بعودة فصل الخريف، تعود حياة معظم الناس إلى الروتين المعتاد، إذ يعود المسافرون من إجازاتهم السنوية، كما تفتح المدارس أبوابها فيعود الأطفال لنظامهم اليومي، كما تغيب السهرات والمناسبات الاجتماعية الكثيرة التي يزخر بها الصيف عادة.
ورغم أن فصل الخريف يمنحنا فرصة ثمينة لاستعادة نشاطنا البدني، بسبب انخفاض درجات الحرارة، مما يدفعنا للمشي مثلا، فإن هناك آثارا نفسية وصحية كثيرة يمكن أن تؤثر علينا وإن بدرجات مختلفة. فما الذي تغيره فينا عودة فصل الخريف؟ وكيف نستثمر فوائده الإيجابية ونتجنب آثاره السلبية؟
فوائد صحية لفصل الخريف
يعتبر فصل الخريف فرصة لاستعادة اللياقة والنشاط البدني، فقد تقلل درجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف من ممارسة النشاطات البدنية المختلفة، بينما يجعل انخفاضها المعقول خلال الخريف، الأشخاص قادرين على زيادة النشاط البدني، فيلجؤون مثلا للسير على الأقدام بدلا من استخدام السيارة، ويساعد مناخ الخريف المعتدل على ممارسة الرياضة بحرية في الهواء الطلق، وخلال أوقات اليوم المختلفة.
كما يعود الناس خلال الخريف إلى تناول المشروبات الساخنة، فتنخفض نسبة تناول المشروبات الغازية والعصائر عالية السكر، ويمنح الخريف وقتا إضافيا للنوم، فخلاله تبدأ ساعات الليل تطول؛ مما يساعد على اكتساب وقت إضافي خلال الليل للنوم، كما أن اعتدال درجات الحرارة خلال الخريف يجعل ظروف النوم أكثر ملاءمة وتزيد من إمكانية الحصول على نوم هادئ ومريح، مما يعود بأثر إيجابي على الصحة.
لماذا يتغير نومنا في فصل الخريف؟
مع نهاية التوقيت الصيفي والعودة للتوقيت الشتوي -في البلدان التي تعمل وفق هذا النظام- ومع قصر ساعات النهار وزيادة عدد ساعات الليل عموما في فصل الخريف، تتأثر الساعة البيولوجية لدينا، وهو ما يجعلنا نشعر بالنعاس في وقت مبكر من المساء. وقد يترافق هذا مع الشعور بالخمول والكسل والاكتئاب وعدم الرغبة في فعل أي شيء.
ويبدو أن هذا يحدث لدى جميع الناس حتى أولئك الذين يعيشون في المدن والبيئات الحضرية، حيث تتداخل الإنارة الاصطناعية مع ضوء الشمس الطبيعي في النهار لتؤثر على أنماط نومنا.
يقول الدكتور ديتر كونز، أحد المشاركين الرئيسيين في دراسة حول النوم ورئيس عيادة النوم وطب الوقت في مستشفى “سانت هيدويغ” في برلين، إن “دراستنا تُظهر أنه حتى في أثناء العيش في بيئة حضرية، مع الضوء الاصطناعي فقط، فإن البشر يجربون النوم الموسمي”.
ويضيف كونز “أتوقع أن تكون الاختلافات الموسمية أعلى بكثير لدى الناس الذين يعيشون خارج المدن ويتعرضون فقط للضوء الطبيعي”.
النساء أكثر عرضة لاكتئاب بداية الخريف
وتؤكد الاختصاصية في المعالجة النفسية ريان البدوي نجار للجزيرة نت أن النساء أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال، وهذا يعود للاضطرابات الجسدية بسبب الدورة الشهرية والهرمونات، لافتة إلى أن من تعاني أصلا من اضطرابات نفسية أو من فرط نشاط أو قلق أو توتر معرضة أكثر لهذه الاضطرابات.
كما يلعب عامل الوراثة دورا مهما في ظهور “اكتئاب نهاية الصيف”، إلى جانب عامل المنطقة الجغرافية المعرضة أكثر للضوء وللبرد.
ومن أهم الأعراض المرافقة لحالة الاكتئاب:
- الشعور السلبي والذي يرافقه القلق الدائم.
- الشعور بالإرهاق وعدم الرغبة بالقيام بأي مجهود.
- العصبية الفورية.
- فقدان الشهية أو بالعكس؛ والرغبة بتناول الكربوهيدرات.
- الرغبة في النوم أو الأرق.
- عدم القدرة على التفكير الصحيح واتخاذ القرار السليم.
- الرغبة في العزلة والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية.
نصائح للتعامل مع “الاكتئاب” الخريفي
وتقدم ريان عدة نصائح يمكن للنساء اعتمادها للتخفيف من حدة هذه الاضطرابات العاطفية الموسمية، ومن أهمها:
- يجب الاستيقاظ في نفس الوقت من كل يوم.
- ممارسة التمارين الرياضية حتى لو كان الجو ممطرا أو باردا.
- الحرص على المشي خارجا لمدة قصيرة لاستنشاق الهواء الطلق.
- التعرض للإضاءة الطبيعية خلال النهار مع فتح النوافذ والجلوس بالقرب منها.
- تناول الغذاء الصحي وفيتامين “دي” والأسماك الغنية بـ”أوميغا 3″.
وتشدد نجار على أن يتم العلاج النفسي والسلوكي بإشراف طبيب ومختص للتغلب على الأفكار السوداوية والسلبية التي تؤثر على حالة المريض.
5 أطعمة خريفية مهمة
ولأن فصل الخريف يعرف بتقلبات الطقس وتغير درجات الحرارة والأمطار وتزيد فيه نسبة الإصابة بالأمراض، تنصح مختصة التغذية إيلينا دي لا فوينتي باستهلاك الأغذية الموسمية لفصل الخريف، مما يضمن لك ولعائلتك الحصول على الفيتامينات والمعادن، وفق صحيفة “الإسبانيول” الإسبانية التي قدمت قائمة بأفضل الأغذية التي ينصح بتناولها في فصل الخريف، ومنها:
- الفطر: غني بالمياه وقليل السعرات الحرارية ويحتوي على نسبة منخفضة من الدهون. وبما أنه غني بالبوتاسيوم ويحتوي على نسبة منخفضة من الصوديوم، فهو مناسب لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم واضطرابات القلب.
- الكستناء: تشبه تركيبة الكستناء الحبوب لأنها غنية بالكربوهيدرات، وتحتوي على البوتاسيوم وحمض الفوليك. وتتعدد طرق طبخ الكستناء، حيث يمكن تناولها محمصة أو مهروسة أو كريمة أو إضافتها إلى الحلويات.
- القرع: من الأغذية الغنية بالبيتا كاروتين الذي يحوله الجسم إلى الفيتامين “أ” الضروري لصحة البصر والجلد والأغشية المخاطية والجهاز المناعي. كما يحتوي القرع على مضادات الأكسدة والبوتاسيوم والفوسفور والمغنيسيوم. ويمكن تناوله مشويا أو في الكريمات أو كحشوة في المعجنات.
- التين: من الأطعمة المشبعة التي تنظم الهضم لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف، وغني بالبوتاسيوم والفوسفور والمغنيسيوم. ويمكن تناوله طازجا أو مجففا، حيث يكون تركيز السكريات أكبر بعد فقدانه الماء. كما يمكن تناول التين مع الحلوى أو في وجبة خفيفة أو في السلطات أو مع الخبز المحمص واليخنات.
- الرمان: يحتوي على الفيتامينات والمعادن وخاصة الفيتامين “سي” والبوتاسيوم. وهو غني بالعفص ومضادات الأكسدة التي تجعله غذاء مناسبا للوقاية من أمراض الجهاز الهضمي وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي. ويمكن استهلاك الرمان في شكله الطبيعي أو في العصائر والسَّلطات.