بين شامت ومطالب بمحاسبة باريس.. احتفاء عربي بخروج فرنسا من النيجر

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

أثار قرار باريس سحب سفيرها وقواتها من النيجر ردودا واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي العربية، والتي اعتبرت الخطوة رضوخا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمجلس العسكري النيجري الحاكم، مطالبة بمقاضاة فرنسا.

وكان ماكرون قد أعلن سحب قوات بلاده من النيجر بدعوى عدم رغبة المجلس العسكري النيجري الحاكم في مكافحة الإرهاب، وذلك بعد أسابيع من تأكيده أنه لن يقدم على هذه الخطوة.

وفي نهاية أغسطس/آب الماضي، قال ماكرون إن “سياسة بلده في النيجر صحيحة، وإنها مبنية على شجاعة الرئيس محمد بازوم” المحتجز.

وقال ماكرون آنذاك إن السفير الفرنسي سيلفان إيت لن يغادر نيامي عاصمة النيجر، رغم ضغوط سلطات الأمر الواقع، وقد استمر الرئيس الفرنسي في عناده 3 أسابيع، قبل أن يرضخ لطلب المجلس العسكري الحاكم بسحب سفيره وقواته من هناك.

وحلقة 25 سبتمبر/أيلول 2023 من برنامج “شبكات” تناولت ردود مواقع التواصل العربية على القرار الفرنسي، الذي اعتبره البعض رضوخا فرنسيا أمام مالي، وبينما وصفه آخرون بالاستقلال، أبدى البعض تخوفهم من أن تصبح الانقلابات هي الحاكمة دون اهتمام بالديمقراطية.

ونُشر في حساب يحمل اسم الشيخ “تهانينا للشعب النيجري المقهور لمدة 100 عام استعمار باستقلاله واستقلال وطنه أخيرا”، في حين قالت فاطمة الزهراء مخاطبة الفرنسيين “لو كان القرار قراركم لاخترتم البقاء حتى نهب آخر معدن في أفريقيا، ولكن لم تقرروا، بل أجبرتم على الانسحاب”.

وفي السياق نفسه، ذهب الناشط خالد، الذي رأى أن قرار باريس جاء بعدما فقد ماكرون الأمل في تدخل عسكري من جانب مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس)، قائلا “فرنسا كانت تعوّل على تدخل إيكواس بدعم منها من أجل فرض منطقها الاستعماري والاستعلائي على المجلس العسكري لحماية النيجر الذي أطاح بنظام بازوم، وتبين في الأخير أن فرنسا لا تهدد ولا هم يحزنون”.

التعليقات المناهضة لفرنسا ذهبت إلى ما هو أبعد من الفرح، فقد كتب لحبيب “يجب رفع دعوة جنائية من طرف الشعوب الأفريقية ضد فرنسا على سلبها كنوز أفريقيا. وقتل الملايين من شعوبها في الـ100 سنة التي ظلت فيها فرنسا سلطة متسلطة على قارة بأكملها لنهب خيراتها”.

أما يارا فأبدت مخاوفها من استبدال مستعمر بآخر، حيث كتبت “رغم أن خروج فرنسا من النيجر هو ضرورة طبيعية ومنطقية، فيجب ألا تستبدل النيجر مستعمرا بغيره.. وألا تصبح الانقلابات هي من يحدد الرئيس في البلاد بمعزل عن الديمقراطية”.

يذكر أن الوجود العسكري الفرنسي استمر في النيجر عقودا، وكان عدد الجنود الفرنسيين فيها أكثر من 1500 جندي، معظمهم يتركزون في القاعدة الجوية الفرنسية قرب العاصمة نيامي، وسيغادرون في نهاية العام الحالي، وفق تصريحات ماكرون.

وبعد إعلان الرئيس الفرنسي قرار الانسحاب، احتشد نيجريون مناصرون للمجلس العسكري حتى الصباح أمام القاعدة العسكرية احتفالا بالقرار.

ومنذ أسابيع، يشهد محيط القاعدة الفرنسية وقفات مناهضة للوجود العسكري الفرنسي في البلاد، بعدما أطاح الجيش بالرئيس محمد بازوم، حليف باريس.

ورغم الخسارة السياسية والعسكرية الكبيرة لفرنسا جراء هذا القرار، فإن الخسارة الحقيقية ستتمثل في احتمال فقدانها ما كانت تحصل عليه من يورانيوم النيجر الذي كان يسد 35% من احتياجاتها، وكانت شركات فرنسية تقوم باستخراجه.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *