الجغرافيا تنقلب على درنة وتضعها في وجه العاصفة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

تسببت الجغرافيا بشكل رئيس في الكارثة التي حلّت بمدينة درنة الليبية، بعدما ضربها الإعصار وجرفتها السيول، مخلّفة أكثر من 5 آلاف قتيل، و30 ألف مفقود وفق التقديرات الأولية.

وقد حذّرت دراسة في 2002 من أن سدَّي درنة يمثلان خطرا محتملا على المدينة الواقعة على ضفاف واد كبير، يتجاوز طوله 60 كيلومترا تقريبا، وتصل مساحة حوضه إلى 570 كيلومترا مربعا تقريبا.

وعندما ضرب إعصار دانيال شرقي ليبيا يوم الاثنين الماضي، كانت درنة في وجه العاصفة، وغمرت المياه ربعها تقريبا بعدما انهار السدان أمام كميات المياه التي لم تعرفها البلاد منذ 40 عاما.

تتكون درنة من مجموعة أحياء منخفضة تطل على البحر المتوسط، أبرزها: وسط المدينة (المدينة القديمة)، التي تتركز فيها أغلب المصارف والمقار الإدارية والأسواق التجارية، وكانت الأكثر تضررا من السيول.

فقد جرفت المياه التي تراوح ارتفاعها بين 6 و7 أمتار غالبية مباني المدينة، وألقت بها في البحر، بعدما أتت على حي الجبيلة بالكامل، وألحقت أضرارا بالغة بحي المغار جنوبا.

وفي الأحياء المرتفعة وهي شيحا الشرقية، وشيحا الغربية، والساحل الشرقي، وباب طبرق، غيرت العاصفة وجه المدينة بعدما دمرت ما يصل إلى 10 كيلومترات مربعة.

ووفقا لخبراء، فإن الضرر الهائل نتج عن: كمية الأمطار التي هطلت في يوم واحد، والمقدرة بـ200 مللم، أي 200 لتر لكل متر مربع في كل 24 ساعة، مقابل 200 مللم تسقط على المدينة خلال عام كامل.

وأدت كميات المياه الكبيرة إلى تراكم 115 مليون متر مكعب من المياه في وادي درنة، تعادل سعة 115 مليون خزان مياه منزلي، يضاف إليها قوة التدفق الهائلة، والطمي والحجارة التي صحبتها الأمطار، ما أدى لقدرتها التدميرية.

كما أن انهيار السدين الموجودين في المدين كانا عاملا حاسما في تفاقم حجم الكارثة، حيث تبلغ سعة سد منصور الواقع على بعد 13 كيلومترا من المدينة نحو 23 مليون متر مكعب، بينما تبلغ سعة تخزين سد البلاد الواقع على بعد كيلومتر واحد نحو 1.5 ميون متر مكعب.

وشُيّد السدان في 1986 -لحماية المدينة- لكنهما انهارا أمام قوة المياه، وكانت دراسة قد حذّرت في 2002 من أن السدين يشكلان خطرا محتملا على المدينة، لكنهما بقيا طيلة هذه السنوات دون أي صيانة.

وأدت الكارثة إلى مقتل أكثر من 5300 حتى الآن، بينما قال متحدث باسم مجلس النواب الليبي للجزيرة، إن تقديرات تشير إلى مقتل 7 آلاف، وتحدث الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر عن 10 آلاف مفقود.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *