5 مراحل للاحتراق الوظيفي.. كيف تتعافى منه في 3 أشهر؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

إذا كنت تشعر أنك مستنزف تماما في العمل، ولا تحصل على إجازات كافية، وأن عملك بدأ يؤثر في صحتك، فأنت مُعرض للإصابة بما يُسمى “الاحتراق أو الإنهاك الوظيفي”.

ويعرّف “الاحتراق أو الإنهاك الوظيفي” بأنه نوع من التوتر المرتبط بالعمل، لا يمكن تشخيصه بالفحص الطبي، وينتج عنه حالة من الإرهاق البدني أو النفسي، تتضمن إحساسا بتراجع الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية، وفقا لما ذكره موقع “مايو كلينك”.

أما منظمة الصحة العالمية، فعَرّفته بأنه “متلازمة ناتجة عن إجهاد مُزمن في مكان العمل، تتميز بثلاثة أبعاد هي، تنامي الشعور باستنزاف الطاقة، وتزايد المشاعر السلبية تجاه العمل، وانخفاض القدرات المهنية”، وصنّفته في عام 2019 باعتباره “ظاهرة مهنية، وليس حالة طبية”.

وأصبحت هذه الظاهرة تشهد انتشارا واسعا في أنحاء العالم، حتى إن حوالي 22% من العاملين في المملكة المتحدة وحدها (أكثر من 7 ملايين موظف) يعانون منه، بحسب استطلاع أجرته مجلة “مايكروبيز” البريطانية في عام 2020، وشمل 1000 شخص.

الأشخاص الأكثر تأثرا بالاحتراق الوظيفي

وجدت دراسة نشرت في عام 2018، أن النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 20 إلى 35 عاما، وكذلك من بلغن 55 عاما وأكثر؛ هن الأكثر عرضة للتأثر بالاحتراق الوظيفي. في الوقت الذي تنخفض فيه فرص الإصابة إلى حد كبير، بين الرجال الذين تزيد أعمارهم على 55 عاما.

كما توصل باحثون إسبان إلى أن من يعملون أكثر من 40 ساعة في الأسبوع، هم أكثر عرضة بنسبة 6 مرات للإصابة بالاحتراق الوظيفي.

مراحل الاحتراق الوظيفي

من مراحل الاحتراق التي حددها علماء النفس، هربرت فرويدنبرغر وجيل نورث:

  • الشعور بالفراغ الداخلي وتصور المستقبل كئيبا ومظلما.
  • التركيز التام على العمل.
  • إهمال احتياجات أساسية كالنوم والأكل والتفاعل الاجتماعي.
  • النظر للهوايات باعتبارها غير ذات أهمية.
  • التعصب والعدوانية والسخرية.
  • الشعور بالتهديد والتوتر.
  • النظر للآخرين كأنهم أغبياء أو كسالى وغير منضبطين.
الاحتراق الوظيفي

وفي معرض ردها على سؤال بخصوص مراحل الإرهاق، قالت الأميركية ميرا رولينز، خبيرة التدريب وتقديم الاستشارات للشركات، “إن هناك 5 مراحل أساسية للإرهاق، لكل مرحلة علاماتها من حيث الإنتاجية والإِبداع والالتزام والطاقة والتفاؤل”، وهي كالتالي:

  • 1- قبول المسؤولية

وهي مرحلة يشعر فيها الشخص بالتفاؤل والإنتاجية، قبل أن تتسلل إليه أعراض التوتر، وتُعرف بمرحلة “شهر العسل”، حيث غالبا ما تبدأ الوظيفة بقدر كبير من الحماس، ويُصبح كل شيء يتعلق بالوظيفة مثيرا، وتأخذ كل عجلات الإبداع في الدوران لتقديم أقصى ما يمكن في العمل. ثم لا يلبث هذا الشعور المبهج في التراجع، بالتزامن مع بدأ الإرهاق.

وتشير الأبحاث إلى أن 30% من الموظفين في جميع المجالات، يبدؤون هنا في الشعور ببوادر ظهور الإجهاد، ومن ثم الإحباط.

  • 2- ظهور الإجهاد

حيث يُصبح من الصعب البدء في مهمة ما، ويستغرق الأمر وقتا أطول وتصحيحا أكثر لإنجاز الأمور، بسبب تسلل الإحساس بالخمول والعصبية والقلق، وضعف التركيز، وانخفاض الإنتاجية، ونوبات الصداع، وتراجع جودة النوم.

يشعر العديد من الأشخاص الذين كانوا متحمسين للغاية للعمل، فجأة بالاستنزاف وعدم الاهتمام حتى بالتقدم لموقع جيد داخل مكان العمل. وذلك جَرّاء الانتقال من العصبية إلى التسويف واللامبالاة، والشعور بانعدام الجدوى من أي جهد أو تغيير إيجابي، والتعب المستمر والاستياء من الآخرين، والرغبة الدائمة في السخرية.

وتظهر الأبحاث أن حوالي 15% من الموظفين في جميع المجالات، يبدؤون هنا في الشعور بالإرهاق.

يتجاوز الشخص السخرية ليدخل في حالة من التشاؤم، وعدم الثقة بالنفس، والشك في الكفاءات والقدرات الذاتية، وإهمال الاحتياجات الشخصية، وتزايد الهواجس تجاه الآخرين، والميل إلى العزلة الاجتماعية، مع استمرار الصداع المزمن.

  • 5- الإرهاق المُزمن

وأخيرا، يحدث الإرهاق الكامل، حيث يتفاقم كل شيء، ويخيم الاكتئاب والحزن والإرهاق البدني والذهني المزمن، على الشخص المصاب.

توصيات للوقاية من الإنهاك

  • قدمت مؤسسة “مايند” الخيرية البريطانية للصحة العقلية توصيات للحد من فرص الوقوع في براثن الإرهاق المُزمن إلى حد الإنهاك، تتمثل في:
  • أخذ فترات راحة أطول كلما كان ذلك ممكنا.
  • قضاء مزيد من الوقت بعيدا عن الهاتف والحاسوب المحمول.
  • تعلم قول لا عندما يكون ذلك ضروريا.
  • تحريك الجسم ولو لمسافة قصيرة.
  • التأكد من القيام بأنشطة ممتعة خارج العمل، مثل التواصل الاجتماعي والهوايات.
  • اتباع روتين يتضمن فصل الأجهزة الإلكترونية قبل 45 إلى 60 دقيقة من موعد النوم.
  • خطوات للتعافي من الاحتراق الوظيفي

“الإرهاق خطير جدا، لكنه ليس نقطة النهاية، بل قد يكون بداية حياة أكثر صحة”، هذا ما تقوله عالمة النفس الهولندية ناين غرامبرغ، مؤكدة أنه في حالة الإصابة بالإرهاق، فإن “التعافي منه قد يستغرق من 3 أشهر إلى سنة”، عبر 3 خطوات:

  • الاعتراف والقبول، حيث تبدأ أولى مراحل التعافي من الإرهاق، بالاعتراف بوجوده ومحاولة التعرف على كيفية نشأة التوتر المُسبب له، والمواقف والأفكار والأحداث التي تسهم في تفاقمه، ثم القبول بطلب الدعم من الأشخاص المقربين، وإشراكهم في النقاش حول النتائج، وأخذ الوقت الكافي للراحة من آثار الإرهاق.
  • إنشاء روتين يومي، يتضمن قائمة بالأشياء التي تسبب التوتر وتجلب المشاكل، مثل الإجهاد في العمل، أو التشبث بالكمال والشعور القوي بالمسؤولية، أو التعرض لضغوط كبيرة، أو عدم القدرة على وضع الحدود. وذلك لاكتشاف ما يستنزف الطاقة، وما يتوجب فعله لاستعادة الطاقة المفقودة وتحقيق التوازن، مثل تناول الطعام في أوقات محددة، وتجنب الوقوع تحت ضغط كبير، والتأكد من الحصول على ما يكفي من الاسترخاء لإعطاء الجسم فرصة لإعادة الشحن.
  • وضع الحلول، حيث يتضمن التعافي من الإرهاق، التوصل إلى الحلول التي من شأنها أن تعيد الأمور إلى نصابها، عن طريق تعلم مواجهة المشاكل بسرعة أكبر، ووضع الحدود، والعيش وفقا للقيم الشخصية، ورفض ما لا يمكن القيام به. ثم محاولة وضع هذه الحلول موضع التنفيذ، واستعادة السيطرة والتوازن بين أوقات العمل، وتلك المخصصة للراحة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *