خصص الصحفي توماس فريدمان مقاله الأسبوعي بصحيفة “نيويورك تايمز” هذه المرة لمخاطبة الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبيل لقائهما أمس الأربعاء في واشنطن.
وقال، إن هذا هو أول لقاء بين الرجلين منذ عودة نتنياهو إلى سدة الحكم في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وأضاف مخاطبا الرئيس بايدن، أن نتنياهو شكّل “أشد الحكومات تطرفا في تاريخ إسرائيل، ومع ذلك تدرس إدارتك إقامة شراكة معقدة مع ائتلافه (الحاكم)، والمملكة العربية السعودية”.
وأعرب فريدمان عن أمله -في أقصر عمود أسبوعي يكتبه على الإطلاق، حسب قوله- في أن لا يمضي بايدن قدما دون الحصول من نتنياهو على إجابات مرضية عن 3 أسئلة رئيسة، “لكي نعرف فقط ما إسرائيل، وما بيبي (لقب نتنياهو)، الذي نتعامل معه”؟
وأورد الكاتب الأسئلة الثلاثة في شكل خطاب مباشر موجّه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، مذكرا إياه أن “اتفاق تشكيل ائتلاف حكومتك هو الأول من نوعه في تاريخ إسرائيل، الذي يحدد ضم الضفة الغربية على أنه أحد أهدافه -أو أنه إنفاذ للسيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة، كما ينص الاتفاق”.
وأردف القول، “لكنك دعمت في وقت سابق خطة (الرئيس السابق دونالد) ترامب لسلام الشرق الأوسط التي اقترحت تقسيم الضفة الغربية، بحيث تمنح إسرائيل السيطرة على نحو 30% من الأراضي، والدولة الفلسطينية حوالي 70%، وإن كان ذلك مع ضمانات أمنية مشددة، وعدم تواصل بينهما.
هل تنوي ضم الضفة؟
ووجه إليه سؤالا قائلا، “هل تنوي ضم الضفة الغربية، أو ستتفاوض بشأن ترتيباتها المستقبلية مع الفلسطينيين؟ نعم أو لا؟ نريد أن نعرف. لأنك إن كنت تنوي الضم، فإن كل اتفاقياتك للتطبيع مع الدول العربية ستنهار، ولن نتمكن من الدفاع عنك في الأمم المتحدة بشأن تهم بناء دولة فصل عنصري”.
أما ثاني الأسئلة فيتعلق ببرنامج إيران النووي، وتطوير علاقات إسرائيل المتنامية مع العالم العربي، إذ كان نتنياهو قد أبلغ أول اجتماع لحكومته في ديسمبر/كانون الأول، أن الموضوعين سيكونان في صدر أولوياته. ويستدرك فريدمان في مخاطبته نتنياهو قائلا، “لكننا رأيناك تقرر، بدلا من ذلك، إعطاء الأولوية لانقلاب قضائي يجرد المحكمة العليا الإسرائيلية من قدرتها على مساءلة حكومتك”.
وتساءل الكاتب، “لماذا ينبغي لنا جعل مواجهة برنامج إيران النووي أولويتنا، بينما لا تفعل أنت ذلك”؟
ومضى فريدمان مخاطبا نتنياهو، “السعوديون -يا رئيس الوزراء- على استعداد لفعل شيء صعب، وهو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ونحن نبذل قصارى جهدنا للمساعدة في تسهيل ذلك، بصياغة معاهدة دفاع مشترك مع السعودية. فما الأمور الصعبة التي أنتم مستعدون للقيام بها إزاء الفلسطينيين لإتمام الصفقة”؟
وختم مقاله موجها كلامه لرئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا، “بيبي، أنت خارج نطاق اهتمام الشعب الأميركي. ونريد أن نعرف: من أنت الآن”؟