قادة في كتيبة جنين: نخوض حرب استنزاف والمقاومة لن تنتهي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

مخيم جنين – تواجه المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين حرب استنزاف يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع مجازر الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة.

ويشهد المخيم، الواقع في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، أشكالا جديدة وواسعة من اعتداءات جيش الاحتلال والاغتيالات منذ أحداث طوفان الأقصى، في محاولة لتقويض حالة المقاومة ومنع انتشارها إلى بقية أنحاء الضفة.

وتسببت الاقتحامات المتكررة وشبه اليومية للمخيم، كان آخرها أمس الأحد، في تقييد حركة المقاومة داخله، وتتمثل المقاومة في “كتيبة جنين” وغيرها من الأجنحة العسكرية للأحزاب السياسية الناشطة داخل المخيم مثل كتائب شهداء الأقصى وكتائب الشهيد عز الدين القسام.

ووجدت الكتيبة نفسها في حالة دفاع عن المخيم، وفق تصريحات قادة ميدانيين فيها في ظل توقعات وضعها الشارع الفلسطيني لحالة مقاومة مشابهة لما يحدث في قطاع غزة.

اعتبارات جديدة

يقول فراس أبو محمد (اسم مستعار)، وهو أحد مؤسسي “كتيبة جنين”، للجزيرة نت “وضعت المقاومة في المخيم اعتبارات جديدة وفق الظروف الآنية، وتخطو وفق إمكانيات محدودة للغاية داخل المخيم. نحن نملك أسلحة فردية وعبوات ناسفة ومتفجرات محلية الصنع، وهذا يفترض دفاعا عن حدود المخيم أثناء الاقتحامات المتكررة”.

وأضاف أنه قتل في المخيم وحده قرابة 15 شهيدا منذ انطلاق طوفان الأقصى، إضافة إلى تدمير الاحتلال أجزاء كبيرة من بنية المخيم التحتية، أبرزها تجريف الشوارع وتكسير الإمدادات الصحية. وأكد أن المقاومة ألحقت خسائر بصفوف قوات الاحتلال وآلياته، مثل تدمير جرافة من نوع “دي9” ومصفحة “النمر”.

ومن بين الاعتبارات الأخرى محاولة الاحتلال تفكيك الحاضنة الشعبية للمقاومة في المخيم، حيث يقول أبو محمد “بدأنا نشهد نزوحا لأهالي المخيم عند الإعلان عن أي اقتحام حفاظا على أرواحهم وعوامل نفسية أخرى، في محاولة للتضييق على المقاومين”.

ورغم هذه التحديات، تواصل “كتيبة جنين” أعمالها بنصب “الشوادر” في محاولة لمنع رصد تحركات المقاومين بالطائرات المسيرة وحتى الطائرات الانتحارية.

كما يخرج المقاومون في المسيرات الشعبية المساندة لغزة، وينظمون بيوت عزاء الشهداء، ثم يتناوبون في مجموعات ميدانية على حراسة أحياء المخيم ومراقبتها.

بدوره، يقول أبو جود، وهو قائد مجموعة في “كتيبة جنين”، للجزيرة نت إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول إعادة الحالة الملهمة للمقاومة في مخيم جنين إلى الصفر، وإنهاء محاولاتها لمناصرة غزة، وتصفية عناصر الكتيبة ومؤسسيها باغتيالات جديدة عبر صواريخ الطائرات المسيرة، وكل ذلك من أجل فرض حالة من الإحباط وتشتيت صفوفنا الداخلية.

في هذا المكان الصعب الذي عاش تجارب طويلة في مواجهة الاحتلال، يقول القائد أبو محمد إن “المقاومة في مخيم جنين لن تنتهي. المقاومة فكرة ممتدة أثّرت وساهمت في تأسيس حالات مشابهة وناجحة في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، وفي عرين الأسود بنابلس، والمقاومة في مخيم عقبة جبر في أريحا”.

ويضيف “هذه حالة متواصلة منذ معركة سيف القدس (2021) حتى اليوم، وهي نموذج ينتقل من مكان لآخر وينبثق من معتقلات الاحتلال إلى الخارج”، مؤكدا أن “المقاومة في مخيم جنين حالة ثورية مستمرة، لا تأبه بعوامل الخذلان مثل التطبيع واعتقالات السلطة واغتيالات الاحتلال”.

حرب استنزاف

من جهته، يوضح القائد العسكري في “كتائب شهداء الأقصى” أحمد أبو عويص للجزيرة نت الأسباب التي أدت إلى وضع اعتبارات أخرى لتحركات المقاومة، منها عدم وجود خطوط تماس قريبة مع الاحتلال من المخيم خصوصا أو مدينة جنين عموما، وبالتالي فإن “الدفع بالمقاومين لهذه الخطوط هو خسارة كبيرة للمقاومة في المخيم، إضافة إلى إمكانياتنا مقارنة بإمكانيات المقاومة في غزة”.

وتابع “نحن نملك الإيمان ونعمل دون أي مسمّى حزبي أو سياسي، وقدراتنا ذاتية وفردية ومستقلة ومحلية الصنع، كما يعمل المقاومون دون تخطيط مسبق بسبب حرب الاستنزاف التي يمارسها الاحتلال باقتحاماته المتكررة وغير المتوقعة للمخيم”.

وبحسب أبو عويص، فقد قصفت طائرات الاحتلال مخيم جنين بحوالي 20 صاروخا عبر الطائرات الانتحارية و”إف-16″ وطائرات الأباتشي، ويضيف “حرب الاستنزاف التي يشنها الاحتلال لتشتيت جهود المقاومة وعزلها في المخيم، مبدأ تنتهجه المقاومة بدورها ضده، وتستوجب نقل القتال إلى داخل المخيم باستخدام الأكواع والمتفجرات المحلية، لمحاولة تفادي وقوع خسائر بشرية بين صفوف المقاومة”.

وتشهد أزقة المخيم أزمة ووحشية كبيرة يحاول الاحتلال انتهاجها في الآونة الأخيرة ضد كل ما يرمز إلى المقاومة والشهداء والقضية الفلسطينية. فقد حطمّت جرافات الاحتلال نصب الشهداء التذكارية مثل نصب الشهيد جميل العموري، وشرارة الكتيبة الأولى، وفوق دوار “العودة” في المخيم، ونصب الشهيد يزن أبو طبيخ، والشهيد دلال المغربي، والشهيد إياد الزرعيني.

كما قصف الاحتلال المساجد وفجر المحال التجارية ودمر السيارات، وشل حياة سكان المخيم الاجتماعية. يضاف لذلك الاعتقالات المكثفة لعناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *