اتفاق بين موسكو وكييف على تبادل 48 طفلا بوساطة قطرية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

الدوحةـ نجحت الوساطة القطرية في التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لتبادل 48 طفلا نزحوا بسبب الحرب الدائرة بين الطرفين منذ أكثر من عامين، حيث استضافت الدوحة، أمس الأربعاء، جولة مفاوضات مباشرة لأول مرة بين موسكو وكييف، في إطار جهود الوساطة المستمرة التي تقوم بها قطر لجمع شمل العائلات المتأثرة بالصراع الروسي الأوكراني.

وبدورها، التقت وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر وفدا من روسيا برئاسة المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا، ووفدا من أوكرانيا برئاسة مفوض البرلمان لحقوق الإنسان دميترو لوبينيتس كلا على حدة، في إطار جهود الوساطة القطرية.

ورحبت الخاطر بـ20 عائلة روسية وأوكرانية، بينها 37 طفلا، يوجدون الآن بالدوحة ضمن برنامج للرعاية الصحية والدعم الشامل، وقامت الوزيرة بتوزيع الهدايا على الأطفال في إطار البرنامج الذي يسعى لمساعدة الأسر المتضررة من الحرب في التعافي وتقديم الدعم وتلبية الاحتياجات الفورية لهم، إضافة لوضع أساس للشفاء والاندماج على المدى الطويل.

الوساطة القطرية نجحت في التوصل لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا لتبادل 48 طفلا (الجزيرة)

دور قطري محوري

من جانبها، أعلنت مفوّضة شؤون الأطفال الروسية التوصل إلى اتفاق مع كييف لتبادل 48 طفلا نازحا بسبب الحرب، عقب أول اجتماع مباشر بين مسؤولين روس وأوكرانيين حول هذا الموضوع في قطر الوسيط في هذه المسألة الحسّاسة، وقالت “إنها المرة الأولى التي نجري فيها محادثات مباشرة وجها لوجه مع الجانب الأوكراني برعاية قطرية”.

وفي ردها على سؤال الجزيرة نت حول أبرز ما نتج عن الاتفاق والدور القطري في إنجاحه، قالت المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا إنه وبحسب الاتفاق الذي تم اليوم برعاية قطرية سيعود 29 طفلا إلى أوكرانيا و19 إلى روسيا، مشيرة إلى أن الدور القطري كان محوريا في إتمام الاتفاق.

وأكدت بيلوفا، أن الجانب القطري كان وسيطا مهمّا خلال مراحل المفاوضات، وبمشاركة مباشرة من الدوحة، تم إحراز تقدم كبير في ملفات “إشكالية”، حيث تم لمُّ شمل 5 أطفال من 3 عائلات مع أقاربهم في روسيا، و28 طفلا من 22 عائلة مع أقاربهم في أوكرانيا.

- الجزيرة - لولوة الخاطر تلتقي بالإطفال الروس الذين لم شملهم مع أسرهم
لولوة الخاطر تلتقي بالأطفال الروس الذين لمّ شملهم مع أسرهم (الجزيرة)

شكر لقطر

من جانبه، عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن “امتنانه العميق” لقطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمساعدة بلاده في هذا “الجهد الحيوي”. وأضاف في تغريدة عبر منصة إكس “نتطلع إلى استمرار التعاون المثمر في هذا الشأن، وكذلك عودة المزيد من أطفالنا”.

وقال زيلينسكي إنه “لا يزال آلاف الأطفال الأوكرانيين المرحلين قسرا في روسيا. ومن المفجع أن ندرك أنه مع مرور الوقت، يكبرون بعيدا عن عائلاتهم ووطنهم. ويجب علينا معا أن نبذل قصارى جهدنا لإعادة كل طفل إلى منزله، وأشكر الجميع في جميع أنحاء العالم الذين يساعدوننا في هذه المهمة الصعبة”.

بدوره، كشف مفوض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان دميترو لوبينيتس أن المباحثات جارية مع الجانب الروسي لتنفيذ عدد من الاتفاقات خلال الفترة القادمة بشأن إعادة الأطفال ولمِّ شملهم بأسرهم برعاية قطرية، مؤكدا في تصريحات صحفية “نجاعة” الوساطة القطرية وقدرتها على إنجاح المفاوضات على مراحل مختلفة.

وقالت وزارة الخارجية القطرية في وقت سابق إن قطر تستضيف هذه العائلات في الفترة من 18 إلى 27 أبريل/نيسان الجاري، لتلقي الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي، مشيرة إلى أن البرنامج يمثل خطوة مهمة في مساعدة الأسر في عملية التعافي، وهو مصمم لتقديم دعم شامل يلبي الاحتياجات الفورية، ويضع أيضا الأساس للشفاء والاندماج على المدى الطويل.

عائلة روسية تم لم شملها في الدوحة بوساطة قطرية- الجزيرة
عائلة روسية تم لمّ شملها في الدوحة بوساطة قطرية (الجزيرة)

وأضافت الوزارة أن البرنامج يساعد في تعزيز المعافاة الصحية والاستقرار، من خلال التركيز على الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية لكل فرد من أفراد الأسرة، مما يمكن الأسر من إعادة بناء حياتها بثقة وأمان. كذلك، أشارت في هذا الصدد إلى أن البرنامج ينفذ بالشراكة مع ممثلي كل من الاتحاد الروسي وأوكرانيا.

ونجحت وساطة دولة قطر أواخر شهر مارس/آذار الماضي في لمّ شمل دفعة جديدة من الأطفال مع عائلاتهم، في إطار جهودها المستمرة بهذا الصدد. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء حينها أن روسيا سلمت 6 أطفال أوكرانيين لبلادهم بوساطة قطرية، ونجحت قطر مرات سابقة في لمّ شمل عدة أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم.

وتعتقد أوكرانيا أن روسيا أخذت بشكل غير قانوني أكثر من 19 ألفا من أطفالها منذ بداية الحرب عام 2022، وقد أعيد منهم أقل من 400.

وتنفي موسكو هذه التهمة، قائلة إنها نقلت أطفالا بعيدا عن مناطق القتال حرصا على سلامتهم.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *