كيف تنجو من الوقوع في فخ الصداقة المزيفة؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

تعتبر الصداقة من أجمل العلاقات وأرقاها، وهي حاجة ضرورية للإنسان في كل مراحل حياته، وتوفر مساحة خاصة تجمع بين شخصين أو أكثر، وفق روابط الاحترام والاهتمام المتبادل.

وحفل التراث العالمي والعربي بأقوال وحِكَم عن الصداقة الحقيقية، بوصفها منحة من الله تعالى للإنسان، ومن أجملها مقولة الكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير (1694 –1778) “أيتها الصداقة لولاكِ لكان المرء وحيدًا، وبفضلك يستطيع المرء أن يضاعف نفسه، وأن يحيا في نفوس الآخرين”، فالصديق امتداد لحياتك وسيرتك وذكرياتك.

ويذهب الأديب اللبناني جبران خليل جبران (1883-1931) للحديث عن عمق الصداقة وأهميتها بمقولته “إذا صمت صديقك ولم يتكلم فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء له؛ لأن الصداقة لا تحتاج إلى الألفاظ والعبارات”.

وفقدان صديق يعني فقدان قطعة من الروح، خاصة في حال كان الصديق من مرحلة الطفولة أو الشباب. ورغم أن الصداقة تعد من أهم العلاقات التي يستمد منها الفرد الشعور بالسعادة والتمتع بالصحة، فإن هناك بعض الأشخاص الذين يتظاهرون بأنهم أصدقاء حقيقيون، ولكنهم في الحقيقية مزيفون، فكيف تكتشف “الصديق المزيف”؟

5 طرق للتعرف على الأصدقاء المزيفين

تقول الكاتبة ناتاليا نينغثوجام في مقال بموقع “هيلث شوتس”، إن الأصدقاء المزيفين ليسوا أولئك الذين يتظاهرون بأنهم أصدقاؤك فقط، لكنهم أيضا لا يهتمون حقا برفاهيتك أو يضعون مصالحك في الاعتبار، مبينة أنهم قد يكونون غير صادقين أو انتهازيين أو مهتمين فقط بالاستفادة من “الصداقة”.

واستعرضت الكاتبة طرقًا وعلامات لمعرفة ما إذا كان أصدقاؤك مزيفين، أهمها:

  1. عدم وجود اهتمام حقيقي: أفادت الكاتبة بأن الأصدقاء المزيفين يظهرون القليل من الاهتمام بحياتك أو مشاعرك أو مخاوفك؛ حيث إنهم غالبا ما يتحدثون عن أنفسهم فقط، فالأمر عندهم يتعلق فقط بـ”أنا ونفسي وأنا”.
  2. الدعم المشروط: ونقلت الكاتبة عن الخبراء قولهم إن الأصدقاء المزيفين يقدمون الدعم فقط عندما يفيدهم ذلك، لكنهم يغيبون أثناء التحديات.
  3. الطاقة السلبية: يجلب الأصدقاء المزيفون السلبية أو الدراما أو النقد إلى حياتك بدلا من المشاعر الإيجابية.
  4. خيانة الأمانة: الأصدقاء المزيفون قد يفشون أسرارك للآخرين؛ حتى لو طلبت منهم عدم القيام بذلك، وقد يتحدثون خلف ظهرك أو يكسرون ثقتك.
  5. عدم المعاملة بالمثل: وأكدت الكاتبة أن الصداقات الحقيقية تتضمن الأخذ والعطاء، أما الأصدقاء المزيفون فيؤمنون فقط بالأخذ دون رد أي شيء.

طرق للتعامل مع الأصدقاء المزيفين

وتشدد الكاتبة على الاعتماد على الأصدقاء الحقيقيين أو العائلة أو المعالج بعد قطع العلاقات مع الأصدقاء المزيفين تدريجيا، وذلك للحصول على الدعم العاطفي، كما يجب عليك إعطاء الأولوية لرفاهيتك من خلال القيام بكل ما يجلب لك السعادة. وتقدم الكاتبة بعض النصائح للتعامل مع الأصدقاء المزيفين بمجرد اكتشافهم:

  1. تقييم العلاقة: حدد تأثير سلوكهم على صحتك وقيمه وما إذا كانت الصداقة تستحق الاستمرار.
  2. ضع الحدود: ضع حدودا حتى تتمكن من حماية نفسك من تأثيراتهم ومطالبهم السلبية.
  3. التواصل: إذا كنت تشعر بقدرتك على ذلك؛ قم بإجراء محادثة صادقة معهم حول مخاوفك ومشاعرك.
  4. إعطاء الأولوية للصداقات الحقيقية: لا يمكن أن تكون دائرة أصدقائك مليئة بالأشخاص المزيفين؛ لذا ركز على تعزيز العلاقات مع أولئك الذين يهتمون بك حقا.
  5. المسافة التدريجية: ابتعد ببطء عن الأصدقاء المزيفين لتقليل تأثيرهم على حياتك. وتذكر أنك بحاجة إلى أصدقاء حقيقيين وصادقين.

5  طرق للتمييز بين الأشخاص الحقيقيين والمزيفين

يصعب أحيانا تمييز الشخص الحقيقي عن المزيف، نظرا لأن كلا منهما يتحلى بسمات متشابهة. ولكن تعلُّم كيفية التمييز بين الأشخاص الحقيقيين والمزيفين يتطلب بعض الدروس من الحياة؛ ليتمكن المرء من تجنب الوقوع في فخ الصداقات المزيفة.

وفي هذا الصدد تستعرض الكاتبة شيري هيرد في تقرير نشره موقع “لورنينغ مايند” الأميركي أبرز الطرق التي يمكنك اتباعها للتمييز بين هذين النوعين من الأشخاص:

  1. لا احترام/ الكثير من الاحترام: الأشخاص المزيفون لا يحترمون الحدود على الإطلاق. في المقابل، يحترم الحقيقيون غيرهم، كما يبذلون قصارى جهدهم ليجعلوك تشعر بالراحة في حضورهم.
  2. كاذبون/ صادقون: يمارس العديد من الأشخاص المزيفين كل أنواع الخداع لأسباب غير واضحة، ولأن الكذب من طبعهم. ومن ناحية أخرى، سيكون الشخص الحقيقي صادقا حتى على حساب إيذاء مشاعرك.
  3. متفاخرون/ متواضعون: يتفاخر الأشخاص المزيفون طوال الوقت، ويقولون أشياء مثل “انظر إلى السيارة الجديدة التي اشتريتها”. في المقابل، يكون الأشخاص الحقيقيون متواضعين، قدر الإمكان، وحتى عندما يتفاخرون بشأن إنجازاتهم، يقولون “آسف، أنا أتفاخر على ما أعتقد”.
  4. يقلدون/ يسلكون دربهم الخاص: يعيش الأشخاص المزيفون عبر تقليد الأشياء التي يفعلها الآخرون، ولو كانت أساليب معيشة غير صحية. من ناحية أخرى، يرسم الأشخاص الحقيقيون مساراتهم الخاصة، ويبحثون في أعماقهم لفهم مواهبهم وتفضيلاتهم وما يكرهونه دون أن تكون للأمر علاقة بأي شخص آخر.
  5. مشاعر كاذبة/ عواطف حقيقية: قد يكون الوجود مع شخص مزيف أمرا مخيفا، إذ يمكنه إظهار السعادة بشكل جيد نظرا لأن ذلك يعني أنه حصل على شيء يريده، وعادة يستخدم أسلوب الترهيب للحصول على مبتغاه. وبقدر شعوره بالسوء تجاه الأخطاء التي يرتكبها، لا يمكنه البكاء أو الشعور بالندم مثل الأشخاص العاديين.
    في المقابل، يعيش الأشخاص الحقيقيون على طبيعتهم، حيث يبكون ويضحكون ويحبون، كما أنهم متعاطفون ولا يخشون من إظهار مشاعرهم. وعندما يغضبون يكون غضبهم حقيقيا وليس مزيفا، وعندما يبكي الشخص الحقيقي فيعني ذلك أنه يتألم بالفعل.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *