ومنذ اندلاع الحرب أعلنت مبادرات عديدة عن التصدي لأزمة نقص الملابس من أبرزها مبادرة البركة التي يقودها المعلم الفلسطيني محمود كحل، حيث تمكن من توزيع الثياب على نحو 30 ألف شخص على مدار 50 يوما دون مقابل.
ويتحدث كحل لموقع “سكاي نيوز عربية” عن المساعدات التي جرت لاتقاء برودة الشتاء قائلًا:
- نحن نعمل في مبادرات مجتمعية منذ عام 2019، ومع نشوب الحرب على غزة حاولنا تقديم سبل المساندة المختلفة لأهالينا في القطاع، واستشعرنا الاحتياج الشديد للملابس لذلك أطلقنا محل “ملابس البركة”.
- أغلب النازحين من الشمال جاءوا إلى الجنوب بملابس صيفية ومع الوقت لم تعد صالحة مع انخفاض درجات الحرارة، ورأينا العديد من المشاهد الصعبة خلال جولاتنا في مراكز الإيواء وهو ما دفعنا إلى الإسراع في تنفيذ المبادرة.
- أصبح المحل مقصدا للآلاف من الأشخاص للحصول على الملابس الجديدة بالمجان، وقمنا بتجهيز ”كسوة” مناسبة لجميع الأعمار سواء الكبار أو الصغار لسد جميع المتطلبات.
- يمكن للجميع المجيء إلى المحل واختيار الملابس وخاصة من يحملون هوية تؤكد أنهم جاءوا من خارج مدينة خانيونس لأن لهم الأولوية خلال تلك الظروف العصيبة.
- كافة الملابس نجحنا في توفيرها عن طريق الجهود الذاتية وتبرعات أهل الخير الذين حرصوا على تقديم الدعم منذ بداية الأزمة.
توزيع الثياب في الملاجئ
ويؤكد كحل أن محل البركة شهد توافد نحو 200 أسرة يوميا على مدار أيام الحرب لاقتناء الملابس منوها إلى قيام المتطوعين في المبادرة بعمليات توزيع للثياب داخل العديد من الملاجئ بمدينة خانيونس.
ويضيف كحل:”بعد نفاذ الملابس الجديدة لدينا أطلقنا مناشدة في أنحاء المدينة للسكان من أجل التبرع بفائض الأزياء التي يمتلكونها، وبالفعل توافد علينا أعداد كبيرة من الأهالي وبصحبتهم ثياب مستعملة لكنها جيدة وقابلة للاستخدام”.
وينوه مؤسسة مبادرة البركة أنه رغم الكم الهائل من المساعدات التي تقدمها المبادرات المختلفة في جنوب غزة لكنها ليست كافية بسبب تواجد مئات الآلاف من النازحين في جنوب قطاع غزة وافتقار الجميع لأبسط الاحتياجات الأساسية للحياة.
كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين “الأونروا” أكدت في وقت سابق بعد هطول الأمطار على قطاع غزة أن الملاجئ لا يمكن العيش فيها، لكن ليست هناك خيارات كافية، منوهة إلى توزيعها أغطية النايلون والحصائر ضمن عملياتها الإنسانية.
مشاهد تدمي القلوب
ويسترسل كحل لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أحوال الأطفال داخل مراكز الإيواء هي أكثر ما يدمي القلب، نرى بعضهم ينام على الأرض دون أن يجدوا ما يسترون به أجسادهم، وتلك مشاهد متكررة نسعى لتغييرها بقدر المستطاع”.
ويُشير كحل إلى تزايد المعاناة مع اقتراب فصل الشتاء مع غياب البطاطين الكافية موضحا أن المبادرة تعمل على ضخ كميات من المفروشات والحصير والبطانيات لأكبر عدد من العائلات حتى تساعد الناس على الوقاية من البرودة الشديدة في الجو.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن اقتراب الشتاء مع نقص الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض المعدية سيؤدي إلى زيادة خطر تسارع انتشار الأمراض، ويتفاقم الأمر بسبب التغطية غير الكاملة لنظام مراقبة الأمراض وترصدها، بما في ذلك الكشف المبكر عنها وقدرات الاستجابة لها”.
وعقب الوصول لاتفاق هدنة إنسانية مؤقتة يرى مؤسس مبادرة البركة أنها فرصة سانحة لجميع المتطوعين في تقديم أكبر كم من الخدمات لأهالي غزة والبحث عن الأشياء المنقوصة في المنطقة مؤكدًا نيته البحث عن مزيد من الملابس لأنها ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها خلال الأيام الحالية.