القهوة الفورية خيار سريع ومريح للحصول على جرعتك اليومية من الكافيين، دون عناء التخمير والنقع والتصفية وغيرها من الخطوات المتبعة عند تحضير القهوة المتخصصة بالطريقة التقليدية.
ومع ذلك، فإن شراء القهوة سريعة التحضير يمكن أن يكون مكلفا أحيانا، كما أنها غالبا ما تفتقر إلى نكهة ورائحة القهوة الطازجة المعدة بخطوات مدروسة بعناية.
تاريخ القهوة سريعة التحضير
القهوة الفورية (Instant Coffee)، المعروفة أيضا باسم القهوة سريعة التحضير، ليست اختراعا معاصرا كما قد يظن البعض، بل يعود تاريخها تقريبا للقرن الـ18 ميلاديا.
فقد تم تسجيل براءة اختراع أول قهوة فورية معروفة، وتُدعى “قهوة درينغ سريعة التحضير”، لأول مرة في العام 1771، على يد الإنجليزي جون درينغ، الذي لم يكن لديه أي نية لبيعها في بداية الأمر.
وعلى الرغم من اختلافها بشكل جذري عن القهوة الفورية المعروفة اليوم، فقد كانت تمثل خيارا سريعا آنذاك ويتم تذويبها ببساطة في كوب من الماء المغلي وتناولها.
كانت قهوة درينج تُعد في صورة عجين من مطحون القهوة المحمصة الناعم، الذي تم طهيه على نار هادئة مع الزبدة وأحيانا بعض المنكّهات، مثل الفانيليا أو القرفة، ثم يتم قولبته في عبوات من الصفيح المدهون بالزيت.
وبعد أكثر من 100 عام، تم إصدار براءة الاختراع رقم 3518 في نيوزيلندا لتاجر القهوة والتوابل ديفيد سترينغ، الذي استخدم “عملية التجفيف بالهواء الساخن” لصنع القهوة سريعة التحضير الأقرب لما نعرفها اليوم.
وفي السنوات التالية، كان الكيميائي الأميركي الياباني ساتوري كاتو يُنسب إليه الفضل في إنشاء أول مسحوق قهوة قابل للذوبان في الماء عام 1901 في شيكاغو.
ثم بدأ الإنتاج التجاري الأول للقهوة سريعة التحضير في أوائل القرن العشرين، عندما قدم جورج كونستانت لويس واشنطن علامته التجارية “ريد إي كوفي” Red E Coffee، التي أصبحت مشهورة خلال الحرب العالمية الأولى، عندما زودت الجنود بمصدر سهل وسريع للكافيين على الخطوط الأمامية للقتال.
ومع ذلك، لم تصبح القهوة سريعة التحضير متاحة على نطاق واسع وبأسعار معقولة للمستهلكين إلا بعد الحرب العالمية الثانية، لتكون تلك من بين أبرز المحطات التي سعى فيها التجار والمستهلكون لتطوير طريقة طويلة الأمد لحفظ حبوب القهوة لمدة طويلة، وتسهيل عملية تحضيرها.
واليوم، عادة ما يتم تحضير القهوة الفورية المباعة تجاريا عن طريق التجفيف بالرش، حيث يُستخدم الهواء الساخن لضغط ونفخ سائل القهوة المركّز، مما يؤدي إلى تبخر أي رطوبة وإنتاج جزيئات صغيرة ومركّزة من القهوة.
كذلك يُستخدم التجفيف بالتجميد لتحويل القهوة المخمرة إلى مسحوق قهوة سريعة التحضير، وفيه يتم تبريد القهوة إلى حوالي 40 درجة فهرنهايت تحت الصفر، ونتيجة لعملية التبريد هذه يتم إنتاج حبيبات قهوة كبيرة الحجم.
وبعد ذلك، يتم طحنها ووضعها في غرفة مفرغة، حيث يتم تسخينها وتحويلها إلى بخار، مما يؤدي إلى إنتاج جزيئات قهوة صغيرة ومكتنزة يمكن استخدامها لإعداد القهوة سريعة التحضير.
التأثير الصحي
تحتوي حبوب القهوة على نوعين من الزيوت الطبيعية، تسمى الكافيستول والكاهوول، وتُعرف هذه المواد الزيتية باسم ثنائي الديتربين، التي عادة ما يتم فصلها عند استخدام الفلتر أثناء تحضير القهوة المتخصصة بالشكل التقليدي.
في المقابل، يحتوي كل كوب من القهوة غير المفلترة على ما بين 3 و6 ملليغرام من الديتربين، وفقا لمراجعة سبتمبر/أيلول 2019 في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية.
وقد يكون هذا أمرا جيدا للصحة، لأن “بعض الأبحاث تظهر أن الكافيستول والكاهوول قد يكون لهما تأثيرات مضادة للالتهابات وخصائص مضادة للسرطان، لأنها تمنع تنشيط المواد المسرطنة في الجسم.
وعلى الرغم من أن الكافيستول والكاهوول يبدو أنهما يظهران خصائص مضادة للالتهابات وواقية من السرطان، لكن بعض الدراسات تظهر أن شرب القهوة المغلية وغير المصفاة (التي تحتوي على كميات أكبر من هذه المواد الزيتية)، قد يرفع مستويات الكوليسترول الضار LDL، والدهون الثلاثية في الجسم على المدى الطويل.
علاوة على ذلك، فإن احتساء القهوة المطحونة المُعدة بطريقة القهوة سريعة التحضير سيزيد كمية الكافيين التي يتم استهلاكها في الكوب، ما قد يسبب الأرق والعصبية وخفقان القلب والتوتر، وفقا لمجلة “هارفارد هيلث”.
طريقة إعداد القهوة سريعة التحضير بالمنزل
إذا لم تكن تعاني من حساسية تجاه الكافيين، وترغب في توفير الوقت والجهد والمال عند تناول مشروبك اليومي المفضل، يمكنك من خلال الخطوات التالية استخدام البن المطحون لتحضير نسخة منزلية صحية من القهوة الفورية سريعة التحضير.
- الأدوات التي ستحتاجها:
- مصفاة.
- مطحنة القهوة أو معالج الطعام.
- حبوب البن المحمص بدرجتك المفضلة.
- برطمان أو حاوية محكمة الإغلاق.
صب ملعقة واحدة من حبوب القهوة العادية في المطحنة.. قد تحتاج إلى مضاعفة الكمية بناءً على القوة التي تحب بها قهوتك، ثم قم بطحن الحبوب جيدا جدا للحصول على حبيبات القهوة الناعمة كالمسحوق.
قم بتصفية القهوة المطحونة بمصفاة ناعمة، كي يتم فصل الجزيئات الأكبر حجما والحصول فقط على المسحوق الناعم الأقرب في ملمسه للدقيق، وهذا المسحوق الناعم للغاية هو بديلك المنزلي للقهوة الفورية سريعة التحضير.
وعند اللزوم، قم بتسخين الماء لدرجة الحرارة الأقل بقليل من درجة الغليان، مما يحمي حبوب القهوة من الاحتراق عند التحضير، وإذا أردت أن تكون قهوتك حلوة أضف السكر، ثم صب الماء الساخن على القهوة المطحونة في فنجانك وحركه بالملعقة بالشكل المعتاد، وانتظر حوالي 10 ثوانٍ قبل إضافة الحليب أو الكريمة.
وختاما، من المهم التأكد من عدم تخزين مسحوق القهوة في حاوية محكمة الإغلاق لفترة طويلة، لأن ذلك سيؤدي لأكسدتها، مما قد يؤدي إلى فقدان القهوة لنكهتها، وبشكل عام، يجب أن تقوم بإعداد ما يكفي من مسحوق القهوة سريعة التحضير لاستخدامه خلال يومين إلى 3 أيام للتأكد من أن قهوتك تتمتع بأفضل مذاق.