مع تزايد الوعي بأهمية الصحة العامة، باتت مسألة نظافة الفنادق أمرا بالغ الأهمية؛ فالأسطح الملوثة في الغرف قد تشكل خطرا صحيا، لا سيما في ظل غياب معايير موحدة تضمن النظافة المطلوبة. وهذا يثير تساؤلات حول مدى إمكانية الوثوق بمستوى النظافة في أماكن الإقامة أثناء العطلات.
ويعتقد كثيرون أن غرف الفنادق تُنظف بدقة بعد مغادرة كل نزيل، لكن الواقع قد يكون مختلفا. فرغم الجهود التي يبذلها طاقم التنظيف، قد تبقى بعض الأماكن متسخة بشكل أكبر مما هو متوقع. وأظهرت الدراسات أن بعض العناصر تحتوي على بكتيريا وفيروسات، مما يزيد من احتمالية انتقال الأمراض.
لماذا لن تحصل على غرفة نظيفة كما تتوقع؟
عند حجزك غرفة في فندق، لا بد أن تدرك أن أشخاصا آخرين أقاموا في ذات الغرفة قبلك، مما يستوجب حذرك.
في المقابل، يتعين على طاقم التنظيف التعامل مع عدد يتراوح بين 14 و16 غرفة خلال فترة عمل من 8 ساعات، مما يحد من الوقت المخصص لكل غرفة. وفي أوقات الازدحام، قد لا يتجاوز تنظيف الغرفة 30 دقيقة، ما يدفع الطاقم للتركيز على تنظيف الأسطح الظاهرة فقط.
لذلك، ننصحك بالحذر من أماكن ومقتنيات معينة قبل استعمالها:
- أزرار التحكم ومقابض الأبواب: تشمل هذه العناصر أزرار الإضاءة وأجهزة التدفئة والمكيفات، والتي تُستخدم بشكل متكرر. وقد أظهرت دراسة أجرتها شركة “آبغريد بوينتس” أن مستوى النظافة في الفنادق غالبا ما يكون أقل مقارنة بالمنازل. فزر المصعد، على سبيل المثال، قد يحتوي على 1477 مرة من الجراثيم مقارنة بمقبض باب الحمام المنزلي، و737 مرة أكثر من مقعد المرحاض في المنزل. أما مقبض الباب في الفندق فيحمل جراثيم أكثر بمقدار 918 مرة مقارنة بمقعد المرحاض المنزلي.
- جهاز التحكم عن بعد للتلفاز: يُعد أيضا من أكثر العناصر اتساخا؛ إذ يتم تجاهله أثناء التنظيف رغم استخدامه المتكرر من النزلاء. وأظهرت أبحاث أجرتها جامعات أميركية أن الجهاز يحتوي على مستويات عالية من التلوث البكتيري.
- المفروشات والأسطح القماشية: يتم تغيير الملاءات بانتظام، إلا أن بعض المفروشات، مثل الستائر والسجاد، قد لا تُنظف بانتظام، مما يجعلها تجمع الغبار والميكروبات. وأشارت كيلي رينولدز، أستاذة الصحة البيئية بجامعة أريزونا، إلى أن تجنب التلامس مع الألحفة خطوة ذكية.
- الأحواض ودورات المياه: رغم التنظيف الدقيق، يبقى الحمام من أكثر الأماكن عرضة للتلوث. وتؤدي عملية سحب السيفون في دورات المياه إلى تطاير الملوثات، ما يجعل مقابض الصنابير ومقاعد المرحاض بؤرا محتملة لتجمع الجراثيم.
- ماكينة إعداد القهوة والأكواب الزجاجية: تُعد هذه العناصر من بين الأكثر عرضة للتلوث. وقد يتسبب عدم تنظيف الغلايات والأكواب بشكل كافٍ في تراكم الجراثيم مثل السالمونيلا أو الفطريات، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية.
إجازة من دون جراثيم.. كيف تحافظ على النظافة؟
لحماية نفسك من الجراثيم أثناء الإقامة في الفنادق، عليك اتباع بعض النصائح العملية قبل السفر، ومن أبرزها:
- استخدام معقم يدين يحتوي على 60% كحول.
- إحضار مناديل معقمة وأغطية أحذية للاستعمال الشخصي.
- تجنب وضع الأغراض الشخصية على الأرض، واحرص على استخدام زجاجات مياه مغلقة.
- اطلب تنظيفا إضافيا للغرفة إذا لزم الأمر، وكن حذرًا من الأماكن الملوثة مثل المقابض وأجهزة التحكم عن بعد.
- اختر فنادق ذات التقييمات الإيجابية من حيث النظافة، واقرأ تعليقات النزلاء السابقين للحصول على تصور دقيق عن مستوى النظافة.