المثلجات (آيس كريم) من الأطعمة المحبوبة عالميا، وترتبط بالمتعة والدلال، مما يُعزز نمو سوقها المتوقع من 79.08 مليار دولار عام 2024 إلى 132.32 مليار دولار بحلول 2032. وتستحوذ الولايات المتحدة على 28.56 مليار دولار من هذه السوق، حيث يستهلك الأميركي نحو 9 كلغ سنويا، وفق الجمعية الدولية لمنتجات الألبان.
ومع تزايد الوعي الصحي، تطورت صناعة الآيس كريم لتشمل “الآيس كريم الوظيفي”، الذي يعتمد على المحليات الطبيعية والمكونات النباتية، ويُعزّز بالبروبيوتيك أو البروتين ليلائم أنماط الحياة الصحية، بحسب موقع “هيلث بريب”.
وفي رمضان، قد يكون الآيس كريم بالفواكه والمكسرات بديلا مغذيا ومُنعشا للحلويات التقليدية، إذ يساعد على كبح الجوع وتعزيز الطاقة بين الإفطار والسحور.
الاعتدال هو مفتاح الاستمتاع بالآيس كريم
لطالما كان الآيس كريم مصدر سعادة لجميع الأعمار، وخصوصا عند ارتفاع درجات الحرارة في الصيف؛ فإلى جانب مذاقه الرائع ونكهاته المُتنوعة، قد يشكل الآيس كريم “إضافة رائعة لأسلوب حياة متوازن وممتع بشرط الاعتدال في تناوله”، وفقا لخبراء التغذية والإرشاد بجامعة ولاية ميشيغان الذين يوضحون أنه -على عكس الاعتقاد السائد- قد يُقدم هذا الطعام المُثلج المحبب العديد من المزايا، فبفضل احتوائه على العناصر الغذائية الأساسية، بفوائدها المتنوعة وخصائصها المُحسّنة للمزاج، “يُثري الآيس كريم حياتنا بعشر طرق”، هي:
-
يوفر فيتامينات ومعادن مهمة
يحتوي الآيس كريم على عناصر غذائية أساسية يحتاجها الجسم، فهو يُعد مصدرا جيدا للكالسيوم والفوسفور الضروري للحفاظ على قوة العظام والأسنان، كما أنه يُوفر فيتامينات مهمة لتحسين وظائف المناعة والصحة العامة مثل “أ” و”د” و”ب 12″.
-
يرفع المعنويات
يُمكن للاستمتاع بهذه الحلوى اللذيذة من حين لآخر أن يُساعد في رفع المعنويات ويُوفر متنفسا نفسيا مؤقتا من ضغوط الحياة اليومية من خلال تحفيز الآيس كريم إفراز هرمونات “الشعور بالسعادة”، مثل الدوبامين والسيروتونين، وهو ما يُفسر اندفاع الكثيرين لتناوله في أوقات التوتر أو الحزن. لذا ارتبط الآيس كريم بالراحة النفسية لما تُثيره تجربة الاستمتاع به من مشاعر جميلة قد تساعد في تخفيف توتر الأوقات الصعبة.
-
منشط عند الحاجة للطاقة
الآيس كريم غذاء غني بالسعرات الحرارية لاحتوائه على مزيج السكريات والدهون، مما يجعله مصدرا مناسبا للطاقة عندما نحتاج إلى منشط من حين لآخر.
يحتوي الآيس كريم على البروبيوتيك، وهي بكتيريا مفيدة تساعد على الهضم وتساهم في توازن ميكروبيوم الأمعاء. لذا فإن “إضافة كميات معتدلة منه” إلى النظام الغذائي يمكن أن تدعم صحة الجهاز الهضمي.

غالبا ما يحتوي الآيس كريم على البروتين، وهو عنصر غذائي رئيسي ضروري لإصلاح العضلات ونموها.
-
صديق للأوقات السعيدة
الاستمتاع بتناول الآيس كريم مع العائلة أو الأصدقاء يمكن أن يكون أداة جيدة لتعزيز الروابط الاجتماعية من خلال مشاركة الذكريات العزيزة والعلاقات القوية، مما يساهم في تحسين الصحة النفسية بشكل عام.
-
يشجع على الأكل الواعي
في عالم مضغوط متوتر سريع الإيقاع، يُتيح الآيس كريم فرصة للاستمتاع بالنكهات والقوام مع كل قضمة، مما يشجع على الأكل الواعي من خلال التمهل والانغماس في اللحظة، ويزيد من الشعور بالرضا، ويُعزز عادات غذائية صحية تقلل من الإفراط في الطعام.
-
نكهات متنوعة تناسب جميع الأذواق
تُضفي نكهات الآيس كريم الموسمية لمسة معنوية مميزة على مختلف أوقات السنة، فعلى سبيل المثال، تُضفي نكهات الفواكه كالمانجو والليمون نكهة منعشة في الصيف، في حين تُصبح نكهات النعناع أو التوابل من النكهات المفضلة في الشتاء. بالإضافة إلى “احتواء بعض النكهات مثل الفانيليا والشوكولاتة على مركبات يُمكن أن تُقلل من التوتر والقلق”.
لذا أصبح الآيس كريم متعةً شاملة للجميع، حيث يُلبي تنوع نكهاته مجموعة واسعة من الرغبات، مما يتيح للناس استكشاف أذواق جديدة، وخصوصا عند توافر خيارات قليلة الدسم والسكر.
الآيس كريم ليس مجرد مثلجات حلوة بل يُمكن أن يكون وسيلة عملية لمواجهة تحديات الطقس الحار خلال أشهر الصيف، حيث يعمل كمبرِّد طبيعي، يساعد على خفض درجة حرارة الجسم، وتقليل الالتهاب، وتخفيف تهيج الحلق الطفيف، ويُوفر راحة فورية من الحرارة، تجعله رفيقا مثاليا للجولات الخارجية أو بعد التمارين الشاقة.
-
متعة صنعه في المنزل
تجربة صنع الآيس كريم في المنزل قد تكون فرصة للإبداع والتجريب، حيث يُوفر اختيار المكونات وابتكار النكهات شعورا بالإنجاز والرضا.

أفضل طريقة لصنع آيس كريم صحي بالمنزل
“إن أكبر فائدة لصنع الآيس كريم بنفسك هي أنك تتحكم في جودة وكمية المكونات من خلال استبدال مكونات الآيس كريم التقليدية ببعض البدائل الغنية بالعناصر الغذائية”، وفقما تقول أخصائية التغذية المعتمدة مالوري براون لصحيفة “يو إس إيه توداي” الأميركية.
وتقترح براون إضافة أنواع مختلفة من الفواكه والمكسرات على الآيس كريم، “مما يوفر قيمة غذائية إضافية ويساعد على الشعور بالشبع”.
وتعتمد وصفتها لصنع آيس كريم الفراولة في المنزل على الجبن القريش بدلا من الكريمة الثقيلة، مما يجعلها تقدم فوائد غذائية أكثر من الآيس كريم التقليدي؛ فالجبن القريش أقل بكثير في الدهون المشبعة، وأعلى في البروتين والكالسيوم وفيتامين “د”.
كما تستبدل وصفة براون السكر المصنّع وتستعمل العسل، وتضيف الفراولة الغنية بمضادات الأكسدة لإضفاء حلاوة طبيعية. وهي وصفة تكفي 3 أشخاص وتحتاج إلى 5 مكونات فقط:
- كوبان من الجبن القريش الكامل الدسم.
- كوب واحد من الفراولة.
- 12 قطعة بسكويت (أي بسكويت مصنوع من دقيق القمح الكامل والفانيليا).
- ملعقتان كبيرتان من العسل.
- ملعقتان صغيرتان من خلاصة الفانيليا.
ثم تُخلط المكونات في محضرة الطعام حتى يصبح المزيج ناعما، ويُصب الخليط في وعاء مناسب للتجميد، مع نثر بقايا فتات البسكويت والفراولة المقطعة فوق السطح؛ ويوضع في الفريزر لمدة 4 ساعات على الأقل، وعند إخراجه يُترك ليذوب من 10 إلى 15 دقيقة، قبل أن يكون جاهزا للتقديم.

لا فوائد للآيس كريم مع الإفراط في تناوله
في مقاله على موقع “ذا كونفرزيشن”، يشير أستاذ الطب بجامعة أستون البريطانية الدكتور دوان ميلور إلى أن تناول الآيس كريم بكميات صغيرة أسبوعيا لا يُعد ضارا إذا اقترن بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، لكنه يحذر من الإفراط في تناوله لما له من آثار سلبية محتملة.
ورغم وجود أدلة على فوائد دهون الألبان، يؤكد ميلور على الحاجة لمزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت تنطبق على الآيس كريم تحديدا. كما أن غناه بالكالسيوم قد يساهم في تقليل خطر السكري وأمراض القلب، إلا أن محتواه العالي من السكر يستدعي الاعتدال.
ويُصنّف الآيس كريم المصنّع ضمن الأطعمة الفائقة المعالجة المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب نظرا لارتفاع محتواه من السعرات والدهون والسكريات؛ فثلثا كوب من آيس كريم الفانيليا يحتوي على 18.1 غراما من السكر المضاف، أي 36% من الكمية اليومية الموصى بها.