دونالد ترامب مسن جدا وحرّض على انقلاب، وجو بايدن مسن جدا ويخلط بين الأسماء. فكيف لأميركا أن تختار رئيسا لها؟ بهذا التساؤل استهلت مارينا هايد كاتبة العمود بصحيفة “أوبزيرفر” البريطانية قضية هفوات ذاكرة الرئيس بايدن.
وتناولت الصحافة الأميركية والبريطانية على نطاق واسع قضية هفوات ذاكرة بايدن، وأورد بعضها أن قلق الديمقراطيين الأميركيين يزداد بسبب هذه الهفوات، وقالت أخرى إن بايدن ليس مؤهلا في الوقت الراهن لتسيير مهام الرئاسة، دع عنكم أن يترشح لولاية رئاسية أخرى.
والأمر الذي فجّر هذا التناول الواسع هو تقرير المستشار الخاص روبرت هور، والذي صدر الخميس الماضي وأشار فيه إلى “محدودية ذاكرة الرئيس”، وإلى إشارة بايدن لاحقا في مؤتمر صحفي في اليوم نفسه إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باسم “الرئيس المكسيكي” في وقت الذي كان يصر فيه على أن ذاكرته رائعة.
وورد في تقرير في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أيضا أن بايدن أربك في الأسبوع الماضي وحده مرارا وتكرارا القادة الأجانب الذين التقى بهم.
ففي حملة لجمع التبرعات بنيويورك يوم الأربعاء الماضي، أخطأ في تحديد الزعيم الألماني الذي التقى به، قائلا إنه تحدث مع هيلموت كول بدلا من أولاف شولتس. وفي لاس فيغاس يوم الأحد، خلط بين الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون وسلفه فرانسوا ميتران، الذي توفي في عام 1996.
الديمقراطيون بين الخوف واليأس
وورد في التقرير نفسه أن ما جرى في المؤتمر الصحفي وقبله بساعات من ملاحظات المستشار هور تردّد صداه في جميع أنحاء أميركا بين شبكات المانحين الديمقراطيين والإستراتيجيين الذين كانوا يقاومون منذ أسابيع لاحتواء قلقهم بشأن حالة حملة بايدن واتجاهها، مضيفة أن مشاعر الديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد تتراوح حاليا بين الخوف واليأس.
وذكر التقرير أن استطلاعا للرأي أجرته “إيه بي سي نيوز إيبسوس” في يناير/كانون الثاني الماضي، أظهر أن 28% من الأميركيين قالوا إن بايدن يتمتع بالحدة الذهنية التي يتطلبها العمل بفعالية رئيسا، في حين قال 47% إن ترامب يتمتع بذلك.
ألا يمكن اختيار ديمقراطي آخر؟
وأضاف أنه بعد ما جرى يوم الخميس، تراجع الديمقراطيون في ذعر. وبحلول يوم الجمعة، كان كبار المانحين لبايدن يجرون مكالمات ويتلقون رسائل نصية من الديمقراطيين القلقين، يسألون عما إذا كان لا يزال لدى مرشح ديمقراطي آخر الوقت للقفز إلى السباق الرئاسي.
ونشرت الصحيفة ذاتها مقالا للكاتب مارك ثيسن يقول فيه: دعكم من فترة ولاية ثانية، هل بايدن صالح ليكون رئيسا الآن؟
وقال أيضا إنهم الآن ليسوا قلقين بشأن ما إذا كان بايدن لائقا للخدمة لولاية ثانية، بل يجب أن يشعروا بالقلق بشأن ما إذا كان لائقا لإنهاء ولايته الأولى.
لماذا القلق من حالة بايدن أكثر من ترامب؟
وتساءلت ريبيكا أوبراين مراسلة “نيويورك تايمز” في تقرير لها: لماذا تؤذي قضية العمر بايدن أكثر بكثير من ترامب، رغم أن كلا منهما تجاوز 75 عاما من العمر؟ لكن من غير المرجح أن يقلق الناخبون من أن ترامب أكبر من أن يخدم.
ولفتت إلى أن ترامب أشاد برئيس وزراء المجر فيكتور أوربان لقيادته تركيا، وخلط بين نيكي هيلي ونانسي بيلوسي، موضحة أن القلق من حالة بايدن أكبر من حالة ترامب يعود إلى اختلافات عميقة ليس فقط بين الرجلين، ولكن في كيفية نظر الجمهور الأميركي إليهما، وفيما يتوقعه أنصارهما منهما. وهو انقسام يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية