بدأت شركة طيران فنلندية في تجربة وزن مسافرين متطوعين بهدف تحسين قدرة الطائرات على الإقلاع وترتيب أماكن الجلوس وتوزيع الأوزان على متن الطائرة، وسط مخاوف من تبعات هذه التجربة على المسافرين خاصة ذوي الوزن الزائد.
وبلغ عدد المتطوعين أكثر من 800 مسافر متطوع في أسبوع واحد -بحسب شركة الطيران الوطنية الفنلندية “فين إير”- التي تخطط لتنفيذ هذه التجربة بالاستعانة بـ1200 متطوع على باب المغادرة في مطار هلسنكي طوال شهر فبراير/شباط الجاري.
وستَستأنف التجربة في أبريل/نيسان ومايو/أيار القادمين، على أن تستخدم بيانات هذه التجربة في رحلات الطيران بدءًا من العام المقبل حتى عام 2030.
وفي محاولة منها لتبديد قلق المسافرين ذوي الوزن الزائد، أكدت الشركة الفنلندية أنها لن تفرض غرامات على المسافرين بسبب وزنهم، مؤكدة أن هدف التجربة فني وليس ربحيا بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.
ويرى كثيرون أن التجربة تنتهك خصوصية المسافرين، وهو ما دفع رئيس العمليات الأرضية في الشركة ساتو مونوكا للمسارعة بالرد قائلا: “نسجل الوزن الإجمالي للعميل مع أمتعته ومعلوماته الأساسية بسرية تامة، دون تسجيل اسمه أو رقمِ تذكرته، ثم نشارك هذه البيانات مع وزارة النقل والاتصالات الفنلندية فقط”.
مؤيد ومعارض
ورصد برنامج “شبكات” -في حلقته بتاريخ (2024/2/13)- تفاعل منصات التواصل الاجتماعي في القارة العجوز بين مؤيد للتجربة وضرورة المضي بها قدما، ومعارض يرى أنها لا تأخذ بطبيعة الحال معاناة بعض المسافرين من أمراض تؤثر سلبا على الوزن.
وبدا إدغيرت مرحبا بتجربة شركة الطيران الفنلندية ومضمونها، وقال: “وزني 80 كيلوغراما وأدفع مبلغا إضافيا مقابل حقيبة يتجاوز وزنها الحد المسموح به، كيف يكون من العدل أن لا يدفع شخص يزيد وزنه عن 120 كيلوغراما مبلغا إضافيا مقابل زيادة وزنه؟!”.
في الجهة المقابلة طالب مايك ببعض الإنصاف وضرورة المعاملة بالمثل إذ قال: “باعتباري كبير الحجم، ليست لدي مشكلة في دفع رسوم إضافية على الراكب العادي، ولكن بعد ذلك أحصل على مقعد أكبر. ليس كل كبار الحجم بدناء!”.
أما توملير فحاول التغلب على بعض العقبات التي تظهر خلال السفر من أجل توفير بعض الأموال، وقال: “أنا وصديقتي نحيفان، فقررنا ارتداء جميع ملابسنا في رحلة العودة من العطلة حتى لا ندفع غرامة الوزن الزائد. الأمر لم يكن مريحا لكننا وفرنا 200 جنيه إسترليني!”.
بدوره حاول ديفيز طمأنة البعض موضحا بعض النقاط المثيرة للجدل، وأشار إلى أن “شركات الطيران لن تتقاضى رسوما أقل من الأشخاص صغيري الحجم، لكنهم سيفرضون رسوما أعلى على الأشخاص كبيري الحجم. الأمر سيكون ربحيا أكثر”.
من جانبه وصف تشارلي التجربة بأنها ظلم، وأضاف “هناك أشخاص يعانون من أمراض السمنة والاضطراب في الأكل، وهناك من هم في مرحلة التعافي لكن وزنهم كبير نسبيا، لماذا عليهم أن يتعرضوا لموقف سخيف كهذا؟”.
تجدر الإشارة إلى أن أسهم شركة الطيران الفنلندية ارتفعت بنسبة 2.3%، وهو ما تم تفسيره على أنه ترحيب من قبل المستثمرين بالسياسة الجديدة لكونها ستوفر أرباحا جديدة لهم.