إسرائيل وأميركا معزولتان عالميا بسبب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

غالبا ما يشار إلى الإبادة الجماعية على أنها “جريمة الجرائم”، وهي تسمية استُحدثت بعد المحرقة (الهولوكوست) التي تعرض لها اليهود في ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية، وهي قاصرة على شكل محدد جدا من أشكال المذابح الجماعية التي تستحق أعلى درجات الإدانة.

بهذا التعريف استهلت نيكول ناريا مراسلة الشؤون السياسية والمجتمعية بموقع “فوكس” (Vox)، الإلكتروني الأميركي تقريرها، متسائلة عما إذا كان هذا التعريف ينسحب بالضرورة على إسرائيل.

وقالت إنه ما كان يجدر بإسرائيل -التي “يعيش أحفاد العديد من الناجين من المحرقة بين أرجائها”- أن ترتكب مثل هذا الجرم، والآن تتهمها جماعات حقوق الإنسان وأكاديميون وحتى جنوب أفريقيا، بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.

ليست اتهامات جديدة

وأضافت أن هذه الاتهامات ليست جديدة، فقد انتشرت على نطاق واسع بعد فترة وجيزة من رد إسرائيل على طوفان الأقصى، الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتابعت أن السؤال الذي يطرح نفسه بعد مرور عام، هو إن كانت الأدلة التي تدعم هذه الادعاءات قد ازدادت.

وفي سياق إجابتها، ذكرت ناريا أنها وزميلها سيغال صموئيل كانا قد أجريا -في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي- مقابلة مع باحثين للتمعن في “مزاعم” الإبادة الجماعية ودراستها، مشيرة إلى أن البعض منهم كان في ذلك الوقت على استعداد لوصف ما يحدث في غزة “بشكل قاطع” بأنه إبادة جماعية.

لكن معظمهم كان مترددا متذرعا بأن إثبات الإبادة الجماعية يقتضي استيفاء معايير عالية بموجب القانون الدولي. وقال العديد منهم إن مصطلحات من قبيل “جرائم ضد الإنسانية” أو “جرائم حرب”، والتي تكتسب نفس القدر من الأهمية بنظر القانون الدولي، قد ارتُكبت على الأرجح، إلا إنهم أحجموا عن الحكم على الإبادة الجماعية في غزة.

إنها إبادة جماعية

ووفقا للموقع الأميركي، فقد تطور النقاش منذ إجراء تلك المقابلة، مع تفاقم الأوضاع في غزة التي تحولت إلى أنقاض، وارتفاع أعداد الشهداء الفلسطينيين الآن إلى أكثر من 40 ألفا.

وأوضحت المراسلة أن تقريرا لمنظمة اللاجئين الدولية نُشر في سبتمبر/أيلول، كشف عن أدلة على وجود “أزمة جوع حادة في غزة، ومؤشرات على حدوث ظروف شبيهة بالمجاعة في المناطق الشمالية خلال النصف الأول من عام 2024″، ويرجع أحد أسباب ذلك إلى عرقلة إسرائيل إيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر.

وإزاء التطورات الأخيرة الناجمة عن امتداد الحرب إلى لبنان بعد أن “أحكمت إسرائيل قبضتها” على الضفة الغربية المحتلة، قالت مراسلة الموقع إنها عادت إلى أولئك الباحثين لمعرفة ما إذا كانت آراؤهم السابقة عن الإبادة الجماعية في غزة قد تغيرت.

وأجابت بأن من بين الباحثين الخمسة، بات معظمهم الآن على قناعة باستيفاء الجرائم التي ارتُكبت في القطاع الشروط القانونية لوصفها بالإبادة الجماعية.

وبحسب تقرير فوكس، ففي حال صدور قرار رسمي بالإبادة الجماعية من قبل محكمة العدل الدولية، فقد يكون لذلك عواقب قانونية وسياسية وخيمة.

تعريف الإبادة الجماعية

هناك طرق مختلفة لتحديد مفهوم الإبادة الجماعية، ولكن محكمة العدل الدولية معنية فقط بتعريفها القانوني بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، وهي المعاهدة الدولية التي تجرم هذه الممارسة التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1951 وصادقت عليها 153 دولة، بما في ذلك إسرائيل وأقرب حلفائها، الولايات المتحدة.

بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، فإن تعريف الإبادة هو: “أي فعل من الأفعال التالية المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو عنصرية أو دينية”.

واستنادا إلى هذا التعريف، قال راز سيغال، أستاذ دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة ستوكتون بولاية نيو جيرسي الأميركية، “إنني أؤيد تماما وصف الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه مثال نموذجي على الإبادة الجماعية”.

لم يعد لديّ تردد

وبدوره، قال آدم جونز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا البريطانية، إن “أي تردد مبكر كان لديّ حول سريان وصف الإبادة الجماعية على الهجوم الإسرائيلي على غزة قد تبدد على مدار العام الماضي من المذابح البشرية وطمس المنازل والبنية التحتية والمجتمعات”.

وسار إرنستو فيرديجا، أستاذ العلوم السياسية ودراسات السلام في جامعة نوتردام، على نفس المنوال واصفا عمليات الجيش الإسرائيلي بأنها إبادة جماعية.

ولفتت مراسلة الموقع إلى أن نقطة التحول الرئيسية في آراء فيرديجا وخبراء عديدين آخرين في مجال حقوق الإنسان، كانت هي الغزو البري الإسرائيلي لمدينة رفح جنوب قطاع غزة في مايو/أيار الماضي.

يجب التحرك فورا

وخلصت إلى أنه من غير الواضح كيف ستصدر محكمة العدل الدولية حكمها. وحتى إذا لم تصدر المحكمة حكما بالإبادة الجماعية، فإن ذلك لا يمنع المجتمع الدولي من اتخاذ إجراءات لوقف ما يحدث في غزة.

وقال سيغال الأستاذ في جامعة ستوكتون: “لا أظن أن علينا أن نجلس مكتوفي الأيدي وننتظر هذه المؤسسات لتقول لنا نعم أو لا للإبادة الجماعية عندما نرى جميعا الإبادة الجماعية أمام أعيننا”.

وشدد على أن “عملية التغيير الجذري في النظام قد بدأت بالفعل، وأن إسرائيل أصبحت معزولة جدا اليوم في العالم، وكذلك الولايات المتحدة أيضا”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *