اقتحامات الاحتلال وحرب غزة تخيمان على امتحانات التوجيهي بالضفة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

الخليل– قدم نحو 50 ألفا من طلاب الثانوية العامة داخل الضفة الغربية وخارجها، الامتحان الأول لنيل شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي)، في وقت يحرم فيه نحو 39 ألف طالب من التقدم للامتحان في قطاع غزة، بحسب ما كشف الناطق باسم وزارة التربية والتعليم صادق خضور للجزيرة نت.

ويأتي موعد امتحانات الثانوية العامة هذا العام بينما تشن إسرائيل حربا مدمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة آلاف الطلبة ومعلميهم، بمن فيهم طلبة الثانوية العامة.

وألقت الأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة والاقتصادية -إضافة للحصار المالي المفروض على السلطة الفلسطينية- بظلالها على الطلبة والمعلمين وبالتالي العملية التعليمية برمتها.

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى يتفقد أول امتحانات التوجيهي (مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني)

التعليم في أرقام

يقول صادق خضور إن 450 طالبا وطالبة من المرحلة الثانوية استشهدوا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 430 في غزة و20 في الضفة الغربية. وأضاف أن جرائم الاحتلال واعتداءاته واقتحاماته ألقت بظلالها على العملية التعليمية ودافعية الطلبة للدراسة وحتى وصولهم إلى المدارس.

وقال إن الاحتلال أعاق في اليوم الأول لتقديم الامتحانات وصول المعلمين كمراقبين إلى بعض مدارس القدس، كما اقتحم مدينتي جنين وقلقيلية شمالي الضفة، بينما كان الطلبة في قاعات الامتحان.

وكشف المسؤول الفلسطيني عن التحاق 1320 طالبا وطالبا خارج فلسطين موزعين على 29 دولة بالامتحان في يومه الأول في التوقيت ذاته، وهو التاسعة صباحا بتوقيت القدس.

وتابع أن “هناك نحو 8 آلاف طالب شهيد و15 ألف طالب جريح، و90% من البنية التحتية للمدارس هدمت في غزة، في استهداف واضح للبشر والحجر”.

وأشار إلى خطط لتعويض طلبة الثانوية العامة في غزة في حال توقفت الحرب، وخطط لتعويض طلبة المدارس أيضا لإنقاذ العام الدراسي ترتكز على “إجراء مسح شامل وتوفير بدائل للغرف الصفية المهدمة باستخدام 4500 غرفة صفية متوفرة حاليا بنظام الفترتين (صباحا ومساء)، وخطة لتعويض الفاقد التعليمي وخطة للجانب النفسي والاجتماعي”.

اقتحامات وحصار

وتطرق خضور إلى ما شهده العام الماضي من إرباك في المسيرة التعليمية بالضفة، نتيجة الاقتحامات الإسرائيلية من جهة، والحصار المالي على السلطة الفلسطينية من جهة ثانية.

وقال إن “الاقتحامات والحواجز تركت أثرها، وهو ما دفعنا لتنفيذ النظام المدمج (دراسة وَجاهية داخل الصفوف وإلكترونيا عن بعد). لدينا 130 مدرسة داومت عن بعد لمدة 3 شهور في بداية الحرب، كما أن الحصار المالي انعكس أيضا على رواتب المعلمين في الضفة”.

ووفق خضور، قدمت مدارس الضفة 67 شهيدا من طلابها، واعتقل منهم العشرات، وهناك معلمون شهداء ومعتقلون.

وخلال العام الدراسي 2022-2023، نفذ المعلمون إضرابات استمرت شهورا للمطالبة بحقوق مالية لم تنتظم خلالها الدراسة، بينما قلصت المدارس عدد أيام حضور المعلمين والطلبة خلال العام 2023-2024 بسبب الحرب وبسبب عدم تقاضي المعلمين كامل رواتبهم.

ومنذ سنوات، يتقاضى موظفو القطاع الحكومي بين 50 و70% من رواتبهم، لعدم قدرة السلطة الفلسطينية على دفع كامل الرواتب.

وخلال تفقده قاعات الامتحانات في الخليل، قال رئيس الوزراء محمد مصطفى إن الاحتلال يحرم 39 ألف طالب من تقديم امتحانات الثانوية العامة نتيجة استمرار العدوان على قطاع غزة.

وأضاف أن وزارة التربية والتعليم تبذل كافة الجهود من أجل تعويضهم خلال الفترة القادمة، وفق بيان صادر عن مكتبه وصل الجزيرة نت نسخة منه.

محمد الفسفوس– طالب توجيهي
الطالب محمد الفسفوس: لاقتحامات الضفة أثر نفسي سينعكس في التحصيل ونتيجة الامتحانات (الجزيرة)

تأثير نفسي

من جهتهم قال طلاب التقتهم الجزيرة نت في مدينة دورا، جنوبي الضفة، إن العدوان على غزة وإجراءات الاحتلال في الضفة أثرا على استعدادهم للامتحان.

وقال الطالب وهيب الدرابيع، بعد انتهائه من تقديم امتحان اليوم إنه لا يستطيع الجمع بين الاستعداد للامتحانات ومتابعة الأخبار، فقرر التفرغ لامتحاناته حتى لا يضيع تعب 12 عاما من عمره.

في حين يقول زميله محمد أبو زنيد إن الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة في الضفة تشتت انتباه طلبة الثانوية وتشغلهم عن الاستعداد للامتحان، مضيفا: “قلوبنا مع زملائنا وأهلنا في غزة”.

كما يشير محمد الفسفوس إلى أن حدة الأحداث والاقتحام جنوبي الضفة أقل منها في الشمال، ومع ذلك فإن الأوضاع تشتت انتباهه ولا يستطيع مفارقة الأخبار.

وأضاف أن الاقتحامات وإجراءات الاحتلال لا تستثني أحدا، ويضطر لمتابعة كل اقتحام وما يسفر عنه، معتبرا أن لذلك أثرا نفسيا سينعكس في التحصيل ونتيجة الامتحانات.

ووفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول أدى إلى تدمير 110 مدارس وجامعات تدميرا كليا، و321 مدرسة وجامعة تدميرا جزئيا، فضلا عن استشهاد وفقدان 47 ألف و551 مواطنا، وإصابة نحو 85 ألفا و911 آخرين.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *