تايمز: هكذا تزود بريطانيا وحلفاؤها أوكرانيا بالأسلحة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

قالت صحيفة تايمز البريطانية إن وراء المساعدات التي تعهد بها حلفاء أوكرانيا بملايين الجنيهات الإسترلينية عمليات شراء سرية لمعدات ترجع إلى الحقبة السوفياتية، كما أن التفاصيل الدقيقة لكيفية قيام الغرب بنقل المساعدات الفتاكة إلى أوكرانيا لا تزال طي الكتمان.

وبدأت الصحيفة -في تقرير مشترك بين هاري يورك وتوم كالفر- من الحدود الجنوبية الشرقية لبولندا، حيث أصبح مطار إقليمي صغير هناك نقطة محورية غير متوقعة في سباق الغرب لتسليح أوكرانيا.

وذكرت أن مطار رزيسزو التجاري يستخدم أصلا لنقل البولنديين إلى الأماكن الشهيرة لقضاء العطلات في أوروبا، حيث تنتشر الآن العشرات من بطاريات صواريخ باتريوت الأميركية، المصممة لمواجهة وتدمير الصواريخ الباليستية قصيرة المدى والطائرات وصواريخ كروز، وقالت إنها وضعت في رزيسزو في الأسابيع التي تلت الغزو الروسي وبقيت هناك منذ ذلك الحين.

وإلى جانب تلك الصواريخ يقبع في المطار كذلك صواريخ “سكاي سابر” وهو أحدث نظام صاروخي مضاد للطائرات متوسط المدى بالمملكة المتحدة، وقد وافقت الحكومة على بقائه في بولندا حتى نهاية العام، وهو قادر على إصابة 24 هدفا في وقت واحد، وسرعته ضعف سرعة الصوت.

الحلفاء يتدخلون

ومنذ أن عبرت الدبابات الروسية حدودها في فبراير/شباط 2022، اعتمد دفاع أوكرانيا على سخاء الحلفاء، وقد تلقت منذ بداية الحرب، حوالي 146 مليار إسترليني (نحو 186 مليار دولار) من المساعدات، 75 مليار إسترليني (نحو 95 مليار دولار) منها مساعدات عسكرية، وفقا لمعهد كييل للاقتصاد العالمي، والباقي تبرعات مالية وإنسانية لإعادة بناء المدن وتوطين اللاجئين.

ومن الناحية النقدية، كانت بريطانيا مانحا سخيا، حيث قدمت ما قيمته 4.5 مليارات إسترلينية (نحو 5.7 مليارات دولار) خاصة بالمعدات العسكرية، وهو ثالث أعلى مبلغ على الإطلاق في أي دولة، بعد ألمانيا والولايات المتحدة، وتشمل هذه التبرعات معدات من مخزونات الدفاع البريطانية أو أخرى تم شراؤها من الصناعات الدفاعية، سواء في بريطانيا أو الخارج.

غير أن إقناع الدول بتقديم الدعم المالي شيء، والتحدي المتمثل في إدخال الأسلحة فعليا إلى أوكرانيا شيء آخر، ولذلك يوجد مركز حيوي آخر في آلة الحرب على بعد حوالي 620 ميلا إلى الغرب من رزيسزو، في مدينة شتوتغارت الألمانية.

فهناك -حسب المقال- أمضى مسؤولون من الدول الغربية العامين الماضيين في العمل مع المخططين العسكريين الأوكرانيين لتجميع وتوريد وتسليم الأسلحة التي تحتاجها كييف، وقد أنشأت المملكة المتحدة هذا المركز الدولي الأيام الأولى من الحرب، وكان يديره 80 مسؤولا بريطانيا، وسرعان ما أصبح دوليا، ويعمل به الآن مئتا شخص من 21 دولة.

وفي هذا المركز المعروف باسم خلية تنسيق المانحين الدوليين، تقوم فرق اللوجستيات الأوكرانية بفحص قواعد البيانات للعثور على المعدات التي تحتاجها، في حين يبدأ نظراؤهم الغربيون بتحديد مواقعها ومصادرها، وبمجرد العثور على المعدات وموافقة إحدى الدول الحليفة على التبرع، يبدأ المركز في تنظيم نقلها عبر الجو والبر والبحر.

أسلحة سوفياتية

وهذه العمليات حساسة للغاية، ويقول المطلعون على بواطن الأمور في المملكة المتحدة إن معظم المساعدات العسكرية البريطانية تشق طريقها إلى الحدود الأوكرانية عبر طريقين.

إما الرحلات الجوية المباشرة التي نقلت على مدى العامين الماضيين ملايين طلقات الذخيرة، وكذلك الأسلحة الصغيرة والصواريخ والأسلحة المضادة للدبابات من بريطانيا إلى بولندا. وإما برا، حيث تشحن المعدات الأثقل، مثل المركبات المدرعة والدبابات والمدفعية بعيدة المدى، عبر قناة المانش ثم عبر أوروبا بالقطار.

وفي حين كان التركيز الكبير للحلفاء الغربيين منصبا على تحديث القوات المسلحة الأوكرانية وجعلها تتماشى مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ظلت كييف تعتمد بشكل كبير على الأنظمة والأسلحة التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، والتي استنفدت إمداداتها بسرعة خلال الحرب.

ولذلك هناك أيضا طريق ثالث أقل شهرة، تستخدمه المملكة المتحدة للمساعدة في تجديد مخزون أوكرانيا، حيث يستخدم جزء من المساعدات الثنائية لشراء أسلحة روسية من جميع أنحاء العالم، وقد ظل هذا العمل سريا للغاية، لأن بعض المعدات جاءت من دول لا تريد أن يعرف الروس أنهم ساعدوا أوكرانيا.

وقال مصدر للصحيفة إن لندن لعبت في بعض هذه الصفقات دور “المهرب” حيث اشترت المعدات ثم ساعدت في ترتيب نقلها إلى أوكرانيا، وأشار إلى أن هناك مشتريات أخرى أكثر غموضا، حيث “من المفهوم أن ضباط المخابرات البريطانية غالبا ما يشاركون في عمليات النقل هذه، على الرغم من أن وزارة الدفاع لن تعترف بذلك علنا أبدا”.

ما الذي أرسلته بريطانيا؟

وأشار المقال إلى أن العالم كان يتوقع استسلام كييف الأيام الأولى من الحرب عام 2022، ولكن أوكرانيا نجحت في صد القوة الغازية جزئيا، بفضل قرار بريطانيا تزويدها بالآلاف من الأسلحة المضادة للدبابات قبل شهر من الهجوم.

وقد استخدم الجيل التالي من الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات التي تُطلق على الكتف، لتتمكن الوحدات الأوكرانية من التفوق على القوات الروسية المرهقة والبطيئة الحركة، وبالفعل تبرعت المملكة المتحدة حتى الآن بنحو 5 آلاف قطعة منها، وسلمت 10 آلاف قطعة سلاح مضادة للدبابات.

وعدد مقال الصحيفة مجموعة من الأنظمة والمعدات، قال إن المملكة المتحدة تبرعت بها لأوكرانيا من بينها دبابات تشالنجر-2، ونظام المدفعية الصاروخية الأميركي إم 270، إلى جانب بعض الصواريخ مثل نظام ستارستريك للدفاع الجوي قصير المدى.

بالإضافة إلى ذلك، أرسلت بريطانيا أكثر من 13 مليون طلقة ذخيرة، وهو أمر ملح بشكل خاص نظرا لأن روسيا -التي أعادت تشكيل اقتصادها لتمويل المجهود الحربي- أصبحت الآن تنتج الذخائر متجاوزة أوكرانيا بمعدل 5 إلى 1.

وختمت الصحيفة بالسؤال: هل هذا يكفي؟ مشيرة إلى الصعوبة التي عانى منها المجهود الحربي الأوكراني الأشهر الأخيرة، بعد أن جف التمويل العسكري من الحلفاء، ومستبشرة بعودة المساعدات الأميركية التي ترى فيها حافزا لدول أخرى.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *