بعد لقائه بايدن.. هل حصل نتنياهو على ضوء أخضر للتصعيد ضد الفلسطينيين؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تصعيده ضد الفلسطينيين على مختلف الجبهات، والذي جاء عقب لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يحمل رسالة واضحة على إصرار إسرائيل على قمع الفلسطينيين ومقاومتهم، ويعكس الانحياز الأميركي المطلق للاحتلال.

في هذا المقال

وشدد على أن الدور الأميركي بات محصورا في خدمة مصالح إسرائيل، وأن أي حديث عن ضغوط يمارسها بايدن على نتنياهو هو محاولة تضليل مكشوفة، وأن سياسة حكومته هي امتداد لسياسة حكومة سلفه دونالد ترامب، التي تستهدف توسيع دائرة التطبيع العربي مع الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية.

وجاء حديث البرغوثي خلال الحلقة التي خصصها برنامج “ما وراء الخبر” بتاريخ (2023/9/24) لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي تصعيده على أكثر من محور، والذي تنوع في الساعات الأخيرة بين اقتحامات واغتيالات واعتقالات واجتياح للمقدسات الفلسطينية.

وقد قتلت قوات الاحتلال فجر اليوم الأحد فلسطينيَّين خلال اقتحامها مخيمين بالضفة الغربية، كما أصابت فلسطينيين بقصف شرقي قطاع غزة، وعززت من وجودها على حدود القطاع، وجاء ذلك متزامنا مع اقتحام مئات المتشددين اليهود المسجد الأقصى، وتحذير الرئاسة الفلسطينية من استمرار التصعيد الذي اعتبرته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ترجمة لخطاب نتنياهو في الأمم المتحدة.

وتساءلت حلقة “ما وراء الخبر” عن الرسائل التي يريد الاحتلال توجيهها بمواصلة تصعيده في الضفة والقدس وغزة بعد لقاء بايدن بنتنياهو، ودلالات ربط السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة هذا التصعيد برسائل نتنياهو من خلال خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

حرب دموية

ومن وجهة نظر البرغوثي، فإن تصعيد الاحتلال الأخير هو استمرار لحربه الدموية على الشعب الفلسطيني بأسره، حيث لم يترك موقعا إلا وارتكب فيه جريمة، ومع رسالته بالإصرار على قمع المقاومة، فهو يؤكد على سعيه لتهويد جميع الأراضي الفلسطينية.

وفي هذا السياق، أشار الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية إلى الخارطة التي أظهرها نتنياهو خلال خطابه أمام الأمم المتحدة، والتي أظهرت إسرائيل تضم جميع مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان، وذلك على مرأى ومشهد من الجميع دون إدانة أو تعقيب.

واعتبر البرغوثي أن أي حديث عن دور أميركي يمكن أن يشكل ضغطا على إسرائيل هو محاولة تضليل تتجاهل الحقائق الواضحة كالشمس، وأن الحديث عن اتفاق تطبيع جديد مع السعودية تسبقه تنازلات إسرائيلية لصالح الفلسطينيين هو بمثابة بيع وهم جديد كوهم اتفاق أوسلو، الذي لم يقدم إلا المزيد من الشهداء وضياع الأرض.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني تعلم من تجربته مع أوهام الاتفاقات السابقة، ولن تنطلي عليه أي محاولات جديدة، مؤكدا استمراره في مشروع المقاومة الذي يتجذر أكثر فأكثر، واعتبر أي اتفاقات تطبيع عربية مع الاحتلال تدعم تصفية القضية الفلسطينية، وتعطي مزيدا من الوقت لمشروعات الضم والاستيطان.

اتفاق وشيك

بدوره، يعتبر ريتشارد غودستاين، مبعوث الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إلى مفاوضات السلام بالشرق الأوسط، أن الخبر الأبرز في الآونة الأخيرة ما ظهر من مؤشرات لاتفاق وشيك بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، سيقوم -حسب زعمه- على تقديم إسرائيل تنازلات كبيرة تصب في صالح شرعنة الدولة الفلسطينية.

ولم ير، في حديثه لما وراء الخبر، ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة مؤخرا تصعيدًا، وإنما اعتبره حقا مشروعا لاستهداف مرافق صنع القنابل ومحاولة لإيقافها، وهو ما كانت ستفعله الولايات المتحدة لو وجدت ذلك على حدودها، على حد قوله.

واعتبر أن اتفاق تطبيع العلاقات الذي يتوقع حصوله بين السعودية وإسرائيل سيحمل تغييرا جذريا وملموسا في معيشة الفلسطينيين بالضفة وغزة، كونه كان شرطا أساسيا للجانب السعودي، مجددا التأكيد على أن نتنياهو لا يمكن له أن يمنع إسرائيل من التحرك ضد أي تهديد لها.

وعن التحذيرات الفلسطينية من مآلات التصعيد الإسرائيلي وإمكانية تأثيرها على المنطقة، أضاف غودستاين أن واشنطن لا تريد بالتأكيد إطلاق صواريخ من حزب الله وحماس، وما سيتطلبه ذلك من ضرورة الرد، معتبرا الدور الأميركي الممكن في هذا الإطار هو نقل لرسالة للطرفين مفادها أن أي تصعيد لن يكون مقبولا.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *