وأقر رئيس الأمناء جورج أوزبورن بأن سمعة المتحف تضررت بسبب سوء تعامله مع السرقات، وهو ما أدى إلى استقالة مديره وأثار تساؤلات حول الأمن والقيادة.
قال أوزبورن لـ(بي بي سي) السبت إن 2000 قطعة مسروقة هو “رقم مؤقت للغاية” وإن الموظفين يعملون على تحديد هوية كل شيء مفقود. وتشمل العناصر مجوهرات ذهبية وأحجارا كريمة و ثارا يصل عمرها إلى 3500 عام.
وصرح أن المتحف يعمل مع مجتمع ال ثار وخبراء استعادة الأعمال الفنية لاستعادة القطع الأثرية.
أضاف: “نعتقد أننا كنا ضحية السرقات على مدى فترة طويلة من الزمن، وبصراحة، كان من الممكن فعل المزيد لمنعها. لكنني أعدك بهذا: هذه الفوضى سنوقفها”.
أعلن مدير المتحف هارتويغ فيشر استقالته يوم الجمعة، معتذرا عن عدم أخذه على محمل الجد تحذير مؤرخ فني بأن قطعا أثرية من مقتنيات المتحف تباع على
موقع (إيباي). وقال نائب المدير جوناثان ويليامز أيضا إنه سيتنحى عن منصبه.
سرقات داخلية؟
في أوائل عام 2021، اتصل المؤرخ الفني والتاجر البريطاني-الدنماركي إيتاي غراديل برؤساء المتحف لإبداء شكوكه، لكنهم أكدوا له أنه لا يوجد شيء خاطئ.
ولكن في بداية هذا العام، استدعى المتحف قوة شرطة العاصمة في لندن.
قام المتحف بطرد أحد الموظفين ورفع دعوى قضائية ضده، لكن لم يتم اعتقال أي شخص.
صرح غراديل للأسوشيتد برس يوم الجمعة ارتاب بعد شراء واحد من ثلاثة عناصر أدرجها البائع على موقع (إيباي). قام غراديل بتتبع العنصرين اللذين لم يشترهما إلى المتحف.
ولم تكن القطعة التي اشتراها مدرجة في كتالوغ المتحف، لكنه اكتشف أنها مملوكة لرجل قام بتسليم مجموعته بأكملها إلى المتحف في عام 1814.
قال المؤرخ إنه عثر على هوية البائع عبر موقع (باي بال). وتبين أنه موظف المتحف الذي تم فصله منذ ذلك الحين.
أضاف غراديل أن ويليامز أكد له أن التحقيق الشامل لم يجد أي مخالفات. وأردف “لقد طلب مني في الأساس أن أبتعد وأهتم بشؤوني الخاصة.”
قال فيشر في بيان استقالته إنه “من الواضح أن المتحف البريطاني لم يستجب بشكل شامل كما ينبغي للرد على التحذيرات في عام 2021″. كما اعتذر لغراديل.
تسببت السرقات والاستجابة الفاشلة للمتحف في إدخال المؤسسة في أزمة.
تاريخ كبير من الجدل
يعد المتحف الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر والواقع في منطقة بلومزبري بوسط لندن أحد أكبر مناطق الجذب السياحي في بريطانيا، حيث يزوره 6 ملايين شخص سنويا. يأتي الزوار لرؤية مجموعة تتراوح من المومياوات المصرية والتماثيل اليونانية القديمة إلى كنوز الفايكنغ، ولفائف تحمل الشعر الصيني من القرن الثاني عشر وأقنعة صنعتها الشعوب الأصلية في كندا.
تلك السرقات كانت فرصة اغتنمها أولئك الذين يريدون من المتحف إعادة القطع المأخوذة من جميع أنحاء العالم خلال فترة الإمبراطورية البريطانية، بما في ذلك الأفاريز التي كانت تزين معبد البارثينون في أثينا والتماثيل البرونزية من بنين بغرب إفريقيا.
فقد قالت ديسبينا كوتسومبا، رئيسة رابطة علماء ال ثار اليونانيين، لبي بي سي هذا الأسبوع: “نريد أن نقول للمتحف البريطاني إنهم لم يعد بإمكانهم القول إن التراث (الثقافي) اليوناني محمي بشكل أكبر في المتحف البريطاني”.
قال أوزبورن، وزير الخزانة البريطاني السابق، إن المتحف أطلق مراجعة مستقلة بقيادة محام ومسؤول بارز بالشرطة. وأضاف أنه تم بناء منشأة تخزين حديثة خارج الموقع حتى لا يتم تخزين مقتنيات المتحف في “الطابق السفلي الذي يعود إلى القرن الثامن عشر”.
وتابع: “لا أعتقد أنه كان هناك نوع من التستر المتعمد، على الر