غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

ردّا على “التصريحات والتهديدات الاستفزازية” من الغرب؛ أمر القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية فلاديمير بوتين بإجراء مناورات بأسلحة نووية غير إستراتيجية.

وفي تقريره، الذي نشرته صحيفة “غازيتا” الروسية، قال ميخائيل خودارينوك إن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية بدأت الاستعدادات لإجراء مناورات في المستقبل القريب باستخدام التشكيلات الصاروخية للمنطقة العسكرية الجنوبية. وفي إطار التدريبات سيتم تنفيذ مجموعة من الأنشطة للتدرب على إعداد واستخدام الأسلحة النووية غير الإستراتيجية.

وأشار الكرملين إلى أن اختبار إطلاق الأسلحة النووية يرتبط ارتباطا مباشرا بتصريحات السياسيين من الدول الغربية حول استعدادهم لإرسال قوات إلى أوكرانيا. وأوضح دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي أن الأمر يتعلق بشكل خاص بكلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وممثلي بريطانيا وتصريحات أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي.

وتملك القوات المسلحة الروسية مجموعة واسعة من الأسلحة النووية التكتيكية؛ فعلى سبيل المثال، تضم القوات الجوية الفضائية الصواريخ الموجهة برؤوس حربية خاصة والقنابل النووية الحرارية ذات السقوط الحر، بينما تضم قوات الصواريخ والمدفعية أنظمة الصواريخ التشغيلية التكتيكية وقذائف المدفعية. كما تضم القوات البحرية صواريخ كروز والطوربيدات والألغام.

وفي مثل هذه الأحداث، من الضروري العمل على مجموعة كاملة من القضايا مثل ممارسة التخطيط للتدمير النووي للعدو، أي التخطيط للضربات النووية الأولى واللاحقة. وأثناء التدريب، من الضروري فهم النطاق الإجمالي لهذه المهام ومدة الضربات النووية وهيكلها والدرجة المتوقعة لتدمير الأهداف وإجراءات استطلاعها أو الاستطلاع الإضافي وتوزيع الذخيرة الخاصة للأسلحة النووية المحتملة. ومن الضروري تحديد الأهداف وإحداثيات نقطة الهدف وقوة الذخيرة الخاصة ونوع الانفجار وارتفاعه والفعالية المتوقعة للضربة.

كيف ستتم التدريبات؟

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي حل الكثير من المشكلات أثناء التدريبات على الأتمتة الكاملة، وذلك يشمل مثلا إعداد الأسلحة النووية وتسليمها وإصدارها للقوات في الوقت المناسب ونقل الرؤوس الحربية النووية إلى مستويات الاستعداد المحدّدة ونشر الرؤوس الحربية النووية وإيواءَها وحمايتها والدفاع عنها في مناطق النشر وأثناء التحرك، وما إلى ذلك.

يروّج البعض لفكرة امتلاك الرئيس ما يشبه “الزر الأحمر”، الذي بالضغط عليه يقوم بإطلاق متزامن للصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية من الغواصات الإستراتيجية.

وأوضح الكاتب أن رئيس الدولة يعطي فقط إشارة للسماح باستخدام الأسلحة النووية ويرسل إشارة رمزية لفتح الرؤوس الحربية النووية. ويكون إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات، وكذلك صواريخ كروز الإستراتيجية ذات الرؤوس الحربية النووية، وأي استخدام للأسلحة النووية التكتيكية، بشكل مستقل من قبل أطقم القتال المختصة وبمساعدة أجهزة حظر التعليمات البرمجية، وتتم إزالة ما يسمى بالحجب من الرؤوس الحربية الصاروخية.

ولإنجاز هذه المهمة، يمتلك رئيس الدولة ما يسمى بـ”الحقيبة النووية” التي تُجهّز خصيصا لتخول استخدام الأسلحة النووية وعادة ما يحتفظ بها قريبا من رئيس أو زعيم دولة نووية في جميع الأوقات. ونفس الأجهزة متاحة لوزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية.

“روز” و”توليب”

ووفقا لبعض المصادر، كما تشير الصحيفة، لا يصدر الإذن باستخدام الأسلحة النووية والرموز لفتح الرؤوس الحربية النووية إلا إذا تم تأكيدها بواسطة “حقيبتين”، أي أنه لا يمكن اتخاذ القرار بشأن استخدام الأسلحة النووية في روسيا بشكل أحادي. ويعمل هذا النظام بنفس الطريقة في الولايات المتحدة.

وفي شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول من عام 1961، نُفذت عملية “روز” في الاتحاد السوفياتي وهي تمرين لاختبار دقة وموثوقية الصواريخ الباليستية “آر.12” ذات الرؤوس الحربية النووية. واُطلقت الصواريخ ذات الرؤوس الحربية النووية الحقيقية وفجرت على مدى يقدر بـ846 كيلومترا في موقع اختبار على أراضي أرخبيل نوفايا زيمليا. وتم إنشاء موقع إطلاق مؤقت لصواريخ “آر.12” في منطقة مدينة سالخارد.

ولم تكن عملية “روز” الوحيدة من نوعها؛ ففي الثامن من سبتمبر/أيلول عام 1962، نُفذت عملية توليب. وخلال هذا التدريب اختبر الصاروخ الباليستي متوسط المدى “آر.14” المزود بشحنة نووية حرارية أُطلق من موقع ميداني بالقرب من محطة ياسنايا على طول شبه جزيرة سوخوي نوس في نوفايا زيمليا. وكان مدى الإطلاق 3740 كيلومترا، مما يعني أنه في ذلك الوقت كان كل شيء على غرار إطلاق الصواريخ بأسلحة نووية والانفجارات وتشغيل جميع وسائل التثبيت في الحقول التجريبية في نوفايا زيمليا وإجراء جميع قياسات المسار اللازمة خطوات واقعية. وعليه، ليس هناك حاجة لإقناع العدو شفويا بامتلاك القوات المسلحة أسلحة نووية ومستعدة لاستخدامها.

وفي ختام التقرير، أشار الكاتب إلى أن النقاد الغرب يعتقدون أن الترسانة النووية الروسية صدئة ومغطاة بالطحالب وأن مرافق تخزين الرؤوس الحربية النووية مليئة بالشجيرات وأن روسيا لا تستطيع استخدام حتى الأسلحة النووية التكتيكية. لذلك، من المحتمل أن يكون الوقت قد حان لعمليات جديدة مثل “روز” و”توليب”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *