“ما من مجاملة ألطف من أن يُقال لك إن رائحتك طيبة، ومن ثم سؤالك عن العطر الذي تضعه، فالرائحة الجميلة تعبير رائع عن شخصيتك”، كما تقول خبيرة التجميل، فيث شيويه، على موقع “بيردي”.
وللعطور بشكل عام تأثيرات وفوائد عديدة على الصحة والطاقة والمزاج، تتجاوز مجرد الشعور بالتأنق والثقة، إلى جانب تأثيرها على أنشطة الدماغ والوظائف المعرفية، وفقا لدراسة كورية نُشرت عام 2016. وخصوصا المنتج منها من روائح الفواكه، لتمتعه بجاذبية لا تضاهى طوال العام، وانتعاش ساحر في فصل الصيف.
فإذا كنت تشعر بالملل من العطور العادية أو السائدة، يمكنك تجربة عطور الفواكه، “فالروائح المنبعثة منها توفر انتعاشا يجعل الأشخاص يشعرون بالهدوء والارتياح، لميلها إلى أن تكون خفيفة وغير معقدة”.
ورغم أنها خفيفة، “لكنها تحقق أقصى قدر من النضارة والثبات، ولا تجعل الأشخاص المقربين منك يشعرون بالانزعاج من ثقل الرائحة”، كما يمكن استخدامها لجميع الأعمار وفي جميع المناسبات.
نوتات العطور
كما تُقيّم الموسيقى بالأذن، يتم تقييم العطور بالأنف، ويُطلق على مزيج مكونات العطر اسم “التركيبة”، وتحتوي التركيبة على 3 مراحل أو طبقات أو “نوتات” كالتالي:
- النوتة الأولى، أو الرائحة العليا: “والتي تشمها بمجرد أن تقوم برش العطر، وتتكون عادة من الروائح المنعشة المتألقة والحيوية”. وتُعطي الانطباع الفوري للعطر، وتستمر لفترة لا تتجاوز الدقيقتين، تمهيدا لبدء النوتة التالية في الفوحان.
- نوتة القلب، أو الرائحة الوسطى: “التي تُعتبر قلب العطر، وعادة ما تكون أكثر دفئا ونعومة”. ويبدأ فوحانها قبل تبخر النوتة الأولى مباشرة، ويدوم لساعة واحدة، ثم تبدأ النوتة التالية في الظهور.
-
النوتة الأساسية، أو الرائحة السفلى أو القاعدية: “وهي ما يتطور ويفوح أخيرا ويبقى معك لساعات، بعد فترة طويلة من اختفاء تأثير ما قبلها. وتبدأ في البزوغ بالتزامن مع تلاشى النوتة الوسطى، وغالبا ما تكون مركباتها مخصصة لتثبيت وتعزيز قوة النوتات الأولى والوسطى. وتسهم مكوناتها الأساسية ذات الجزيئات الكبيرة والثقيلة في جعلها تتبخر ببطء ولا تفوح قبل مرور 30 دقيقة على وضع العطر، لكنها من الممكن أن تستمر بعد وضع العطر لأكثر من 24 ساعة.
باقة من أفضل عطور الفواكه
وفقا للخبراء، تعتبر العطور المصنوعة من روائح الفواكه، “الأكثر متعة من بين جميع أنواع العطور”.
وتقول أخصائية التغذية واللياقة البدنية، تانيا شودري، “إن روائح الفواكه تعمل على تبديد الشعور بالقلق، وتمنح دفعة معنوية، وتساعد على النوم الجيد”.
وتأتي عطور الحمضيات ضمن فئة العطور “التي تساعد على تهدئة العقل والجسم، وتضمن التحكم في مستويات التوتر، وتوفير أجواء تعزز التركيز وتحسن الإنتاجية”.
وهذه باقة من أكثر التركيبات التي تُظهر مدى تنوع ومتعة نكهات الفواكه:
- الكمثرى: تلك الثمرة اللذيذة التي تتميز برائحتها الحلوة التي تضفي لمسة فريدة ومنعشة من الحلاوة والنداوة على العطر الذي تدخل في مكوناته. حيث توفر رائحة الكمثرى لمسة متطورة لرائحة الأزهار التقليدية، وتمتزج بشكل مثالي مع روائح الخشب الأخرى، مما يُعطي عطرا متوازنا. أما الروائح العطرية التي تتناغم جيدا عند دمجها مع روائح الكمثرى، فتشمل روائح الورد والقرفة وجوزة الطيب وخشب الصندل. والآن، يمكنك اختيار عطر أنيق، يجمع بين ندى الكمثرى والورد وخشب الصندل، ويتميز بمكونات أخف وأكثر انتعاشا، تعتبر مثالية لأي مناسبة رسمية أو عادية، وخصوصا في الربيع والصيف.
- التوت الأسود (الكاسي): هذا التوت اللذيذ الذي يتم استخدامه في المربيات والحلويات، يقول الخبراء إنه أكثر من مجرد مادة عطرية مثالية للشباب بالتحديد. فهو من الروائح الحلوة والمنعشة التي تتألق عند مزجها مع البرغموت (الليمون العطري) أو خشب الصندل وروائح الأزهار مثل الورد أو الخزامى، أو مع الروائح الحارة مثل القرفة أو القرنفل.
- الكرز الأحمر: وهو فاكهة تجعلك سعيدا ومفعما بالحيوية دائما، أما رائحتها فتضيف نكهة غنية ومكثفة تعمل جيدا مع أي عطر. وغالبا ما يتم جمع روائح الكرز مع الفانيليا والفستق، لكنها تتماشى بشكل مثالي مع الورد والباتشولي (شجيرة ذات رائحة قوية من عائلة النعناع)، مما يُضفي عليها لمسة أنيقة تشبه عرق السوس. أما مع التفاح وعصير الحمضيات، فيقدم الكرز الأحمر تجربة رائعة من الشعور بالسعادة والإشراق.
- كوكتيل الفواكه: يمكنك العثور على عطر يحتوي على كوكتيل كامل من الفاكهة التي تمتزج معا بشكل مثالي، مما يعزز التنوع بين جوانب النضارة والحلاوة والعصارة. ومن الأمثلة الجيدة على روائح الفواكه التي تعمل معا في تناغم، التوت الأسود والكمثرى والتوت الأحمر مع رائحة بنفسجية خشبية دافئة، من أجل توازن مثالي.
-
عطور فاكهية أخرى: فمن العطور الفاكهية التي تناسب شخصا يتمتع بسمات العمل المستقل والجاد، ولكنه يظل مليئا بالهدوء والدفء، “يأتي مزيج الغريب فروت واليوسفي والزنبق، مع الياسمين والقليل من الفانيليا”. وهناك أيضا، “مزيج التفاح والزهور مع القليل من المسك، وهو عطر يمكن أن يستمر لمدة 4 – 5 ساعات في الداخل، وساعتين في الخارج”. كذلك، يُزكي الخبراء منتجا عطريا فاكهيا عبارة عن “مزيج من الأناناس والبرتقال والزهور، مع نكهة الفلفل الحار”.
كن مُبدعا في وضع طبقات عطرك
تشير الأبحاث إلى أن “العطر المثالي، هو الذي يوفر رائحة لطيفة تُعزز الثقة بالنفس وتُحسّن المزاج، قبل الاجتماع بالآخرين”.
وللحصول على رائحة “مميزة” تعكس حالتك المزاجية، يمكنك وضع طبقات من الروائح، ولكن مع ملاحظة أن “الأمر لا يعني بالضرورة رش عطرين فوق بعضهما البعض مباشرة”، وفقا لخبيرة العطور بيا لونغ.
تنصح لونغ بوضع “لوشن” معطر بعد الاستحمام، أو رش رائحة واحدة على المعصمين، وأخرى على الرقبة، “والتأكد من رش الروائح الثقيلة أولا، كي لا تطغى على الأخف منها”.
وتضيف أنه يمكن -على سبيل المثال- البدء بعطر بسيط من المسك أو الفانيليا، “ثم إضافة شيء أثقل أو أكثر تعقيدا أعلاه”. كذلك، إذا كان لديك عطر حمضي مفضل، لكنه لا يدوم، “فيمكنك وضع خشب الصندل أو شيء مشابه تحته”.
ملاحظات عند دمج الروائح
بحسب الخبيرة لونغ، يجب ملاحظة الآتي عند البدء في دمج الروائح:
- حاول الجمع بين عطرين لهما رائحة مشتركة – كالياسمين على سبيل المثال- وابدأ بهما.
- مسموح بمزج 3 روائح من نكهة واحدة، كحد أقصى.
- تجنب الجمع بين رائحتين ثقيلتين للغاية.
- إعداد الجلد بإضافة لوشن مرطب، ثم قوام كريمي، قبل وضع العطور.