الدوحة- عبر سلسلة من الأنشطة، تضمنت عروضا موسيقية بروحٍ فلسطينية، وفقرات تضامن ورسائل مؤثرة، وحملة تبرعات كبيرة، ومباراة كرة قدم خيرية، قدمت مبادرة “لأجل فلسطين” أروع صور التضامن مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة الجماعية على يد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
والمبادرة التي أطلقها 6 طلاب من أكاديمية قطر بالدوحة، نجحت في تحقيق هدفها الأساسي المتمثل بإشراك المجتمع المحلي في فعاليات وأنشطة تضامنية مع القضية والشعب الفلسطيني، في ظل الإقبال الجماهيري الذي ناهز الـ40 ألف مشارك تقدمه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الفعالية التي أقيمت على ملعب المدينة التعليمية المونديالي.
والفعالية التي ضمت فقرات عدة، اكتست بالأعلام والكوفيات الفلسطينية سواء في مدرجات الملعب أو في كافة جنباته، وكذلك على قمصان المصورين والإعلاميين الذين ساهموا في نقل الحدث، وفي منصة التتويج التي تشكلت من الكوفية والعلم الفلسطينيين.
واستهلت الفعالية بحملة تبرعات تخطت الـ15 مليون ريال قطر (4.1 ملايين دولار) لدعم فلسطين بالتعاون مع قطر الخيرية، أطلقها التربوي والإعلامي عبد الرحمن الحرمي، الذي نوه بمبادرة طلاب أكاديمية قطر بالدوحة، ووصفها بأنها أقل شيء يمكن تقديمه للقضية والشعب الفلسطيني.
روح فلسطينية
تواصلت الفعالية بفقرة لطفلتين لم تتعد أعمارهما أصابع اليد ترتديان “الجلجلي” (ثوب شعبي فلسطيني)، قدمتا خلالها رسالة إلى العالم باللغتين العربية والإنجليزية، تصف القتل الذي يتعرض له الأطفال في غزة يوميا، والوضع المأساوي الذي يعيشونه، دون ماء وغداء ودواء وكهرباء، وتطالب العالم بالوقف الفوري للحرب على غزة.
واستشهد في العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في قطاع غزة نحو 19 ألف شهيد 70% منهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.
وقدم المخرج وصانع المحتوى الفلسطيني عز الدين عدنان، فقرة تناول خلالها فترات احتلال القدس قديما وعدم اطلاع العرب والمسلمين عما حدث جراء ذلك، وقارنه باحتلال القدس حاليا وما يحدث فيه في ظل مشاهدة العالمين العربي والإسلامي على كل جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وطالب بتقديم كافة أوجه الدعم للقضية والشعب الفلسطيني.
وتخلل الفعالية فقرة غنائية بروحٍ فلسطينية للفنانين ناصر الكبيسي ودانا المير ونسمة عماد وهالة العمادي لمقاطع من أغاني “زهرة المدائن” و”فلسطين عربية” و”موطني”، تفاعل معها الجماهير التي احتشدت في مدرجات ملعب المدينة للتضامن ودعم الشعب الفلسطيني.
مباراة خيرية
عقب ذلك، انطلقت مباراة كرة القدم الخيرية التي خصص ريعها لقطاع غزة، وشارك فيها العديد من نجوم كرة القدم العالمية والعربية ومشاهير الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وطلاب من أكاديمية قطر الدوحة.
وانتهت المباراة -التي انطلقت بعزف السلامين الوطنيين لدولتي فلسطين وقطر- بفوز الفريق الفلسطيني بنتيجة (4-3) في ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي الذي استمر 25 دقيقة لكل شوط، بالتعادل الإيجابي (2-2).
وقدم نجوم كرة القدم المشاركون في الفعالية، رسائل دعم وتضامن مع الشعب الفلسطيني عبر هذه المشاركة، معتبرين أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى لدى العالم العربي والإسلامي.
ونوه الإعلامي القطري محمد سعدون الكواري بهذه المبادرة التي وصفها بالفكرة العظيمة في مضمونها وأهدافها. وبالرغم من أنها جاءت من طلاب صغار، “فإنها جعلتنا كعرب نشعر بالفخر والتفاؤل في أن الأجيال القادمة ستكون أفضل من السابقة، وأن القضية الفلسطينية ستظل باقية في وجدان كل عربي ومسلم”.
واعتبر حارس كرة القدم العماني السابق علي الحبسي أن المبادرة التي جاءت من طلاب صغار، تؤكد وعي الجيل الجديد بالقضية الفلسطينية، “وأنه رغم الأحداث المأساوية في فلسطين، فإننا سعداء بهذا الوعي لدى الأطفال والجيل المقبل بالقضية الفلسطينية وتمسكهم بها لأنها قضية كل مسلم حتى يوم الدين”.
بينما رأى اللاعب المصري السابق أحمد حسن أن المشاركة في هذه المباراة الخيرية للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو دور كل رياضي وأقل ما يمكن تقديمه للقضية الفلسطينية، خاصة وأن الرياضة قوة ناعمة يمكن أن تؤثر بصورة إيجابية في هذه الأزمة.
وبدوره، شدد مهدي حسين -أحد منظمي المبادرة- أن الهدف من المبادرة هو نصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة الجماعية في قطاع غزة، معربا عن سعادته بنجاح المبادرة والتفاعل الكبير معها، والحضور الجماهيري الضخم في ملعب المدينة التعليمية.