لا شك بأن الاختلاف أمر طبيعي بل قد يكون صحيا في كثير من الأحيان. لكن ماذا عن الاختلاف مع مديرك في العمل؟ هل يدخل ضمن نطاق الاختلافات الطبيعية والصحية أيضا؟
يقول الخبراء إن تعلم كيفية التعبير عن وجهات نظرك وأفكارك التي تتعارض مع ما يراه رئيسك، يعد أمرا أساسيا في ترسيخ مصداقيتك المهنية، وصقل مهاراتك القيادية.
فإذا كنت تطمح إلى التقدم في حياتك المهنية، يتعين عليك تعلم كيفية التغلب على خوفك من المواجهات، والتحدث -بذات الوقت- بلباقة مع رئيسك في العمل لإثبات وجهة نظرك.
مهارة التعبير عن الاختلاف بالرأي
يقول مدرب إدارة الأعمال والتطوير الشخصي والمهني محمد تملي للجزيرة نت إن “التعبير عن الاختلاف بالرأي بلباقة بات اليوم مهارة مهمة بالنسبة لكل موظف يسعى للتميز المهني”.
وبحسب تملي، فإن هناك 4 أساليب عملية يمكن اتباعها عندما تريد التعبير عن رأيك المخالف لمديرك:
- ابدأ بالمجاملة المهنية الصادقة، وعبر عن تقديرك لرأي المدير قبل تقديم وجهة نظرك، وأكد أنك تتعلم منه دائما، وعبر بشدة عن احترامك له.
- افهم أكثر لماذا تبنى مديرك هذا القرار، أو قام بهذا الإجراء الذي يخالف رأيك. وقد يتغير رأيك عندما تكتمل الصورة لديك، وتوافق مديرك في وجهة نظره. حاول ألا تظهر كشخص متسرع أو قليل الخبرة.
- قدم رأيك بصيغة الاقتراح، ولا تنتقد آراء الآخرين، وقدم حلولا بديلة مع تقديم براهين تدل أن رأيك قد يحتمل الصواب بشكل كبير، مع طرح أمثلة عملية من واقع خبرتك.
- أشكر مديرك على ثقته بك إذا قرر تبني رأيك، وإذا لم يتبنه أشكره أيضا لإتاحة الفرصة للتعبير.
مهارة إدارة الحوارات الصعبة
من جانبها، تقول مدربة المهارات الحياتية جين سلايطة للجزيرة نت إن إدارة الحوارات الصعبة مع الرئيس في العمل أو مع الأصدقاء أو حتى العائلة هي من أهم المهارات الحياتية التي يجب تعلمها، “فهي تحتاج إلى شجاعة للمواجهة وإظهار المشاعر المخفية في العقل الباطن حتى يتم تطهيرها”.
وتتابع “مهارة إدارة الحوارات الصعبة تفتح مساحة في داخلك لتفهم مشاعر الآخرين الإنسانية، وتعطيك في بنفس الوقت الحرية للتعبير عن آرائك بلباقة ورقي، وبهذا تتطور وتتحسن العلاقات وظروف العمل والإنتاجية. يحتاج هذا الأمر إلى خروج من منطقة الراحة وكسر الخوف من المواجهة والصد، إلى جانب التمرين والتكرار”.
خطوات رئيسية لإدارة حوار صعب
ولإدارة حوار صعب مع مديرك في العمل، ينصح باتباع بعض الخطوات، أبرزها:
- افتح مساحة استقبال عند مديرك، وحاول تجهزيه نفسيا لبدء الحوار.
- عبّر عن مشاعرك ووجهة نظرك بدون لوم أو عتاب، ودون أن تلعب دور الضحية.
- استمع لرأي المدير، قل له إنك تحب سماع تعليقه عن الموضوع محل النقاش، حتى تعطيه مساحة للتعبير وتحليل الأمور.
- اسع لحل المشاكل بشكل مشترك، وذلك بعد إيضاحها ومناقشتها وكشف جميع جوانبها وآثارها.
وجهة نظرك مهمة!
ونشر موقع “ماي كاريوس فيوتشر” عدة نصائح توضح لماذا يجب عليك التحدث مع مديرك عن وجهة نظرك في العمل، ومنها:
- بناء الثقة: يتطلب تحدي أفكار رئيسك في العمل بعض الثقة، فكلما تحدثت أكثر، شعرت براحة أكبر.
- كسب الاحترام: يتطلب الأمر شجاعة لمعارضة رئيسك المباشر، لكن التحدث عن الأفكار ووجهات النظر الصحيحة للأسباب الصحيحة سيكسبك الاحترام في العمل.
- رئيسك سيتذكرك: تقديم رأي مختلفة أو فكرة مغايرة قيمة لرئيسك في العمل تكسبك نقاطا إضافية، وتترك انطباعا لا ينسى بلا شك.
- اخرج من منطقة الراحة: لا يمكنك التطور إلا عندما تقبل التحديات، وتواجه المواقف والسيناريوهات المخيفة. إذا كانت فكرة الاختلاف مع مديرك تخيفك، فهذا يعني أن الوقت قد حان لتخرج من منطقة الراحة!.
كيف يتصرف المدير؟
في المقابل، إذا أردت أن تكون مديرا ناجحا، ينصح مدرب إدارة الأعمال والتطوير الشخصي والمهني محمد تملي بضرورة الإيمان بأن الاختلاف في الرأي أمر طبيعي عندما يخالفك أحد موظفيك، “وأن تحترم وجهة نظر الموظف، حتى لو لم يتفق معك، وتقدر شجاعته في التعبير”.
كما يؤكد تملي أن الاختلاف في بيئة العمل أمر صحي “شريطة أن يدار بشكل جيد، خاصة عندما تتبنى الشركة أسلوب الإدارة التشاركية مع فريق عملها، ويسودها الاحترام المهني والشخصي المتبادل بين الموظفين والمدراء. فكلما شجع المدراء مرؤوسيهم من الموظفين على طرح الأفكار الجديدة ومشاركتهم آراءهم حول العمل، زاد انتماؤهم وولاؤهم للعمل”.
ويشرح “عندما يشعر الموظف أن رأيه محترم وصوته مسموع، فسيتحول تلقائيا إلى شريك نجاح وليس مجرد منفذ، وسيتحمل المسؤولية ويجتهد للعمل بجودة وكفاءة وفعالية عالية. وكلما كان هناك اختلافات في الآراء ضمن نطاق العمل، خرجت العديد من الأفكار التي تساعد بشكل أكبر على صناعة القرارات”.