بعد انتهاء شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، عادت الحياة لطبيعتها وروتينها المعتاد، سواء في العمل أو الدراسة أو الالتزامات الأسرية، إلا أن نمط التغذية لدى الكثيرين ما زال مضطربا، إلى جانب الكيلوغرامات التي اكتسبها البعض بعد حلويات الشهر الكريم وكعك العيد، لكن لا تزال هناك فرصة، قبل هجوم الصيف وحرارته الكاشفة، لإنقاص الكيلوغرامات الزائدة، والعودة إلى مقاسات الملابس المناسبة، وذلك من خلال حمية إنقاذ سريع قبل الإجازات.
الصيام المتقطع
تعتمد حمية الإنقاذ السريع على أكثر من مرحلة، أولها هو التخلص من احتباس المياه المتراكم في الجسم، وبحسب مختصة التغذية، الدكتورة نهلة صلاح، فإن احتباس السوائل ينتج عن الاعتماد على العصائر والمشروبات في الشهر الكريم، وبخاصة العرقسوس، الذي يسبب تورم في الجسم لتسببه في ارتفاع الضغط.
أما المرحلة الثانية فهي اختيار حمية مدة أسبوع. تقول صلاح للجزيرة نت: إن الصيام المتقطع هو الطريقة المثلى لأصحاب الأوزان المرتفعة للنزول السريع وتغيير المقاسات، ويمكن لهؤلاء استغلال التعود على الصيام بعد شهر رمضان، لكن هذه المرة صيام بنظام متخصص في الوجبات.
ويعتمد الصيام المتقطع على وجبتين رئيسيتين، الأولى وهي الإفطار، وتحتوي على بروتين بنسبة جيدة، وصنف واحد من النشويات، أما الخضار والسلطة فيؤكل منها بأي كمية.
وبعد مرور نصف ساعة من وجبة الإفطار يمكن تناول كوب من القهوة مع نصف كوب لبن خالي الدسم.
ثم تأتي الوجبة الثانية، والتي يجب أن تحتوي على بروتين نباتي ثقيل الهضم مثل الفول ومعه بيضة وكوب زبادي لايت والكثير من الخضروات. وتقول مختصة التغذية إنه من الممكن شرب المياه والمشروبات الساخنة بدون سكر ولبن أثناء فترة الصيام.
وتنصح نهلة صلاح بمحاولة ضبط النوم بعد رمضان والعيد، فالنوم المتقطع والأرق والسهر، جميعها أمور قد تصعب من مهمتك في اتباع نظام صحي خال من نوبات الجوع المفاجئة ليلا.
نظام الـ500 سعرة حرارية لفقدان كيلوغرام يوميا
أصحاب الأوزان المتوسطة وما دون الـ80 كيلوغراما، تنصحهم طبيبة التغذية نهلة صلاح باتباع نظام السعرات، وتحديد الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية، وذلك من خلال حساب مؤشر كتلة الجسم، ثم الالتزام بعمل عجز في السعرات المطلوبة للجسم وتناول 500 سعرة حرارية فقط وذلك من خلال الاهتمام بالبروتينات قليلة الدهون والاعتماد بشكل كلي على المنتجات خالية الدسم والخضروات الورقية والخيار، ومنع النشويات بكافة أشكالها.
يمكن الاعتماد على هذا النوع من الحمية من قبل أصحاب الأوزان المتوسطة مدة أسبوع واحد كل شهر، ويتيح نزول من 5 إلى 6 كيلوغرامات في الأسبوع، أما إذا قرر أصحاب السمنة المرتفعة الاعتماد عليه فيجب اتباعه لفترة أطول، حيث يعمل هذا النوع من الريجيم على تفتيت الدهون الصعبة لاحتياج الجسم للطاقة المختزنة فيها بديلا عن الطعام.
نصائح لحمية صحية
يقول الدكتور محمد العناني مختص التغذية والعلاج الطبيعي للجزيرة نت، إن اتباع نظام صحي على مدى طويل أهم من المحاولات السريعة التي ربما تعيد الجسم مرة أخرى للسمنة إذا تم التوقف عنها، من أجل ذلك يضع العناني عدة نصائح من شأنها الحفاظ على جسم صحي بنظام متوازن:
الإفطار أهم وجبة في اليوم
في محاولات لإنقاص الوزن يستغني البعض عن وجبة الإفطار، وهو ما يعتبره العناني من الأشياء المدمرة لفاعلية الأنظمة الغذائية المعدة طبيا.
يقول العناني للجزيرة نت إن تخطي وجبة الإفطار، ما لم يكن ذلك في إطار خطة غذائية تعتمد طريقة معينة في ترتيب الوجبات، لن يساعد على إنقاص الوزن، ولكن يتسبب في فقد العناصر الأساسية والمهمة التي يحتاجها الجسم حتى يشعر بالشبع ويستطيع مواصلة حرق الدهون على مدار اليوم.
البعد عن الحلويات والسكريات
بعد فترة طويلة من استهلاك السكريات والحلوى في رمضان والعيد، يجب التوقف عن ذلك لفترة معقولة والمنع التام، وذلك لضمان استعادة الجسم قدراته في حرق الدهون.
شرب الكثير من الماء
يساعد شرب الماء على التخلص من اكتناز السوائل في الجسم ويقلل من الشعور بالجوع.
تناول الأطعمة الغنية بالألياف
يقول العناني، إنه من حسن الحظ بدء الموسم الصيفي متعدد الفواكه والتي تحتوي أغلبها على الألياف مثل البطيخ والكنتالوب والخوخ والتين الشوكي، وتساعد هذه الأنواع من الفواكه على الشعور بالامتلاء السريع، وكذلك الخضروات الورقية مثل الكابوتشا والخس والشوفان والفول أيضا من الأطعمة الغنية بالألياف.
ممارسة الرياضة
ليس من الضروري الاشتراك في ناد أو صالة ألعاب رياضية، لكن المشي السريع لمدة ساعة يوميا يفي بالغرض، حيث يساعد في إنقاص الوزن وشد الجسم ومنحه مظهرا صحيا بدون ترهلات.