الغارديان: أرقام تكشف حجم المأساة في غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

قال صحفي بريطاني إن الوضع بقطاع غزة اتسم في الأشهر الثلاثة الماضية بفوضى عارمة حتى أن كثيرا من الإحصائيات المتاحة ربما تكون غير مكتملة، أو قديمة، أو مستقاة من مصدر يُزعم أنه غير موثوق به.

ولكن أرشي بلاند محرر نشرة الطبعة الأولى الإخبارية اليومية لصحيفة الغارديان، يؤكد أن ثمة قليلا من الانتقادات “الوجيهة” طالت أرقام الضحايا الواردة من وزارة الصحة في غزة.

وأوضح في مقال بالصحيفة البريطانية أن الأرقام التي تنشرها الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة المستقلة وغيرها، تكون، في كثير من الحالات، عند الحد الأدنى من مقدارها.

لذا، فمن المنطقي -وفق المقال- النظر إلى الصورة التي تقدمها هذه المصادر على أنها تقديرات متحفظة للأوضاع في القطاع الفلسطيني، بدلا من استنتاج أن ضباب الحرب حجب واقع الحال هناك.

أطفال غزة يموتون جوعا في مراكز الإيواء نتيجة سوء التغذية (الجزيرة)

وأورد بلاند تفاصيل عن جوانب محددة من الأزمة:

الوفيات

تقول وزارة الصحة في غزة إن 23 ألفا و84 شخصا استشهدوا حتى يوم 8 يناير/كانون الثاني الجاري، بالإضافة إلى إصابة 58 ألفا و926.

ويعلق بلاند بالقول إن هذه الأرقام لا تميز بين المقاتلين والمدنيين؛ لكن 70% منهم تقريبا من النساء والأطفال. وتفيد تقارير أن نحو 7 آلاف آخرين في عداد المفقودين، ومن المحتمل أن يكون معظمهم قد لقوا حتفهم.

في المقابل، يقول الجيش الإسرائيلي إن 174 جنديا قتلوا في غزة وأصيب 1023 آخرين.

النزوح الداخلي

نظرا لحجم الأزمة، فمن الصعب الادعاء بأن الأرقام المتعلقة بأعداد النازحين داخليا دقيقة، ولكن تقديرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أشارت إلى أن 1.9 مليون شخص نزحوا داخليا بسبب الحرب في غزة، أي ما يقرب من 85% من السكان.

ويلجأ حوالي 1.4 مليون شخص منهم إلى مرافق الأونروا، ويقيم معظم الباقين مع الأصدقاء أو العائلة أو الغرباء، أو ينامون في العراء. ويعيش الآن حوالي مليون شخص -نصف سكان غزة- في منطقة رفح الحدودية الجنوبية وما حولها، بعد أن كانوا حوالي 280 ألف شخص قبل اندلاع الحرب.

ولم يُسمح إلا لنحو 1100 شخص بمغادرة غزة عبر معبر رفح إلى مصر بحلول أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، طبقا لتقديرات مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن.

الدمار

وتقدر أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن حوالي 65 ألف وحدة سكنية قد دمرت، أو لم تعد صالحة للسكنى. وتضرر 290 ألف منزل آخر، مما يعني أن نحو نصف مليون شخص لم يعد لديهم منزل يأوون إليه.

حوالي 65 ألف وحدة سكنية دمرت، أو لم تعد صالحة للسكنى، كما تضرر 290 ألف منزل آخر (الجزيرة)

البنى التحتية الحيوية

وفي حين أن 500 ألف شخص ليس لديهم منزل، فإن العديد من الأشخاص سيظلون مشردين بسبب حجم الدمار الذي لحق بالمرافق العامة الحيوية في غزة.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن 23 من أصل 36 مستشفى أصبحت غير صالحة للعمل كليا بحلول 3 يناير/كانون الثاني.

كما تعرض نظام التعليم في غزة أيضًا لأضرار بالغة؛ فقد دمرت 104 مدارس أو تعرضت لأضرار جسيمة. وفي المجمل، أُصيب حوالي 70% من المباني المدرسية بأضرار، بينما تُستغل المباني القائمة إلى حد كبير لإيواء النازحين داخليا.

وبسبب النقص في المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي، أضحت الظروف مهيأة لانتشار الأمراض، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 100 ألف حالة إسهال منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، نصفها بين الأطفال دون سن الخامسة.

المساعدات الإنسانية

وطوال أسبوعين من بداية الحرب، لم يُسمح بدخول أي مساعدات إنسانية -بما في ذلك الغذاء- إلى غزة على الإطلاق. غير أن المساعدات بدأت تتدفق تدريجيا مع استمرار الحرب.

وبحسب إحصائيات الأونروا، فقد كانت تدخل إلى قطاع غزة 20 شاحنة يوميا خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر أكتوبر/تشرين الأول، و85 شاحنة يوميا في نوفمبر/تشرين الثاني، و104 يوميا في ديسمبر/كانون الأول. لكن هذه الأرقام لا تزال أقل بكثير من معدلاتها قبل الحرب، وهو 500 شاحنة في اليوم.

ويصعب توزيع المساعدات الإنسانية بسبب القصف الإسرائيلي، الذي أودى بحياة 142 من العاملين في الأونروا، وتضررت بسببه 128 من مباني المنظمة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *