الحكومة السورية والاستعداد لمواجهة فصائل المعارضة المسلحة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

دمشق- بعد سيطرة المعارضة السورية المسلحة على مناطق واسعة شمالي البلاد بما في ذلك كامل الحدود الإدارية لمحافظة حلب وريفها، ومناطق واسعة من ريف حماة الشمالي، وإعلانها بدء التوغل في مدينة حماة، لجأت الأجهزة الأمنية وبعض الفرق العسكرية في مناطق سيطرة الحكومة إلى التمهيد لضم الشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية إلى صفوف الجيش.

كما أعلنت شخصيات مقربة من الحكومة السورية تشكيل مجموعات مسلحة للدفاع عن مناطقها، يُصرَف للملتحقين بها رواتب تساوي 5 أضعاف رواتب عناصر الجيش السوري، إلى جانب إعطاء المجندين فيها صلاحيات تسهّل عملهم.

بينما تتضارب الأنباء عن حملة اعتقالات في مدن وبلدات ريف دمشق وحماة وحمص وسائر مناطق سيطرة الحكومة لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما من غير المطلوبين للخدمة، ومن أنهوا خدمتهم الإلزامية لتجنيدهم إجباريا، الأمر الذي ولّد حالة من الفزع والخوف بين أهالي هذه المناطق.

مخاوف

من جهتها، تنفي وسائل إعلام موالية للحكومة السورية حدوث اعتقالات، مؤكدة عدم صدور أي تعليمات أو توجيهات من جهات رسمية في هذا السياق.

ومع الانتشار الكثيف للحواجز المؤقتة الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة عند مداخل المدن والبلدات وفي الساحات الرئيسية في دمشق وريفها منذ الأحد الماضي، التزم شبان من المتخلفين عن الخدمة العسكرية الاحتياطية أو الإلزامية في بيوتهم خوفا من الاعتقال، ما أدى إلى تعطل مصالحهم وأعمالهم.

يقول نزيه. ف (34 عاما)، وهو صاحب محل حلاقة من أبناء مدينة دوما في ريف دمشق ومطلوب للخدمة الاحتياطية، إنه يلزم منزله منذ 3 أيام خشية اعتقاله على أحد الحواجز المؤقتة المنتشرة بكثافة في المدينة.

ويضيف للجزيرة نت: “أجبرتني هذه الأوضاع على التوقف عن العمل طيلة الأيام الماضية، والآن لا أملك وعائلتي سوى مبلغ مالي صغير لا يكفي سوى لأيام ولا أعلم كيف سنتدبر أمرنا إذا استمر الحال على ما هو عليه، فأنا لا أجرؤ على الحركة خارج الشقة، والضمانة الوحيدة هي أن أبقى في منزلي حتى تنتهي هذه الأزمة”.

حملة اعتقالات

وأكدت مصادر محلية في ريف دمشق -للجزيرة نت- وجود حملة اعتقالات للشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية تقودها الفرقة الرابعة، التابعة لماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد، وقوات من المخابرات العسكرية بهدف تجنيدهم في أسرع وقت لتعزيز قوات الجيش في جبهات القتال مع فصائل المعارضة.

في حين أعلن وسيم الأسد، قائد “مجموعة مسلحة محلية” في محافظة اللاذقية وابن عم الرئيس السوري، في الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري على صفحته الشخصية في فيسبوك، عن “تجهيز مجموعات إسناد وحماية خاصة بمحافظة اللاذقية وريفها تكون رديفة للجيش والقوات العاملة على جبهات القتال”.

ولمجندي هذه المجموعات “مهمات خارجية تابعة لشعبة المخابرات العسكرية براتب شهري قدره 3 ملايين ليرة سورية (175 دولارا) للمقاتل”، واعدا المنتسبين إلى هذه المجموعات بتسوية أوضاعهم سواء كانوا من “الفارين أو المدعوين للخدمة الإلزامية” في الجيش.

ونشر وسيم الأسد، في وقت لاحق على صفحته في فيسبوك، صورا تظهره إلى جانب مجموعة من المسلحين.

رفع معنويات

في سياق متصل، أصدر الرئيس بشار الأسد، أمس الأربعاء، المرسوم رقم 28 القاضي بإضافة نسبة 50% إلى الرواتب المقطوعة للعسكريين المشمولين بأحكام قانون الخدمة العسكرية، في ما يراه مراقبون محاولة لرفع معنويات عناصر الجيش خشية من الانشقاقات وتجهيزا للمعارك المحتدمة على جبهة الشمال.

وكانت المعارضة المسلحة قد أعلنت، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بدء ما سمتها معركة “ردع العدوان”، وقال حسن عبد الغني الناطق باسم غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى، إن الهدف منها توجيه ضربة استباقية لحشود الجيش السوري التي تهدد المواقع التي تسيطر عليها المعارضة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *