قصة محزنة لطفلة غزية ولدت بعد استشهاد أمها

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

تنتظر طفلة فلسطينية لا تحمل اسما ولا تعرف مصير عائلتها، على سرير داخل قسم الرعاية المتوسطة في حضانة الأطفال بمستشفى شهداء الأقصى شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

الطفلة البالغة من العمر 77 يوما، أبصرت النور قبل أوانها في مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، جراء استشهاد والدتها هنادي أبو عمشة، بعد إصابتها بجراح بالغة في قصف إسرائيلي.

ويجهل الأطباء مصير عائلة الطفلة، إذ لم يحضر أحد منهم للاطمئنان عليها طوال مدة مكوثها في المستشفى، وفق الطبيبة وردة العواودة.

عودة للحياة

وتقول العواودة التي تعمل في قسم العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة بمستشفى شهداء الأقصى “ولدت الطفلة في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد إصابة الأم النازحة في رأسها بإحدى مدارس مخيم النصيرات، جراء قصف إسرائيلي نقلت على إثرها لمستشفى العودة واستشهدت وهي حامل”.

وتضيف العواودة أن الطواقم الطبية أجرت عملية ولادة قيصرية للأم الحامل على الفور في قسم الاستقبال لإنقاذ حياة الجنين.

ولدت الطفلة في حينها، وكانت جميع العلامات الحيوية متوقفة، فأجرى الطاقم الطبي عملية إنعاش للقلب والرئة في مستشفى العودة، فعادت الطفلة إلى الحياة.

وتوضح أن حاجة الطفلة لمزيد من الرعاية الطبية التي يفتقر إليها المستشفى حاليا تطلبت نقلها إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

ونقلت الطفلة الرضيعة إلى مستشفى شهداء الأقصى وأُدخلت قسم العناية المركزة، ووضعت تحت أجهزة التنفس الصناعي وكانت حالتها حرجة جدا.

وتبين العواودة أن الطفلة كانت تعاني ولا تزال من نقص الأكسجين نتيجة استشهاد الأم وولادتها بعد انقطاع الأكسجين عنها في رحم والدتها.

لم يأت أحد

تحسنت حالة الطفلة بعد أسبوعين من دخول العناية المركزة، وكان ذلك بمثابة معجزة إلهية، ونقلت بعد ذلك إلى قسم الرعاية المتوسطة.

وتشير العواودة إلى أنها أصبحت تتنفس بشكل طبيعي من دون أكسجين وترضع حليبا صناعيا بشكل كامل ويقدم لها الرعاية المناسبة.

وتبين أن والد الطفلة كان حاضرا في أول يوم دخلت فيه إلى العناية المركزة، لكن طوال هذه المدة لم يسأل عنها أحد، ولم يأت أي شخص لزيارتها.

وتعرب عن حزنها الشديد تجاه هذه الطفلة اليتيمة التي حرمت حنان الأم والرضاعة الطبيعية، وتقول “نشعر جميعا كزملاء عاملين داخل القسم أن هذه الطفلة طفلتنا، والجميع يقدم لها الرعاية اللازمة”.

وتوضح العواودة أن حالة الطفلة تحسنت ومن المفترض أن تغادر المستشفى، لكن أحدا من عائلتها لم يأت لزيارتها أو الاطمئنان عليها، لأن مصيرهم مجهول.

وتبين أن العاملين في القسم أطلقوا عليها اسم سمية تيمنا بإحدى زميلاتهم التي استشهدت في قصف إسرائيلي استهدف مخيم البريج بالمحافظة الوسطى.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *