سواء كنت طالبا تبحث عن وظيفة في الإجازة الصيفية، أو حديث التخرج في مواجهة سوق العمل بلا خبرة مهنية سابقة أو تركت العمل لفترة وترغب في العودة لاستئناف مسيرتك المهنية. أنت الآن على أعتاب رحلة مثيرة للبحث عن وظيفتك التي ربما تكون الأولى، وقد يواجهك سؤال مقلق حول أفضل طريقة لإعداد سيرة ذاتية مثيرة للانتباه في ظل افتقادك للخبرات المهنية، أو في كيفية ملء الفجوات الزمنية، إن كنت قد تركت العمل لفترة. فيما يلي سوف نتعرف على أفضل النصائح لإعداد سيرتك الذاتية الأولى خطوة بخطوة.
أساسيات السيرة الذاتية:
تعد السيرة الذاتية بمثابة واجهتك الأولى أمام أصحاب العمل أو مختص الموارد البشرية، وهي وسيلتك المبدئية لتسويق مهاراتك ونقاط قوتك، ولفت نظر أصحاب الوظيفة، لكي تنتقل إلى المرحلة التالية الخاصة بالمقابلات والاختبارات. لذلك فمن المهم أن تبدو احترافية قدر الإمكان، وأن تركز على تعويض نقص الخبرة بإبراز المهارات والصفات الشخصية التي تمثل فرصا للنجاح والنمو في مسيرتك المهنية المقبلة.
وسواء كانت هذه وظيفتك الأولى أو كنت الأكثر خبرة في مجالك، تبدأ أي سيرة ذاتية بالمعلومات الأساسية:
الاسم بالكامل: بخط واضح وأكثر بروزا.
ثم معلومات الاتصال: رقم الهاتف والبريد الإلكتروني، واحرص على أن يكون معرف البريد الإلكتروني الخاص بك اسما احترافيا (ليس لقبا مرحا أو اسما مستعارا اعتدت استخدامه بين أصدقاء الجامعة مثلا).
يمكنك أن تضيف روابط وسائل التواصل الاجتماعي المهنية الخاصة بك مثل “لينكد إن”، كما يمكنك إضافة روابط وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى إذا كانت مرتبطة بالوظيفة، “إنستغرام” مثلا إذا كانت الوظيفة تتعلق بالتصوير الفوتوغرافي أو التصميم.
ولا تحتاج لوضع عنوانك التفصيلي، اكتفِ فقط بوضع اسم المدينة أو المنطقة.
البيان الشخصي
البيان الشخصي (Personal statement) يعد واحدا من أهم أجزاء السيرة الذاتية، خاصة في حالة افتقادك للخبرة المهنية، حيث يساعدك على إبراز مهاراتك بحيث تثير انتباه أصحاب العمل.
احرص على أن يكون موجزا بحيث لا يتجاوز ما بين 100-150 كلمة. واجعله مخصصا بحسب الوظيفة التي تتقدم لها. لا تعتمد على التعبيرات الإنشائية الفضفاضة، بل احرص على تضمين الكلمات المفتاحية الموضحة في إعلان الوظيفة، إذ إن بعض الشركات تعتمد على أنظمة مسح (Scan) آلية مبدئية لتصفية السير الذاتية الملائمة. واحرص على أن يتضمن بيانك الشخصي إجابة الأسئلة التالية: ما المهارات والصفات التي تؤهلك للوظيفة؟ وما الذي تطمح في تحقيقه إذا حصلت عليها.
الخبرات التعليمية
في حال كنت حديث التخرج أو طالبا، فمن المهم التركيز على الجزء الخاص بمؤهلاتك العلمية. اكتب مؤهلاتك العلمية من الأحدث إلى الأقدم، مع توضيح تقديراتك خاصة المرتفع والبارز منها.
من المفيد أيضا أن تضمن المقررات الدراسية ذات الصلة بالوظيفة وإبرازها، على سبيل المثال إذا تقدمت لوظيفة تتعلق بالتعامل مع الجمهور وكان أحد المقررات الدراسية يختص بمهارات التواصل فقد يفيدك أن تشير إليه.
أضف أي دورات تعليمية، أو تدريب إضافي حصلت عليه، مع ذكر جهة التدريب وإدراج الشهادات المعتمدة.
لا تحتاج لأن تضمن تعليمك الثانوي إلا إذا كان ذا صلة بالوظيفة (تعليم ثانوي مهني على سبيل المثال، أو بلغة ثانية تحسن من فرص توظيفك).
فجوة الخبرة المهنية.. كيف تملؤها؟
والآن، نصل إلى القسم الذي يشكل التحدي الأهم للطلاب وحديثي التخرج، أو من اضطروا للتوقف عن العمل لفترة وهو قسم الخبرات العملية السابقة.
لا يتوقع أصحاب الأعمال من المتقدم حديث التخرج مسيرة مهنية صاخبة، لكن يمكنك أن تضمن الأنشطة والخبرات الحياتية التي انخرطت بها، مثل المشاريع الجامعية والدراسية، والأنشطة الطلابية مثل تنظيم الفعاليات أو الرحلات، مع ذكر دورك ومهامك بالتفصيل، والخبرات التي اكتسبتها.
وإذا سبق أن شاركت في عمل تطوعي أو نشاط مجتمعي، فمن المهم أن تضمنه، مع إبراز ما تعلمته مثل القدرة على القيادة أو تنظيم الوقت أو العمل الجماعي.
يمكنك أن ترتب خبراتك زمنيا من الأحدث للأقدم، لكن في حالة وجود إنجازات خاصة فمن الممكن أن ترتب خبراتك بما يسلط الضوء على هذه الإنجازات.
استخدم الأرقام للدلالة على إنجازاتك، على سبيل المثال بدلا من كتابة (العمل بوظيفة مؤقتة كبائع في متجر) اكتب: نجحت بتحقيق المبيعات بنسبة (كذا) بالمئة في فترة 3 أشهر. وكذلك احرص على تضمين الأفعال عند الإشارة إلى إنجازاتك، حيث يجعل هذا سيرتك أكثر ديناميكية.
أما لو سبق لك العمل لكنك توقفت لفترة، وتواجه مشكلة وجود فجوات زمنية في مسيرتك المهنية، أوضح سبب توقفك عن العمل، واحرص على إبراز استغلالك لفترة التوقف سواء في الدراسة أو الاشتراك في دورات تدريبية لتطوير مهاراتك. تذكر أن بعض الفجوات مفهومة ومبررة ولا داعي للقلق منها، على سبيل المثال فقد الكثيرون وظائفهم أثناء فترة جائحة كوفيد-19. وهو أمر صار أغلب أصحاب الأعمال يدركونه.
المهارات الشخصية وسيلتك لتعويض فارق الخبرة
حتى لو كنت تفتقر للخبرة، مهاراتك الشخصية والمهنية قد تساعدك على الحصول على وظيفتك الأولى. احرص على إضافة مهاراتك المتصلة بالوظيفة، سواء التقنية منها، مثل التمكن من استخدام برمجيات معينة، أو إجادة لغات أخرى غير اللغة الأم، مع الإشارة إلى مستواك في المهارات اللغوية المختلفة، تحدثا وكتابة وقراءة.
أضف كذلك مهاراتك الشخصية أو مايعرف بـ”المهارات الناعمة” (Soft skills) مثل سرعة التعلم، ومهارة إدارة الوقت، والتواصل مع الآخرين.
كما يمكنك تضمين هواياتك مع توضيح المهارات التي ساعدتك على اكتسابها، على سبيل المثال: قد لا يكون الإنجاز الرياضي مرتبطا بشكل مباشر بالوظيفة لكنه يوضح قدرتك على الالتزام، واتصافك بالتصميم والعزيمة.
نصائح إضافية
لا تكتف بكتابة سيرة ذاتية واحدة وإرسالها لمختلف الوظائف، انتبه لأن تخصص سيرتك الذاتية بحسب كل وظيفة، بحيث تبرز متطلباتها عند الإشارة إلى مهاراتك وخبراتك.
كن موجزا قدر الإمكان، ولا تدع نقص الخبرة يدفعك لمحاولة الإطالة بلا داع.
احرص على تدقيق سيرتك للتأكد من خلوها من الأخطاء الإملائية أو النحوية.
فيما يتعلق بتصميم السيرة الذاتية فالبساطة هي المفتاح، استخدم تصميما بسيطا، ولا تكثر من استخدام الألوان أو الخطوط الزخرفية المشتتة للانتباه. بالطبع هناك استثناءات، إذا كنت تتقدم لوظيفة مصمم جرافيك مثلا فربما تحتاج لتقديم سيرة ذاتية مذهلة من الناحية البصرية.
لا تكذب بشأن خبراتك السابقة، أو تقديراتك الدراسية المنخفضة، من الممكن أن تكتفي بذكر درجتك العلمية، فالكذب أكثر ضررا بسمعتك من نقص الخبرة.
وأخيرا تأكد من أن افتقارك للخبرة العملية لا يضعف موقفك كما تتخيل، يدرك أصحاب العمل أن الخريجين الجدد والطلبة ربما يفتقدون هذا الجانب لكنهم في المقابل يمتلكون من الشغف والرغبة في النجاح والمهارات والصفات الشخصية ما يتيح إمكانات النمو إذا استثمرت في بيئة عمل داعمة. وتذكر أن سيرتك الذاتية مجرد عتبة أولى لمسيرة طويلة واعدة