من المؤكد أن لا أحد يحب أن يترك انطباعا سلبيّا عن نفسه، خصوصا خلال الأسبوع الأول في وظيفة جديدة ربما يكون قد كافح طويلا للفوز بها؛ واكتشف أن كل ما يقوله أو يفعله، يساهم في رسم صورة أولية عنه.
الحصول على وظيفة لا يعني انتهاء عملية الفحص والمراقبة لتقييم مدى ملاءمة الموظف الجديد لفريق العمل، والتي تستمر بعناية أكثر في أول أسبوع، سواء من المدير أو رئيس القسم أو الزملاء أنفسهم.
ولأن كل العيون تكون عليهم في البداية، يحاول الموظفون الجدد تقديم أفضل ما لديهم، وتجنب ارتكاب الأخطاء الجسيمة.
لكن الخبراء يقولون “إن النجاح خلال هذا الأسبوع، يعتمد على التوازن، وليس الضغط على نفسك كي تؤدي كل شيء بشكل صحيح”.
كما تنصح خبيرة العمل لين تايلور، عبر موقع “بيزنس إنسايدر”، قائلة إنه “ليس مطلوبا منك في هذه الفترة أن تبالغ في إثارة الإعجاب، أو أن تكون بطلا خارقا، فقط عليك تجنب الأخطاء التي تُعطي عنك انطباعات سلبية مبكرة”.
فيما يلي نستعرض 7 أخطاء عليك تجنب الوقوع فيها خلال الأسبوع الأول من الالتحاق بعملك الجديد:
1- افتقاد مهارة إدارة الوقت
التذرع بأن العثور على مواصلات للوصول إلى مكان العمل الجديد احتاج بعض الوقت، “لن يشفع لك إذا وصلت إلى عملك متأخرا 3 أو 4 دقائق في الأسبوع الأول، وسيترك انطباعا مبدئيا سيئا عن مهاراتك في إدارة الوقت”، كما تقول خبيرة تنمية المهارات القيادية، ماري أباغاي.
وتقترح أباغاي عبر مقالها في “هافينغتون بوست” التبكير نصف ساعة على الأقل عن موعد التحرك المعتاد، لضمان الوصول إلى العمل في الموعد.
في المقابل، تحذر تايلور من “الوقوع في فخ الرغبة في إثارة إعجاب رؤسائك وزملائك، عن طريق الحضور مبكرا قبل الجميع، والمغادرة بعد رحيل الجميع”.
2- ادعاء معرفة كل شيء
الثقة المفرطة في خبراتك الشخصية، لدرجة تجعلك تكرر الإشارة إلى بعض الأمور على أنها خطأ، أو لا تتوافق مع طريقة تفكيرك؛ “لن تُظهر كفاءتك، لكنها ستُكسبك أعداء أكثر من الأصدقاء”، على حد قول غوريك إن جي، المستشار المهني بجامعة هارفارد، الذي يُذكّر بأنك مازلت موظفا جديدا، “وهناك من يقومون بتقييم كفاءتك والتزامك وتوافقك”.
ويُضيف قائلا، “حتى لو كنت تعتقد بداخلك أن طريقة صاحب العمل الجديد عفا عليها الزمن، فالأفضل أن تقترح، وتُظهر أنك سريع التعلم، وأن تكون منفتحا وفضوليا أكثر”؛ من خلال طرح تعليقات وأسئلة مهذبة، من قبيل قول: “هذا مثير للاهتمام”، أو “هل يمكنك مساعدتي في فهم الفكرة من وراء هذه الخطوة؟”، أو “الأمر مختلف بعض الشيء عما اعتدت عليه، لكنني متحمس لمعرفة طريقتك في فعل الأشياء”. بدلا من قول: “هذه ليست الطريقة التي كنا نتصرف بها في عملي السابق”. وإن كان هذا لا يمنع من أن يعرف رئيسك بعض مهاراتك الإضافية “ليضعك في الاعتبار للمشاريع المستقبلية”، وفقا لتايلور.
3- عدم اختيار الملابس المناسبة
لأن الملابس المناسبة للعمل قد تختلف عما نرتديه في الأوقات العادية، فليس علينا افتراض أن الذهاب بالقميص و”الجينز” سيفي بالغرض، كما تقول أباجاي، مؤكدة أن “ارتداء الملابس غير اللائقة، هو أيضا خطأ قد يقع فيه الموظف الجديد”.
وتضيف أباجاي أن مديري التوظيف غالبا ما يوضحون سياسة اللباس الخاصة بالمكتب، ولكن، إذا لم يخبروك بما هو مناسب وما هو غير مناسب لارتدائه، “فيجب أن تسأل مديرك الجديد أو زملاءك عن قواعد الزي المعتمد”.
4- الاندفاع في الاندماج
هناك فرق واضح بين كونك ودودا بطبيعتك، وبين أن تفترض حدوث علاقة سريعة ووطيدة مع زميل جديد، تسمح لك بالاقتراب من حياته الشخصية، رغم أنه لم يمر على معرفتك به أسبوع واحد؛ “لأن هذا ببساطة، سيدفعه لتجنبك، باعتبار أن هذا الأمر مبكر جدا”، بحسب أباجاي.
5- الثرثرة والتورط في الصراعات
قد تلاحظ التعليقات الهامسة والضحكات المكتومة التي تتزامن دائما مع دخول بعض الزملاء، وهنا تنصحك أباجاي قائلة “لا تنحز إلى أي مجموعة في أسبوعك الأول، وكن حريصا على عدم الانخراط في القيل والقال”. ولأن مجرد استماعك لأحدهم سيعتبر نوعا من المشاركة، “فالأفضل أن تعتذر بهدوء، أو تغير الموضوع بذكاء، أو أن تقول شيئا لطيفا عن الشخص المقصود”.
6- إهمال التواصل مع الرئيس المباشر
تُشير الاستطلاعات إلى أن “30% من الموظفين الجدد يتركون وظائفهم، لأسباب من بينها العلاقة مع رئيسهم المباشر”، لهذا، يجب أن يكون رئيسك المباشر في العمل هو الشخص الأهم بالنسبة لك، من بين جميع الأشخاص الذين ستقابلهم في الأسبوع الأول، و”تأسيس علاقتك به، هو الأمر الأكثر أهمية”، وفقا للمدربة التنفيذية للموظفين الجدد، باتريشيا شوارتز.
ولأنه “في كثير من الأحيان، قد لا يتواصل الرؤساء مع الموظف الجديد، لكثرة مشاغلهم، أو لعدم انتباههم له في زحمة الأشخاص”؛ تُحذر أباجاي من “التعامل مع الأمر باعتباره تجاهلا مقصودا”.
وينصح نائب الرئيس التنفيذي بإحدى شركات التوظيف الكبرى أوميش راماكريشنان، “اجلس مع رئيسك الجديد واسأله عن الأشياء التي تزعجه، وأسلوب العمل، وشكل التواصل المفضل، والتقارير التي يريدها منك وأي تفاصيل بخصوص عملك”.
وإذا لم يبادر رئيسك بالتواصل معك خلال الأسبوع الأول، تُوصي شوارتز “بالبحث عن طريقة لبناء الثقة بينك وبينه، وعقد اجتماع معه، لإجراء محادثة وفتح قناة للتواصل قبل انتهاء الأسبوع”، مع ملاحظة مدى حماسه أو فتوره تجاه أسئلتك، لأهمية ذلك في التقييم المبكر للتجربة”.
7- التسرع في الحكم على التجربة
تنصح تايلور بعدم إصدار أحكام سريعة في الأسبوع الأول، “حيث سيستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة ما يعجبك وما لا يعجبك في العمل”.
أيضا، توصي أباجاي بعدم التسرع بالمغادرة لمجرد أنك لم تحب العمل، “ومحاولة الاستمرار لمدة عام لاكتساب خبرة قد تفيدك عند إجراء أي مقابلات مستقبلية”، إلا إذا كان رئيسك الجديد “صعب المراس، أو ضعيفا في التواصل، ولا يتوافق أسلوبه في العمل مع أسلوبك، أو شخصا سامّا بشكل يؤدي إلى تآكل روحك ويشكل تهديدا لصحتك”.
وهو ما تؤيده المدربة المهنية، ياسمين إسكاليرا، بقولها “إذا شعرت بأن الوظيفة الجديدة لن تكون مفيدة لرفاهيتك أو مستقبلك، فلا تنتظر طويلا، بغض النظر عن المدة التي قضيتها”.