على الرغم من أن الجيل زد (Genenration Z) المولودين بين عامي 1997 و2012، يشكل جزءا متزايدا من القوى العاملة العالمية، فإن العديد من مديري التوظيف يبدون تحفظات كبيرة تجاه توظيفهم.
تظهر استطلاعات الرأي هذه التحفظات التي تستند إلى مجموعة من الأسباب، منها قلة الخبرة العملية، اختلاف السلوكيات المهنية، ونمطية التنقل بين الوظائف. كما تزايدت هذه المخاوف نتيجة تأثير جائحة كورونا على هذا الجيل.
1. قلة الخبرة العملية
وفقًا لاستطلاع أجراه موقع “ريزمي بيلدر”، فإن ما يقرب من 80% من مديري التوظيف أبدوا قلقا من نقص خبرة الجيل زد. ويرجع هذا التردد إلى دخول معظم هذا الجيل إلى سوق العمل خلال أو بعد جائحة كورونا، حيث لم تكن لديهم الفرص الكافية لاكتساب المهارات العملية من خلال التدريب والتعلم داخل بيئة العمل التقليدية.
ويؤكد تقرير من “هارفارد بيزنس ريفيو” أن نقص الخبرة يعتبر من العوامل الرئيسية التي تعيق الجيل زد عن التكيف السريع مع متطلبات الوظائف، مما يزيد من تحفظات مديري التوظيف على تعيينهم في المناصب التي تتطلب مستوى عاليا من الكفاءة والخبرة.
2. التنقل المتكرر بين الوظائف
واحدة من المخاوف البارزة التي تتكرر في استبيانات مديري التوظيف هي التنقل المتكرر بين الوظائف. وفقًا لنفس الاستطلاع، 63% من مديري التوظيف يعبرون عن قلقهم إزاء ميل الجيل زد إلى تغيير الوظائف بشكل متكرر. يُعتقد أن هذه الظاهرة ترتبط بتغيرات ثقافية وتكنولوجية تؤدي إلى تقصير متوسط فترة البقاء في الوظيفة مقارنة بالأجيال السابقة.
أظهر تقرير من “غالوب” أن 60% من الجيل زد لا يشعرون بالالتزام الطويل الأمد تجاه وظائفهم إذا لم يجدوا فيها فرصا للتعلم والنمو. هذا السلوك يجعل الشركات أكثر ترددا في استثمار الموارد في تدريبهم وتطويرهم إذا كانوا سيتركون العمل بعد فترة قصيرة.
3. السلوك غير المهني
يشعر 58 % من مديري التوظيف الذين شملهم استطلاع “ريزمي بيلدر” بأن السلوك غير المهني لجيل زد يعد عائقا أمام توظيفهم. وقد يكون هذا السلوك ناجمًا عن اختلاف الأولويات والقيم التي يحملها الجيل زد مقارنة بالأجيال السابقة، بما في ذلك التركيز على التوازن بين الحياة العملية والشخصية، وتفضيل المرونة في مكان العمل.
تشير بعض الدراسات إلى أن جيل زد يميل إلى تحدي الأنماط التقليدية في العمل، ويبحث عن بيئات مرنة تسمح لهم بتحقيق التوازن بين العمل والحياة. هذه القيم الجديدة قد تُفسر من قبل بعض مديري التوظيف على أنها سلوكيات غير ملائمة أو تفتقر إلى الالتزام المطلوب.
4. ضعف أخلاقيات العمل والمساءلة
واحد من كل اثنين من مديري التوظيف تقريبا لديهم شكوك حول موثوقية الجيل زد وأخلاقيات العمل. ويرى العديد من المديرين أن الجيل زد قد لا يظهر نفس مستوى الالتزام الذي كانت تتميز به الأجيال السابقة، مثل الجيل إكس (المولودون بين 1965-1980) أو جيل الألفية (تقريبًا من 1981 إلى 1996). ويعزو البعض هذا إلى تأثير التكنولوجيا والابتعاد عن التقاليد المهنية الصارمة، حيث يميل الجيل زد إلى استخدام التكنولوجيا لتسهيل العمل وتحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية.
وفقًا لتقرير “جمعية إدارة الموارد البشرية” SHRM، هناك تباين بين توقعات الجيل زد عن بيئة العمل التقليدية، وهذا التباين قد يسهم في تفسير سبب قلة التزامهم بالأدوار الطويلة الأمد.
5. الآثار السلبية لجائحة كورونا
تفاقمت هذه التحديات بالنسبة لجيل زد بسبب تأثير جائحة كورونا. حيث أدى الانتقال إلى العمل عن بُعد وغياب التدريب العملي إلى تعطيل قدرتهم على اكتساب المهارات الأساسية المطلوبة للنجاح في مكان العمل. تقول ستيسي هالر، كبيرة المستشارين المهنيين في “ريزمي بيلدر”، إن العديد من الشركات لم تكن مستعدة لتقديم الدعم والتدريب الكافيين لجيل زد خلال هذه الفترة، مما جعل هذه الفئة عرضة للتحيزات السلبية.
في استطلاع أجرته شركة مايكروسوفت، أفاد أن 54% من الجيل زد واجهوا صعوبات في التواصل مع زملائهم ومديريهم في بيئة العمل الافتراضية، مما أثر سلبا على تطورهم المهني. هذا الانفصال عن بيئة العمل التقليدية زاد من التحديات التي يواجهها هذا الجيل في الاندماج مع زملائهم الأكبر سنًا، مما عمّق من الشكوك المحيطة بقدراتهم.
6. التركيز على القضايا الاجتماعية والبيئية
رغم أن التركيز على القضايا الاجتماعية والبيئية يُعتبر ميزة إيجابية بالنسبة للبعض، فإن هذا الاهتمام قد يُفسر بشكل سلبي من قبل بعض المديرين التقليديين.
يشير المستشار بريان دريسكول إلى أن الشركات التي لا تأخذ في الحسبان الاهتمام المتزايد لجيل زد بالقضايا الاجتماعية والبيئية قد تفقد فرصة الاستفادة من منظور جديد وشامل.
أظهر تقرير “بي دبليو سي” (PwC) (واحدة من أكبر شركات الخدمات المهنية في العالم) أن 74% من الجيل زد يرون أن الالتزام بمبادئ المسؤولية الاجتماعية هو عامل حاسم في اختيار مكان العمل. ومع ذلك، قد يرى بعض مديري التوظيف أن هذه الأولويات لا تتوافق مع متطلبات العمل اليومية، مما يزيد من ترددهم في توظيفهم.
التحديات السابقة تسهم في تشكيل تصورات سلبية تجاه هذا الجيل. ومع ذلك، فإن هذه التصورات قد تحرم الشركات من الاستفادة من مهارات الجيل زد التكنولوجية واهتمامهم بالقضايا الاجتماعية والبيئية، مما قد يضر على المدى الطويل بقدرتها على التكيف مع تغيرات السوق.