الكويت- بمناسبة مرور 200 يوم على عملية “طوفان الأقصى” وبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أطلقت مجموعة من التيارات السياسية والجمعيات الأهلية والاجتماعية والناشطين الكويتيين، حملة “معكم حتى التحرير” وذلك تأكيدا على الموقف الكويتي الداعم والمساند لنضال الشعب الفلسطيني.
الحملة تتضمن العديد من الفعاليات التي تدعم المقاومة الفلسطينية في عدد من المناطق والمؤسسات في الكويت، وتشمل ندوات ووقفات احتجاجية وفعاليات طلابية في المدارس كفعالية “عهد يتجدد.. جيل بعد جيل” التي نظمتها الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية.
رئيسة الجمعية الثقافية النسائية لولوة الملا قالت للجزيرة نت، إن تنظيم الفعالية جاء ضمن حملة للمجتمع المدني والمنظمات السياسية والطلابية، للتعبير عن التضامن مع صمود الشعب الفلسطيني الأبي.
“ارتأينا تنظيم هذه الفعاليات بمناسبة مرور 200 يوم على حرب الإبادة التي يتعرض لها أهالي قطاع غزة أمام أعين دول العالم، ومنظمات حقوق الإنسان، ولا أحد يتحرك لإيقاف تلك المجازر” أضافت.
الفعاليات تهدف، حسب الملا، إلى إيصال رسالة مفادها أن الشعب الكويتي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه، وأنه يقف ضد أي عمليات تطبيع مع هذا الكيان المحتل الذي أثبت للجميع أنه لا يمكن الوثوق به أو التعامل معه.
وتابعت أن هناك رسالة لأهالي غزة الصامدين “أننا لن نتركهم وحدهم، ورسالة إلى دول العالم والمنظمات التي تدعي الإنسانية بضرورة التدخل وإيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، رسالة أخرى للجيل الجديد الذي سيحمل الرسالة في المستقبل، بأن الدفاع عن أرض فلسطين هو كرامة للجميع”.
آثار المقاومة
وشهدت الحملة وقفة تضامنية نظمها اتحاد عمال البترول بالتعاون مع الحركة النقابية والعمالية الكويتية، وندوة تتحدث عن جدوى المقاومة الفلسطينية وآثار المقاطعة الاقتصادية على الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسات الداعمة له.
وترى المحامية الكويتية شيخة البهاويد أن المقاومة الفلسطينية خلال عملية “طوفان الأقصى” غيرت قراءة العالم عمن هو الإرهابي والمحتل ومن هم السكان الأصليون لفلسطين، حيث بدأت الشعوب في دول كثيرة تغيير نظرتها إلى القضية الفلسطينية.
كما تحدثت عما يدور داخل الكيان الإسرائيلي، وكيف أثرت العملية على حالتهم النفسية وبالتالي عدم انخراط قسم منهم في صفوف جيش الكيان المحتل، لأن القانون لديهم يمنع دخول المرضى النفسيين في صفوف الجيش.
وفي حديث للجزيرة نت أشارت البهاويد إلى أن عملية “طوفان الأقصى” أثرت على الهجرة العكسية الحاصلة داخل الكيان برحيل نحو 370 ألف إسرائيلي إلى دول أخرى، ومحاولات آخرين لشراء العقارات في دول أوروبية، كما أثرت العملية على استمرارية المقاومة من خلال تربية الأجيال على دعم القضية الفلسطينية وتقوية شخصية الطفل وثقافته برد الظلم عنه.
وكشفت عملية طوفان الأقصى، وفقا لبهاويد، “نفاق الإعلام الغربي وسقوط القناع عن الدعاية الصهيونية وكشفت أيضا زيف قوة الكيان الصهيوني الذي لا يقهر”.
تفاعل يومي
يقول يوسف الكندري المدير التنفيذي لرابطة شباب لأجل القدس-الكويت، وهي جزء من تجمع “مبادرون لأجل فلسطين” الذي يضم 19 مؤسسة أخرى: إن تنظيم هذه الحملة بفعالياتها المتنوعة، كان بسبب متابعة الشارع الكويتي لعملية طوفان الأقصى وتداعياتها.
“أصبح هذا الأمر والتفاعل مع الأحداث اليومية لهذه المعركة العظيمة التي يخوضها أبطال غزة أمام الكيان الصهيوني المجرم من أولوياتنا كشعب كويتي” أضاف الكندري.
هذه الفعاليات، وفق الكندري، تؤكد الموقف الكويتي الأصيل والواضح تجاه هذه القضية العادلة والمصيرية لنا كعرب ومسلمين، فكان إطلاق هذه الفعاليات الكثيرة والمتنوعة بأماكن مختلفة وبمواضيع ذات محتوى مختلف. وكلها تصب في تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني.
ومن جانبه، أكد نائب الأمين العام لتجمع الميثاق الوطني عبد الرحمن الصالح، أن إطلاق حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني “معكم حتى التحرير”، كانت لإظهار جميع أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني، ولإيصال رسالة إلى إخواننا الصامدين في غزة وعموم فلسطين أننا دائما مع الحق الفلسطيني وخيارات شعبه المقاوم للاحتلال.
الحملة مستمرة
“الشعب الكويتي ضد الهمجية الصهيونية التي تحظى بدعم غربي واسع للاستمرار في ارتكاب مجازره ضد شعبنا المرابط على أرضه. وإن هذه الحملة بدأت تظهر ملامحها، إذ لاحظنا تفاعلا كبيرا من طلبة المدارس مع هذه الحملات التي ستستمر مع مرور الأيام حتى يتحقق التحرير” يقول الصالح للجزيرة نت.
أما أمين سر المنبر الديمقراطي الكويتي مشعل الوزان فقال “إننا مقصرون، وما هو مطلوب منا كشعوب أكبر، لذلك نوجه الدعوة لكل الشعوب الحية للانتفاض من أجل إيقاف الحرب الهمجية للكيان الصهيوني، ونصرة أهلنا في قطاع غزة، وكذلك على الحكومات تحمل مسؤولياتها وعدم الاكتفاء بالبيانات والتصريحات، واتخاذ إجراءات جدية لإيقاف حالة القتل والدمار، وملاحقة مرتكبي الجرائم ضد البشرية”.
يذكر أن الحملة تضمنت ندوة قدمها الطبيب محمد جمال حيدر من خلال شهادته كطبيب على ما يحدث في قطاع غزة خلال فترة دخوله القطاع وإجرائه بعض العمليات الجراحية في المستشفى الأوروبي هناك، والآثار النفسية الإيجابية التي تركتها هذه الزيارة لدى الأهالي في قطاع غزة.