كاتب أميركي: بايدن غاضب على نتنياهو.. الوهم الذي تنشره الصحافة الغربية ويكذبه الواقع

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

نشرت صحيفة “ذا نيشن” الأميركية مقالا “يكشف أن الصحافة الأميركية والبريطانية تنشر، وبشكل منهجي، وهما متمثلا في أن الرئيس الأميركي جو بايدن على وشك الافتراق النهائي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول سياسة الأخير تجاه الفلسطينيين، في حين أن الواقع الحقيقي يُكذّب ذلك بشكل صارخ.

وذكر المقال -الذي كتبه جاك ميركنسون- أن الصحافة الغربية ظلت في الآونة الأخيرة تروّج لقصة تقول إن “بايدن مستاء حقا من إسرائيل وراء الكواليس”، وتدوّر هذه القصة مرارا وتكرارا.

وأورد ميركنسون العديد من الأمثلة من صحف وقنوات، مثل “واشنطن بوست”، و”نيويورك تايمز”، و”غارديان”، و”إن بي سي نيوز”، و”سي إن إن”، و”أكسيوس”، و”ذا هيل”، و”ذا تايمز” وغيرها من التي روّجت لمثل هذه القصة.

نفس القصة بأشكال متنوعة

كما أورد عناوين لنفس القصة بأشكال متنوعة مثل: “العلاقة بين بايدن ونتنياهو مروّعة”، “بايدن على خلاف متزايد مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، “التوترات تتصاعد وراء الكواليس”، “الأمور أصبحت مشحونة بشكل متزايد بين البلدين”.

وأضاف أن هذه القصص تضرب دائما وبانتظام، بنفس الإيقاع، وتأتي بمجموعة متنوعة من المسؤولين المجهولين كمصادر لما تدعيه، مثل “مسؤولون إداريون متعددون” و”مسؤولون كبار أميركيون وإسرائيليون” و”4 مسؤولين أميركيين لديهم معرفة مباشرة بالقضية”، و”19 من كبار المسؤولين في الإدارة والمستشارين الخارجيين”.

واستمر الكاتب يعرض الكيفية التي تروّج بها الصحافة الغربية القصة، قائلا إن المصادر التي تزعمها هذه الصحافة، تطلب دائما عدم ذكر هوياتها، وتحكي حكايات عن خيبة أمل إدارة بايدن مع نتنياهو، وربما تضيف بعض التعليقات حول قيام إسرائيل بتخفيض عدد القتلى المدنيين: “نحن قلقون من أنهم لا يفعلون كل ما هو ممكن للحد من الخسائر في صفوف المدنيين”، “القادة الأميركيون يحذرون من أن المستويات العالية من الخسائر في صفوف المدنيين تضمن أن السكان المتطرفين سيعيشون بجوار إسرائيل لعقود قادمة”.

الصحافة ضُللت؟ أم أنها تتعمد تضليل الجمهور؟

وقال ميركنسون إن جميعها تخبرنا أن الإحباط يتصاعد، وأن التوترات أصبحت أكثر توترا. وعلق بأنه إذا حكمنا، استنادا على هذه الروايات، يجب أن يكون بايدن قد وصل الآن إلى الحدود التي تتجاوز أقصى الإحباط وخيبة الأمل والصبر، لكن الواقع يقول غير ذلك، ويبدو أن الصحافة قد ضُللت أو أنها تتعمد تضليل الناس.

ثم دلف الكاتب إلى إيراد ما يجري في ما سماه العالم الحقيقي، ليقول إن المذبحة الإسرائيلية استمرت بلا هوادة، وواصل بايدن وشركاؤه التشريعيون تسليح إسرائيل، وجلبت القيادة الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأعضاء للتصويت على مشروع قانون من شأنه، إلى جانب إعادة تسليح أوكرانيا، إرسال 14.1 مليار دولار أخرى لإسرائيل مقابل ما يطلق عليه بشكل ملطف “المساعدة الأمنية”.

في العالم الحقيقي -كما يقول ميركنسون- منع بايدن التحركات من أجل وقف دائم لإطلاق النار في الأمم المتحدة ورفض ممارسة أي ضغط علني على إسرائيل للمساعدة في تنفيذ ذلك، ورفض مساعدوه -في اجتماع مصمم خصيصا لتخفيف التوترات بين البيت الأبيض والجالية العربية الأميركية في ميشيغان- القول ما إذا كانوا قد نصحوا أو سينصحون الرئيس بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، وهو ما طلبه الحضور.

استثناء إسرائيل

في العالم الحقيقي أيضا، رفض بايدن وضع أي شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل، وفي الأسبوع الماضي، أصدر أمرا رئاسيا “يأذن بقطع سريع للمساعدات العسكرية للدول التي تنتهك الحماية الدولية للمدنيين”، على حد تعبير أسوشيتد برس.

وتسابق الديمقراطيون لوصف ذلك بأنه تاريخي وقوي، وقالوا “هذا تغيير جذري حول كيفية التعامل مع المساعدات العسكرية الأميركية وتأثيرها على المدنيين”.

لكن السكرتير الصحفي لبايدن سارع على الفور للقول إن هذا لا يعني تعليق المساعدات لإسرائيل، وإن الولايات المتحدة” لا تفرض معايير جديدة للمساعدات العسكرية”، وإن إسرائيل أكدت للبيت الأبيض أنها ملتزمة بحماية المدنيين.

بايدن لا يفعل شيئا لمنع المذبحة

ولفت الكاتب إلى أنه لا يوجد مجال آخر غير وسائل الإعلام يتم فيه أخذ الشخص الذي يورّد أسلحة يعرف أنها ستستخدم لارتكاب أعمال عنف جماعية، على محمل الجد إذا أخبر المراسلين أنه غير راض بشكل خاص عن الأمر برمته، لكن السياسة الخارجية الأميركية فقط تحصل على هذا النوع من التمرير.

واضاف أنه حتى تصريح بايدن الذي قال فيه إنه يُحمّل الدول التي تستورد أسلحة، المسؤولية عن العنف الذي تستخدم فيه هذه الأسلحة، لا يكفي، على ما يبدو للحد من ترويج هذه الرواية من عند الصحف الغربية.

وأوضح ميركنسون قائلا: الآن، بينما يخطط نتنياهو لما لا بد أن يكون غزوا بريا كارثيا لرفح، يشير بايدن مرة أخرى إلى استيائه بينما لا يفعل شيئا لمنع آلة الموت الإسرائيلية.

وختم بأنه ستكون هناك العديد من الفرص للصحفيين للتخلي عن فكرة أن بايدن يمارس أي نوع من الرقابة الهادفة على إسرائيل. ودعا الصحفيين إلى أنه، إذا كانوا يريدون حقا محاسبة بايدن، بدلا من مساعدة البيت الأبيض في الترويج لنفس الخيال الأجوف مرارا وتكرارا، فيجب أن يبدؤوا الآن.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *