والمرماح نوع من التنافس بين الخيول في محافظات مصر الجنوبية مثل قنا وأسوان، حيث تجري بينها سباقات سرعة في مكان يتم اختياره وفق مواصفات معينة، وتصاحب تلك المسابقات أجواء اجتماعية ونشاطات اقتصادية وتآلف بين الأسر والقبائل.
يوضح عبد الفتاح فارس، وهو من أهالي مركز إدفو التابع لمحافظة أسوان ويعمل كخبير في الأرصاد الجوية أن المرماح نوع من أنواع رياضة الفروسية تتعدد مناسباته وألقابه.
وأضاف فارس لموقع “سكاي نيوز عربية” أن استخدام الخيل في التنافس بالصعيد له أشكال متنوعة:
- هناك نوع من الخيول يستخدم في الجري والسباقات وهو ما نطلق عليه المرماح.
- خيول أخرى يطلق عليها الرهوان وهي مدربة على الرقص على المزمار البلدي.
- تمتاز محافظة أسوان بالخيول المستخدمة في سباقات الجري.
- كل مرماح تكون له تسمية مثل مرماح الشيخ مصطفى عبد السلام، او مرماح المنصورية، مرماح قرية، مرماح ليلة إسنا وغيرها.
- يشمل المرماح إقامة الولائم، ونصب الخيام، وتقديم المشروبات المختلفة، فضلا عن وجود أنشطة اقتصادية متنوعة.
- توضع الخيول فيما تعرف بالصوابي استعدادا للمنافسة وتتسابق جريا من الشمال للجنوب لتحديد الفائز.
- تسبق إقامة المرماح منافسات التحطيب (رياضة تشبه المبارزة بالعصا سواء من فوق الخيول وأحيانا يكون الأشخاص مترجلين دون استخدام الخيل).
- يجري اختيار مكان المرماح بمواصفات معينة، كأن تكون أرض سهلة لا تقل مساحتها عن 2 كيلومتر ممهدة التضاريس ومناسبة لجري الخيول.
- سباقات الخيول تزيد من التواصل الاجتماعي والمحبة بين العائلات والقبائل العربية بجنوب الصعيد.
- تم تطوير اسطبلات الخيول من مجرد الاعتماد على الخيول المحلية إلى استيراد سلالات من الخيول من محافظات أخرى ودول أخرى مثل بريطانيا ودول الخليج وغيرها ويكون ذلك مصدر للتفاخر بين العائلات.
من جانبه أوضح المؤرخ والمحاضر الدولي بسام الشماع المؤرخ أن تسمية المرماح ارتبطت في اللغة الشعبية المصرية بالبراح، والتوسع، والمساحات الكبيرة، والسرعة.
وأضاف الشماع لموقع “سكاي نيوز عربية” أن احتفالات المرماح لها أكثر من صفة وأكثر من مرحلة وتقام في أيام مولد النبي صلى الله عليه وسلم، أو الموالد الشعبية مثل مولد الشيخ أبو الحجاج وغيرها.
الشماع في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” لفت إلى أن:
- هناك نوعان من تنافسات الخيول الأول في إدفو التابعة لمحافظة أسوان والثاني في محافظة الأقصر.
- المرماح، وهي سباقات الخيول وتقام في مناطق مختلفة من أسوان لا سيما إدفو والبلدات القريبة منها.
- الرهوان، حيث يؤدي الحصان حركات معينة صعبة لكن الخيول مدربة عليها، كالرقص وبعض الحركات الرياضية، وهي مرتبطة أكثر بمحافظة الأقصر.
- الخيول التي تتبارى في المرماح بعضها مستوردة من إنجلترا وأخرى مصرية إنجليزية مهجنة وأخرى مصرية خالصة.
- للخيل شخص متخصص للاهتمام بالخيول والعناية بأحوالها من حيث التغذية، والحاجات الطبية، والاستحمام، والعناية بشعرها، وإطلاق الأسماء عليها.
- الخيول المميزة لها شجرة نسب، ومعرفة أنساب الخيول عادة عربية إسلامية، اشتهر بها القائد صلاح الدين الأيوبي محرر القدس.
وفيما يتعلق بفوائد المرماح أوضح الشماع:
- إقامة الخيام وإعداد الأطعمة والمشروبات في ضوء المرماح عملية اجتماعية واقتصادية تقرب القبائل والعائلات.
- تؤخذ المنافسات بجدية وهي مرتبطة بشخصيات يُكن لها أهالي القرى والمراكز الكثير من التوقير.
- تربط منافسات المرماح بأسماء شهيرة لها مكانتها عند أهل الصعيد مثل مولد النبي، وكذلك بعض الشيوخ المعروفين.
علاقة المرماح بمصر القديمة
أما فيما يتعلق بعلاقة المرماح بمصر تاريخيا فبحسب المؤرخ بسام الشماع فإن:
- المصريون القدماء عرفوا الخيل مع غزو الهكسوس لمصر.
- استطاع الجندي المصري ترويض الحصان واستعمال العجلة الحربية ببراعة، واستخدم ذلك في طرد الهكسوس من مصر.
- دخول العرب لمصر مع عمرو بن العاص وطريقة تعاملهم مع الخيول أحدثت طفرة في استخدامها بمصر، والعناية بها، لأن الخيول كانت تمثل الحياة للعرب وكتبوا فيها الشعر.
ودعا بسام الشماع إلى التقدم لليونسكو بطلب لإدراج المرماح كتراث بيئي وحيواني وبشري خاص بثقافة مصر الشعبية.