بداية القصة
بدأت قصة محمد يونس صفوان الذي ينحدر من مدينة جوهور الهادئة في أقصى جنوب ماليزيا مع الحج قبل 20 عما، حينها كان يعمل في شركة خطوط الطيران الماليزية بصفته فنيًا في مجال سلامة الطيران. حلمه الوحيد منذ شبابه، أداء فريضة الحج قبيل تقاعده. وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
قدّم الرجل الستني طلبًا للحصول على فرصة الحج، معتقدًا أن الأمر لن يستغرق سوى عام أو عامين، وسيتزامن تقاعده مع حصوله على مبلغ حينها سيمكّنه من تحقيق حلمه الكبير، ولكن الأعوام خذلته.
ليحين موعد التقاعد، ولا يزال صفوان، ينتظر فرصة الحج لمدة عشرين عامًا دون أن يتمكن من تحقيق هذا الحلم.
ومما زاد الأمر تعقيدًا تناقص مدخراته سنةً بعد أخرى بسبب مواجهة متطلبات الحياة ومصاريف معيشته وأسرته، حتى استنفذ كل مدخراته ولم يعد يملك شيئًا.
تحقيق الحلم
مطلع هذا العام، تلقى صفوان خبرًا مفرحًا، فقد وافقت السلطات الماليزية على أدائه الحج، حينها تملكت السعادة قلب صفوان واختلطت حلاوتها بمرارة العجز المالي، وعاش مرحلة تعيسة وانطوى على نفسه مكتئبًا لأيام عديدة، هنا
وقف أبناؤه وبناته متحدين لتحقيق حلم والدهم، فقاموا بجمع المبلغ المطلوب، ليفاجئوه بمبلغ يزيد عن مئة ألف ريال سعودي.
انطلق الحاج الماليزي مغادرًا إلى مكة المكرمة، ليقف أمام الكعبة المشرفة شاكرًا الله على نعمة الأبناء البررة، الذين حققوا أخيرًا أمنيته التي طال انتظارها، مؤكدًا أن لا شيء يعادل وحدة وقوة الأسرة، ولا فرحة تضاهي فرحة تحقيق حلم أحب الناس من أقرب الناس.