تقميط البالغين على الطريقة اليابانية.. هل يساعدك على الاسترخاء؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

يتداول كثيرون تشبيه النوم العميق بنوم الطفل الرضيع، مستوحين من هذا التشبيه تقنية علاجية يابانية تعرف باسم “أوتوناماكي” أو “تقميط الكبار”، التي تهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والتخفيف من التوتر. وتستند هذه التقنية إلى مبدأ لف الجسم بأكمله داخل قماش مرن بطريقة مشابهة لقماط الرضع، بما يسهم في توفير شعور بالأمان والاحتواء ويساعد على التخلص من التوتر العضلي وتعزيز جودة النوم.

ما طريقة أوتوناماكي؟

ظهرت تقنية أوتوناماكي لأول مرة في اليابان عام 2015 على يد اختصاصيين في العلاج الطبيعي، وسرعان ما اكتسبت شعبية واسعة نظرًا لفوائدها التي تتضمن تخفيف التوتر وتحسين النوم وتعزيز الصحة النفسية والجسدية. تعتمد هذه التقنية على لف جسد البالغ بالكامل، بما في ذلك الرأس، بقماش ناعم مع اتخاذ وضع الجنين، وهو الوضع الذي يُعتقد أنه يحفز الجهاز العصبي على الاسترخاء. تستغرق جلسة أوتوناماكي بين 20 إلى 30 دقيقة، وتشمل فوائدها المحتملة ما يلي:

تخفيف التوتر العضلي: يساعد القماط في تخفيف التوتر العضلي من خلال محاكاة الضغط اللطيف الذي يحيط بالجسم، مما يساعد العضلات على الاسترخاء.

تحسين جودة النوم: يسهم الوضع الجنيني واللف المحكم في القماش في خلق شعور بالاحتضان، وهو ما يسهّل الدخول في حالة من الراحة العميقة والنوم الهادئ.

تنشيط الدورة الدموية: يُعتقد أن لف الجسم بهذه الطريقة يعزز تدفق الدم في الجسم، مما يزيد من الطاقة ويخفف من آلام المفاصل.

كيف يعمل أسلوب أوتوناماكي؟

يعمل هذا الأسلوب بطريقة تشبه “العلاج بالضغط العميق” (Deep Pressure Therapy)، الذي يستخدم لتهدئة الجهاز العصبي من خلال تحفيز نقاط معينة في الجسم. تعتمد تقنية الضغط العميق على تفعيل المسارات العصبية التي تتأثر بالعناق أو التلامس اللطيف، مما يسهم في إطلاق هرمون الإندورفين المسؤول عن الشعور بالراحة وتقليل التوتر. تؤدي هذه العملية إلى تنشيط مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في معدل ضربات القلب، وضغط الدم، والتنفس، والهضم، وهي وظائف ترتبط مباشرةً بحالة الاسترخاء العام.

طريقة تنفيذ أوتوناماكي

لتطبيق تقنية أوتوناماكي، يتم الجلوس على قطعة كبيرة من القماش المسامي والمرن، ثم يتخذ الشخص وضعية الجنين حيث يجمع الركبتين إلى الصدر. بعد ذلك، يقوم شخص آخر بلف القماش بإحكام حول الجسم، بما في ذلك الرأس، مع ترك مساحة كافية للتنفس. عادة ما تتضمن الجلسة بعض الحركات الدائرية على الأرض بعد لف القماش، ما يمنح شعورا مهدئا يشبه شعور هدهدة الرضع، ويساعد أيضا في تخفيف التوتر العضلي وتنشيط الدورة الدموية.

نصائح وتجهيزات لتجربة أوتوناماكي

لتجربة هذه التقنية، يُفضَّل اتباع بعض النصائح الأساسية لضمان تجربة مريحة وآمنة:

اختيار القماش المناسب: يُنصح باستخدام قماش ناعم ومسامي حتى يتمكن الشخص من التنفس بسهولة ولا يتسبب في تهيج الجلد.

توفير بيئة مريحة: يجب أن تتم الجلسة في مكان هادئ ومظلم وبعيد عن أي مصدر للتشتيت.

وجود شريك مساعد: من الضروري وجود شخص يساعد في لف القماط، وفكه عند الحاجة، خاصةً إذا شعر الشخص بعدم الارتياح.

تحذيرات ومخاوف طبية حول أوتوناماكي

رغم فوائد هذه التقنية، فإنها لا تناسب الجميع، وقد تكون غير آمنة لبعض الأشخاص. لا يُنصح باستخدامها لذوي الحالات الطبية التالية:

المشكلات التنفسية أو القلبية: قد يتسبب القماط في زيادة الضغط على الجهاز التنفسي، مما قد يمثل خطورة على الأشخاص الذين يعانون مشكلات في التنفس أو القلب.

رهاب الأماكن المغلقة: يمكن أن يسبب الشعور بالاحتواء الكامل شعورًا بالاختناق والذعر لدى الأشخاص الذين يعانون رهاب الأماكن المغلقة.

مشكلات العمود الفقري: ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون مشكلات في العمود الفقري أو الظهر بتجنب وضعية الجنين لفترات طويلة.

تعد تقنية أوتوناماكي وسيلة مبتكرة للتخفيف من التوتر وتحسين جودة النوم، خاصةً في ظل العالم السريع المشحون بالتوتر. ومع ذلك، فمن الضروري اتباع الإرشادات واستشارة طبيب مختص قبل الخضوع لهذه التجربة، لضمان سلامة وفعالية العلاج.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *