انتقادات لعودة معارك المصارعين إلى الكولوسيوم على يد شركة سياحية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 2 دقيقة للقراءة

يستعد مسرح “الكولوسيوم” الأيقوني في روما لاحتضان معارك المصارعين التي اشتهرت في العصور القديمة من جديد العام المقبل، وذلك لأول مرة منذ أكثر من 1500 عام كجزء من عرض تنظمه منصة “إير بي إن بي” الشهيرة.

وسيفتح هذا الصرح الأثري، الذي كان يستوعب في الماضي ما يصل إلى 70 ألف متفرج، أبوابه لمجموعة مختارة من حوالي 24 ضيفًا فقط خلال أمسيتيْن في مايو/أيار 2025. وللحصول على فرصة حضور هذا الحدث، يمكن للراغبين المشاركة في سحب يجرى في ديسمبر/كانون الأول الجاري.

ويشتمل البرنامج الذي يستمر لمدة ساعتين إلى 3 ساعات على عروض يقدمها مصارعون هواة، إضافة إلى دروس في تقنيات القتال القديمة.

ويبدأ الحدث في غرف تحت الأرض حيث يرتدي الضيوف دروع المصارعين، ثم ينتهي بمواجهات بالسيف والترس داخل الساحة الرئيسية.

ولكن هذه المبادرة أثارت موجة من الانتقادات في العاصمة الإيطالية، فقد واجهت منصات مثل “إير بي إن بي” انتقادات متكررة بشأن تفاقم أزمة نقص الإسكان بأسعار معقولة بسبب تأجير الشقق للسياح لفترات قصيرة.

كما تثير هذه الفعالية معارضة شديدة من شريحة لا يستهان بها من المواطنين المحليين، ممن يعترضون على تحويل الكولوسيوم -المصنف ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو-، إلى ما يشبه “متنزهًا ترفيهيًا”، ومقارناته بمدينة ملاهي “ديزني لاند” الأميركية.

ويُعد الكولوسيوم واحدًا من أكثر المعالم زيارة في إيطاليا، حيث يجذب نحو 7 ملايين سائح سنويًا. وقد شُيّد بين عامي 72 و82 ميلادية، وكان الموقع التاريخي لمعارك المصارعين حتى القرن الخامس، حينما توقفت هذه التقاليد.

يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة الإيطالية ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الزوار بعد انتهاء جائحة كورونا، حيث تصطف طوابير طويلة من الناس في ميدان القديس بطرس، والمتاحف الفاتيكانية، والكولوسيوم، وسلالم إسبانيا، وحتى أمام العديد من المطاعم.

كما تستعد روما لعام استثنائي للسياحة في 2025، وهو العام الذي أعلن فيه البابا فرانسيس سنة مقدسة. من المقرر أن يفتتح البابا الاحتفالات في عشية عيد الميلاد، بعد أسابيع قليلة، من خلال فتح الباب المقدس في كاتدرائية القديس بطرس.

وتتوقع الفاتيكان أن تستقبل المدينة 32 مليون حاج العام المقبل، فيما تجري أعمال بناء في العديد من أنحاء روما كجزء من التحضيرات.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *