعبيره.
وأضاف متهكما أن الأطباء والعاملين في مجال التكنولوجيا والشباب الفارين، وكذلك بن غفير (في إشارة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي)، بدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، جميعهم يعرفون أن إسرائيل تسير نحو “دولة عنصرية يهودية” من النهر إلى البحر، من دون عرب، “وليكن ذلك عبر “الفصل العنصري؟ ولم لا. أو عبر نقل السكان؟ إذا لزم الأمر أو الفساد”، إن هذا تصور مثير للاشمئزاز، لكنه تصور في كل الأحوال، حسب الكاتب.
حكومة تختبئ وراء القتلة
وأضاف أن هناك رؤية، ولكن لا توجد شجاعة، وهناك حكومة وجيش، لكنهم يختبئون وراء المجرمين الذين يُرسلون للنهب والقتل، “ليست لديهم الشجاعة ليقولوا للعالم: نعم، نحن كوريا الشمالية، نحن جنوب أفريقيا! ماذا ستفعل أيها العالم؟ تقاطعوننا؟ تطردوننا؟ لا يهمنا، الرب يقف معنا”.
وأبرز الكاتب روح التمييز العنصري المترسخة في وجدان الإسرائيليين بالإشارة إلى أن الهجوم “الإرهابي”، الذي ينفذه مستوطنون، لا يسبب صدمة مثل الهجوم الذي يقع في شارع نحلة بنيامين في تل أبيب، الذي ينفذه فلسطينيون.
وتحدث كلاين عن ألم القلب الذي يصيب الأمهات الفلسطينيات من موت أطفالهن، ومن هدم المنازل التي تأوي هؤلاء الأطفال.
يجرون إسرائيل إلى الهاوية
وتحدث كلاين عن أن المتطرفين الإسرائيليين يجرّون كل المجتمع إلى الهاوية، ويلوحون بفصلهم العنصري جهارا نهارا حتى لا يقول الإسرائيليون إنهم لم يكونوا يعرفون، “إنهم يجعلوننا نكرههم. كل شخص لديه أموال ومسدس يهددنا ويهدد طريقتنا في الحياة. إنهم يريدون مجتمعا صهيونيا متجانسا، نموله وندافع عنه”.
واستمر يتحدث عن حكام إسرائيل الحاليين، قائلا إنهم يحلمون بـ”غسيل المتطرفين”، وإجبار العرب على الغناء، كما كان اليهود يغنون أمام النازيين “أنا خنزير يهودي”، قائلا إن على الفلسطينيين الغناء “أنا أحبك يا شرطة الحدود”.
وعلق بأن هذه هي الطريقة التي تتكرر بها العمليات نفسها في التاريخ بعناد وثبات، “لقد عذبنا الأطفال الفلسطينيين، وطبعنا نجمة داود على خد شاب فلسطيني، وحتى مدارسنا حريصة على عدم تعليم حقوق الإنسان”.
واستخلص في النهاية أنه “لا يمكننا تخليص أنفسنا من أوجه التشابه بيننا (الإسرائيليين) وبين النازيين”.