نشر “موقع ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا عن مجزرة رفح التي نفذتها قوات الاحتلال أول أمس الأحد واستشهد فيها 45 فلسطينيا، منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، فيما جرح 249 آخرون.
وبعد شروق شمس اليوم التالي عاد الناجون من القصف الإسرائيلي لمخيم النازحين في رفح لتقييم الأضرار. وألقى الأطفال نظرة خاطفة على نافذة سيارة ذهب كل ما فيها من معالم السيارة، وقام الرجال بتفتيش الحطام المحترق، والتقط الصحفيون صورا لعلب الطعام المتفحمة.
وقبل نحو 12 ساعة -من إعداد التقرير- كانت عائلات فلسطينية داخل هذه الخيام التي اشتعلت فيها النيران بعد أن قصفها الجيش الإسرائيلي شمال غربي رفح. وكان الكثير منهم قد انتهوا للتو من صلاة العشاء، وكان بعضهم نائمين والبعض الآخر كانوا مجتمعين مع عائلاتهم.
وقالت ليان الفيوم، إحدى الناجيات من الهجوم “كنا نجلس في أمان عندما سمعنا الانفجار، وكان الأمر مفاجئا جدا، فقد سقطت القنابل دون سابق إنذار”.
جثث ممزقة
وخرجت الفتاة من خيمتها لترى ما حدث، وقد صدمها الجحيم الهائل الذي اجتاح المكان. وقالت لموقع ميدل إيست آي “النيران كانت هائلة. ورأينا الخيام تحترق، ثم اضطررنا لاستعادة أشلاء الجثث الممزقة والأطفال الشهداء”.
ويروي شهود عيان أن الهجوم وقع حوالي الساعة العاشرة مساء، وأسقطت الطائرات الإسرائيلية قنابل على المخيم، مما أدى إلى نشوب حريق أتى على 14 خيمة.
وبحسب تحليل بثته الجزيرة، يقع المخيم في “المنطقة الآمنة” التي حددتها إسرائيل بالقرب من منشأة تخزين تابعة للأمم المتحدة.
ولفت التقرير إلى مشاهد فوضوية بعد الغارة الإسرائيلية، حيث ركض الناجون المذعورون بحثا عن الأمان وسط الجثث المتفحمة، بينما حمل رجل طفلا مقطوع الرأس، ومسعف آخرُ صبيا وقد تهشم دماغه.
وقال محمد أبو صباح، أحد شهود العيان “خرجت من خيمتي ورأيت النار في كل مكان. وكانت هناك فتاة صغيرة تصرخ، فساعدناها هي وشقيقها الكبير. وعندما عدنا كان المخيم مدمرا بالكامل”.
احتلال حقير
وبحسب ليان، استغرق الأمر ما بين ساعة إلى ساعتين لوقف الحريق الذي شاركت في إخماده 11 سيارة إطفاء. وقالت إن عائلتها كانت تخطط للانتقال إلى مخيم آخر صباح الاثنين مع تزايد الهجمات الإسرائيلية برفح في الأسابيع الأخيرة. لكنهم فقدوا أموالهم في الحريق، مما يعني أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى أي مكان الآن وليس لديهم خيمة للاحتماء فيها.
وقال أبو صباح للموقع البريطاني “قالوا لنا إن هذه مناطق آمنة. هذا الاحتلال حقير ومجرم”.
وردا على مزاعم الجيش الإسرائيلي أنه استخدم “ذخيرة دقيقة” في الهجوم لقتل اثنين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأنه يأسف “لأي ضرر لحق بغير المقاتلين من حماس خلال الحرب”، قال أبو صباح “ماذا تتوقع أن يقولوا؟ لم نر مقاتلي المقاومة هنا. المقاتلون في مناطق القتال شرق رفح. الإسرائيليون يقولون هذه الأشياء فقط لتبرير أفعالهم. إنهم يريدون قتل الشعب الفلسطيني وطردنا قسرا وتدمير منازلنا”.
وختم الموقع بأن هذه المذابح جاءت بعد يومين من حكم محكمة العدل الدولية بأن على إسرائيل وقف هجومها على رفح في القضية التي تتهم فيها بالإبادة الجماعية في غزة. ورفضت تل أبيب الحكم وقالت إن هجومها على القطاع المحاصر يتماشى مع القانون الدولي.