تونج إيلي التركية.. وجهة عشاق التسلق والرياضات الجبلية في قلب الطبيعة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

يخوض عشاق التسلق غمار رحلة شاقة وممتعة لتسلق الجبال المكسوة بالثلوج في ولاية تونج إيلي التركية، مرورًا بمسارات جبلية وعرة ومشاهدة جمال القمم البيضاء.

يتطلب الوصول إلى هذه القمم الصبر والمثابرة، فيما يستغرق الأمر ساعات طويلة من السير عبر تضاريس جبلية وعرة.

وتُعتبر تونج إيلي (شرق) المشهورة بمعالمها التاريخية والطبيعية والثقافية من أبرز الوجهات السياحية لمحبي الأنشطة الرياضية.

ويختارها العديد من الزوار وعشاق الرياضات الجبلية لممارسة الرياضات المختلفة مثل التجديف والطيران المظلي والرافتينغ والمشي لمسافات طويلة وتسلق الجبال.

وتعد جبال الولاية -يصل ارتفاع بعضها إلى نحو 3 آلاف متر- من أهم المناطق التي تساهم بتطوير السياحة الطبيعية والرياضات الجبلية.

وفي فصل الصيف، تتّشح الجبال باللون الأخضر مما يزيد من جمالها الطبيعي، أما شتاءً، فتتغطى بالثلوج لتجذب محبي التسلق من مختلف المدن التركية، وخاصة إيلازيغ وبينغول وإسطنبول وديار بكر وماردين وأنطاليا وموغلا وموش وأرزينجان وأضنة.

ويختار المتسلقون الانطلاق في رحلات يومية للوصول إلى القمم، حيث يصطحبهم مرشدون محليون إلى نقطة معينة بواسطة السيارات، ومن ثم يواصلون السير على الأقدام عبر مسارات جبلية ضيقة.

ومع تقدمهم في المسار، يواجه المتسلقون تحديات كبيرة بسبب كثافة الثلوج والعواصف التي تزداد كلما ارتفعوا إلى مناطق أعلى، لكنهم يواصلون المضي نحو القمم بإصرار وعزم رغم الظروف الصعبة.

وعند وصولهم القمم المكسوة بالثلوج يستمتع المتسلقون بمراقبة الطبيعة من الأعلى، كما يلتقطون صورًا لهذه المناظر، ويشاهدون بعض الحيوانات البرية مثل الذئاب والوشق والحمام البري والوعول.

وآخر تحدّ للمتسلقين هو تسلق جبل عزيز عبدال، حيث يستغرق نحو 10 ساعات للوصول إلى قمته، في ظل الثلوج الكثيفة التي يبلغ سمكها نحو مترين.

فرصة رائعة للتسلق الاحترافي

 رئيس نادي مونزور للجبال والرياضات الطبيعية إسكندر دوغان، أشار إلى أن النادي ينظم لعشاق التسلق والرياضات الجبلية رحلات أسبوعية إلى الجبال.

وفي معرض وصفه لجبال مونزور، قال دوغان “زرت العديد من الجبال في مختلف أنحاء تركيا، إلا أن جبال مونزور مختلفة بجمالها الطبيعي الذي لا يمكن وصفه بالكلمات”.

وأردف، “يمكن للزوار اكتشاف جمال هذه المنطقة من خلال المشاركة في رحلاتنا، هذه الجبال توفر لنا ملاذًا للهروب من ضغوط الحياة اليومية”.

وتمتد جبال مونزور على مسافة تقارب 130 كيلومترًا، وتوفر أماكن مثالية للتسلق الاحترافي، حسب المصدر نفسه.

واختتم دوغان بالقول، “أمارس رياضة التسلق منذ 20 عامًا، تسلقت أكثر من 70 قمة في جبال مونزور، بعض هذه القمم تسلقتها عدة مرات، وما زالت هناك مناطق لم أتمكن من الوصول إلى قممها”.

السياحة تحسّن اقتصاد تونج إيلي

بدوره، أوضح المتسلق محمد بيداف أن جبال مونزور تشكل سلسلة جبلية تمتد من جبال طوروس إلى جبال البحر الأسود، ما يعزز تنوع المناخ في المنطقة.

وأضاف أن ارتفاعات القمم في جبال مونزور تراوح بين 3 آلاف و3500 متر، وأعلى قمة هي قمة “آق بابا”.

وعن الخصائص التي تميز هذه الجبال، قال بيداف إنها الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض، والحياة الطبيعية.

وذكر أن تطوير رياضة التسلق وأنشطة السياحة الطبيعية، سيساهم بشكل كبير في تحسين الوضع الاقتصادي لولاية تونج إيلي.

Munzur national park in winter.

وأشار بيداف إلى أن تسلق الجبال في الأجواء الثلجية يعد أمرًا صعبًا، قائلا، “خلال تسلقنا لجبل عزيز عبدال، بدأنا من ارتفاع 1100 متر ووصلنا إلى 2200 متر، كانت القمة جميلة جدًا، وكان الجو مليئًا بروح التعاون”.

أما الممرضة ملك آقطاش، فأكدت أنها نشأت وترعرعت في منطقة ريفية، لذلك فهي تشعر بعلاقة خاصة مع الطبيعة.

“أعشق تونج إيلي وجبال مونزور”

وقالت آقطاش، “أحب تونج إيلي وأعشق جبال مونزور، أحاول زيارتها كلما سنحت لي الفرصة، لممارسة رياضة تسلق الجبال”.

وأردفت، “كانت مسارات جبل عزيز عبدال رائعة، في البداية هطل مطر غزير ثم تساقطت الثلوج بغزارة، وفي تلك الأجواء العاصفة واجهنا صعوبة، لكنني استمتعت جدًا وكانت تجربة فريدة”.

أما عدنان دونمز، الذي يعمل مدرسًا في إحدى مدارس تونج إيلي منذ عامين، فقد أكد أنه من محبي التسلق الجبلي.

وتابع، “أشارك بشكل دوري في رحلات التسلق، في آخر رحلة تسلقنا جبل عزيز عبدال في فصل الشتاء، ورغم الثلوج والعواصف، وصلنا إلى القمة”.

واختتم دونمز حديثه بالقول “أحب جبال تونج إيلي، وفي كل مرة أزور فيها قمة جديدة، أكتشف جمالًا جديدًا”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *