كيف تحقق التوازن بين الجلوس والوقوف والمشي والنوم على مدار 24 ساعة؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

“من الملاحظ أن عددا أكبر من الناس باتوا يدركون ما هو صحي بالنسبة لهم، فيعتقدون أن الوقوف أفضل من الجلوس، وأن التمرينات الرياضية رائعة للصحة العامة، وأن الحصول على نوم جيد أمر ضروري”، كما يقول الدكتور كريستيان برينريدج في مقال نُشر مؤخرا على موقع “ذي كونفرزيشن”.

برينريدج أوضح أن المشكلة تكمن في بحث الجميع عن إجابة للسؤال الرئيسي حول أنسب وقت لممارسة كل نشاط، والمدة التي يجب أن تُخصص له من اليوم؛ أو “ما أفضل طريقة لتحقيق التوازن بين مهام الـ24 ساعة لتحسين صحتنا؟”، والوصول إلى المزيج الأمثل من الجلوس والوقوف والنشاط الخفيف والمعتدل والنوم.

لهذا، قاد الدكتور برينريدج فريقا من العلماء لإجراء دراسة حول “التوزيع الدقيق لمهام اليوم، بما يضمن تحسين الصحة العامة للشخص”؛ نُشرت نتائجها في 24 أبريل/نيسان 2024.

التقسيم المثالي لمهام اليوم

قام فريق البحث بتحليل سلوك ألفي شخص بالغ، ارتدوا أجهزة استشعار للجسم يمكنها متابعة سلوكياتهم الجسدية، خلال فترة زمنية مدتها 24 ساعة لمدة 7 أيام.

وتم قياس محيط الخصر ونسبة السكر في الدم وحساسية الأنسولين لديهم؛ لمعرفة “كيفية المزج الصحيح بين المجهود والاسترخاء، للحصول على صحة مثالية”؛ ومدى تأثير هذا المزج على “احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري”.

وقد وجد الباحثون أن التقسيم المثالي لمهام اليوم، جاء على الشكل التالي:

ما أهمية التوازن في النشاط البدني؟

ورغم أن الإرشادات الصحية الرائجة، توصي بالالتزام بنظام معقول من النشاط البدني المعتدل إلى القوي، “لمدة ساعتين و30 دقيقة، إلى 5 ساعات في الأسبوع”، فإن البحث توصل إلى أن “الطريقة التي تقضي بها يومك” يمكن أن يكون لها تداعيات مفيدة على صحتك.

فبالإضافة إلى النشاط البدني المعتدل إلى القوي الذي يمكن أن تمارسه بانتظام، “يأتي دور الوقت الذي تقضيه في الجلوس والوقوف والمشي (في المنزل أو العمل، أو لأداء أي مهمة)، وحتى النوم”.

فمن الضروري للصحة العقلية والبدنية الجيدة أن تكون نشطا “بشكل شامل ومتوازن” على مدار اليوم، “ما يقلل من خطر العديد من الأمراض، بما في ذلك بعض أنواع السرطان؛ ويساعد في الحفاظ على وزن صحي”.

Stopwatch, Time, Stop time image. Free for use.

أنت تمارس نشاطا بدنيا أكثر مما تعتقد

كما وجد الباحثون أن “النشاط البدني الخفيف” (الذي تم تعريفه بالمشي أقل من 100 خطوة في الدقيقة)، مثل المشي إلى مبرد الماء أو الحمام أو التنزه بشكل عرضي مع الأصدقاء؛ “من المحتمل أن يتراكم بشكل متقطع على مدار اليوم ليعادل جلسة من التمارين الخفيفة، ويصبح له تأثير قوي على مستوى السكر في الدم”؛ وخاصة لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني.

كما أظهرت الأدلة التجريبية، “أن النهوض من الجلوس بانتظام، وممارسة نشاط بدني خفيف (مثل المشي لمدة 3 إلى 5 دقائق كل ساعة)، “يمكن أن يُحسّن عملية التمثيل الغذائي لدينا، خاصة بعد وجبة الغداء”.

Sport, Clock, Jogging image. Free for use.

أما “النشاط البدني المعتدل إلى القوي”، فقد حددته الدراسة “بالمشي أكثر من 100 خطوة في الدقيقة”، أو المشي السريع، الذي يجب أن يكون مرتفعا ويدوم لأكثر من ساعتين يوميا.

وأشارت إلى أن الحصول على صحة مثالية والحفاظ على نسب السكر الصحية في الدم، وتعزيز صحة القلب؛ “يحتاج إلى قضاء أكثر من 4 ساعات كل يوم، في القيام بشكل من أشكال النشاط البدني”.

ويمكن أن يكون النشاط البدني معتدل إلى قوي، “والذي يمكن أن يشمل المشي السريع أو ركوب الدراجات، والركض، والقفز على السلالم”؛ أو نشاطا بدنيا خفيفا، “ويمكن أن يعني أي شيء، بدءا من المشي الروتيني العادي، إلى حمل أكياس البقالة، وحتى القيام بالطهي والأعمال المنزلية”.

Photo of Person Holding Alarm Clock

المعيار المثالي للنوم

أما على صعيد الراحة، فيوصي البحث بالحصول على 8 ساعات و20 دقيقة من النوم لدعم صحتك العامة، “وتجنب فترات النوم القليلة، أو المُبالغ فيها”.

وهو ما يعكس توصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها “سي دي سي”، بالحصول على “7 ساعات من النوم على الأقل في الليلة”.

كما يُكرر تحذيرات الخبراء من مخاطر الحرمان من النوم، حيث أشاروا إلى أن قلة النوم “تُسرّع عملية الشيخوخة، عن طريق الإضرار بصحة الجلد، وزيادة الالتهابات، والتسبب في اختلال التوازن الهرموني، وإعاقة إصلاح الخلايا، والتأثير سلبا على الوظيفة الإدراكية”.

في المقابل، أظهرت دراسة نشرت عام 2023، أن “الإفراط في النوم يمكن أن يكون ضارا، وأن النوم أكثر من 9 ساعات في الليلة، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية”.

Waiting, Wristwatch, Man image. Free for use.

لقد حان الوقت للتحرك!

أخيرا، ووفقا للدكتور برينريدج، تجدر الإشارة إلى أن “هذه النتائج أولية بالنسبة لدراسة هي الأولى عن علاقة التوزيع الأمثل للمهام اليومية على ساعات اليوم، بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري”؛ لهذا ستحتاج النتائج إلى مزيد من البحث في دراسات مستقبلية أطول.

لكنه يُضيف أن البحث يؤكد -من حيث المبدأ- أن “الوقت قد حان للتحرك، أكثر بكثير مما نحن عليه الآن”، من خلال:

  • تقليل الجلوس قدر الإمكان.
  • زيادة الحركة، عن طريق النشاط البدني المتوسط والخفيف والأكثر شدة، بما يغطي 4 ساعات و40 دقيقة كل يوم.
  • السعي إلى الحصول على نوم صحي يتراوح بين 7 ساعات و30 دقيقة، إلى 9 ساعات في الليلة (عن طريق إعطاء الأولوية للتنقل مشيا بدلا من الركوب أو القيادة، وتقليل وقت الشاشة ومشاهدة التلفاز في المساء، لصالح النوم المبكر).

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *