وصف موقع “إنترسبت” حادثة تحليق منطاد التجسس الصيني دون مضايقة فوق المنشآت الدفاعية الأكثر أهمية وسرية في الولايات المتحدة قبل عام واحد بأنه كان كارثة لإدارة الرئيس جو بايدن.
وأردف أنه منذ البداية، بذلت الإدارة الأميركية قصارى جهدها لإخفاء أو التعتيم أو الطعن أو إنكار التفاصيل التي من شأنها أن توضح عمق هذا الخرق في الأمن القومي الأميركي.
وفي هذا السياق، رصد الموقع الأميركي ما اعتبرها 10 فضائح تكشف عمق عدم كفاءة إدارة بايدن، كما يلي:
1- الوكالات الأميركية عرفت ببرنامج مراقبة المناطيد الصينية منذ سنوات. ويتم تعقب منصات الاستطلاع هذه بواسطة أقمار وكالة الأمن القومي وقيادة الفضاء ومكتب الاستطلاع الوطني منذ الإطلاق وحتى نهاية مهامها عبر اتصالات الأقمار الاصطناعية للمنطاد مع وكالتها المسيطرة في الصين.
2- تعتمد قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية (نورد) على تلك الوكالات لتنبيه وتوجيه مجموعتها المكونة من 47 نظام رادار تمتد على طول ساحل القطب الشمالي لأميركا الشمالية لمواجهة التهديدات الوشيكة، وقد فعلت ذلك في يناير/كانون الثاني الماضي.
3- تستطيع رادارات نورد اكتشاف الأهداف التي تتحرك بسرعة تتراوح من 25 ميلا إلى 3 آلاف ميل في الساعة. وعادة ما يحدد المراقبون الحد الأدنى لبدايات السرعة لتصفية العوائد منخفضة السرعة مثل السيارات أو الطيور أو الطقس. وعلى عكس مزاعم الإدارة، يستطيع المراقبون إزالة هذه المرشحات في ثوان من وحدات التحكم الخاصة بهم، مما يتيح لهم اكتشاف منطاد التجسس الصيني قبل دخوله المجال الجوي لنورد.
4- هذا الإنذار المبكر سمح أيضا لجناح المقاتلات في قاعدة إلمندروف الجوية بإطلاع الطيارين على التهديد الذي سيواجهونه قبل ركوب طائراتهم في اليوم التالي، بدلا من الرد على تهديد مفاجئ بالهرولة إلى المقاتلات بعيدا عن وضعية تنبيه تقليدي، غير مدركين للتهديد الذي سيعترضونه.
5- بينما لا تزال الإدارة تدعي أنها لم تكن تعلم بقدرات المناطيد على ارتفاعات شاهقة، فقد جربت وزارة الدفاع مؤخرا في عام 2019 قدرات الملاحة لبالونات “وورلد فيو” وقدرات المراقبة الواسعة لمستشعرات شركة “سييرا نيفادا”. ومثل منطاد التجسس الصيني، تغير مناطيد “وورلد فيو” الارتفاعات للاستفادة من اتجاه الرياح وسرعاتها، مما يتيح لها التنقل عبر مسافات كبيرة إلى مواقع مستهدفة محددة.
وبمجرد الوصول إلى هناك، يمكنها البقاء فوق تلك الأهداف لعدة أيام في كل مرة، مما يمكن حزم الاستشعار من جمع الصور والإشارات بدقة أكبر بكثير من الأنظمة المحمولة عبر الأقمار الاصطناعية. ولم يتجول المنطاد الصيني بالخطأ في المجال الجوي الأميركي، بل حلق هناك عمدا.
6- تبلغ دقة أنظمة التصوير بالأقمار الصناعية المتطورة نحو 30 سنتيمترا، لكن البالونات تعمل على مسافة أقرب بكثير من الأرض من الأقمار الاصطناعية، مما يتيح لأنظمة تصوير مماثلة تحقيق دقة تبلغ 5 سنتيمترات، والتقاط كل التفاصيل المطلوبة للاستهداف الدقيق.
7- بالرغم من إصرار إدارة بايدن على أن المنطاد قد لا يتمكن من جمع صور معقدة مثل القمر الاصطناعي، وبالتالي لا يمثل خطرا أمنيا، فإن القرب له تأثير أكبر على جمع الإشارات الاستخبارية.
ولفت إنترسبت إلى أن وزارة الدفاع كانت تعلم أن المنطاد كان يشكل تهديدا كبيرا، وكان ينبغي تدميره قبالة سواحل ألاسكا، وتساءل: لماذا لم تسقطه نورد؟.
8- تتمتع نورد بسلطة التعامل مع التهديدات الوشيكة التي يمكن أن تضرب أهدافا في أميركا الشمالية. ومع ذلك، فإن التعامل مع التهديدات غير الوشيكة التي لا يمكنها إطلاق الذخائر يتطلب موافقة الرئيس أو وزير الدفاع.
وقد أخطر قائد نورد رئيس هيئة الأركان المشتركة بالتهديد في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، قبل يوم واحد من دخولها المجال الجوي لنورد، وانتظر الرد الذي يبدو أنه لم يأت قط.
9- لم تحرك إدارة بايدن ساكنا لمدة 3 أيام. ولم يطلب الرئيس بايدن حتى 31 يناير/كانون الثاني الماضي من تقديم خيارات عسكرية من نورد. وبسبب الخوف من الأضرار الجانبية، سمحت الإدارة لإحدى أكثر منصات الاستطلاع قدرة في الصين بالتحليق عبر كامل أراضي الولايات المتحدة القارية.
وعلق الموقع بأنه كان من الممكن أن يأمر بايدن بإسقاط البالون قبالة سواحل ألاسكا أو فوق التندرا المتجمدة في ألاسكا أو كندا، حيث لا يوجد أي خطر فعلي لحدوث أضرار جانبية، لكنه لسبب ما، سمح لبالون التجسس هذا بإكمال مهمته قبل أن يأمر بإسقاطه قبالة الساحل الشرقي.
10- إذا كانت هناك أي شكوك حول مخاوف الإدارة “غير الصادقة” بشأن الأضرار الجانبية، فقد تبددت خلال الأيام الثمانية التالية عندما أسقط 3 مناطيد أخرى، وعلى الأرجح تمكنت نورد من تحديد موقعها فوق كندا وألاسكا وبحيرة هورون.
وانتقد الموقع ما وصفه بالفشل الاستخباراتي أو الافتقار إلى القدرة العسكرية داخل نورد بأنه هو الذي سمح بهذا الخرق الأمني، وأن تردد الرئيس بايدن وعدم كفاءته هو الذي سمح بحدوث ذلك. وأردف بأن الولايات المتحدة ستظل في خطر حتى يترك منصبه.