“الشاي المتخمر”.. ما سر شعبيته والكمية المناسبة لتناوله؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

مع تزايد الإقبال على المشروبات الصحية، برز مشروب الكومبوتشا أو الشاي المخمر خيارا لافتا، وحظي باهتمام متزايد خلال السنوات الأخيرة.

ووفقا لتقديرات شركة “غراند فيو” لأبحاث السوق فقد شهدت مبيعات الكومبوتشا نموا ملحوظا على مستوى العالم، حيث بلغ حجم سوقه 2.64 مليار دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي يبلغ 15.6% حتى عام 2030.

ما مشروب الكومبوتشا؟

هو مشروب شاي فوار ومختمر، وتستغرق عملية تخميره ما بين 7 إلى 14 يوما، ويتميز بنكهة لاذعة وحلوة قليلا، ويُروج له باعتباره بديلا صحيا للمشروبات الغازية أو المشروبات السكرية كالعصائر، كما أنه يعد طريقة سهلة لإضافة الماء إلى نظامك الغذائي اليومي.

ويتكون الكومبوتشا من 4 مركبات فقط هي: أوراق الشاي الأخضر أو الأسود، والماء، والسكر، وكائنات دقيقة أو استنبات بكتيري من البكتيريا والخميرة تعرف باسم “سكوبي” أو “البادئ”، وهي عبارة عن طبقة هلامية تطفو فوق الكومبوتشا وتساعد في تحويل الشاي العادي إلى مشروب حلو وفوار غني بالأحماض والبروبيوتيك (البكتيريا النافعة) المعززة لصحة الأمعاء، وكذلك تمنح الكومبوتشا نكهته اللاذعة كالخل.

وللحفاظ على البروبيوتيك نشطا وسليما، يتم بيع مشروب الكومبوتشا واستهلاكه دون بسترته، وهو أمر مقبول للأفراد الأصحاء، لكنه قد يثير مخاوف محتملة بالنسبة للأطفال أو أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

ويتوفر الكومبوتشا تجاريا بمجموعة متنوعة من النكهات مثل البرتقال والفراولة والزنجبيل والليمون والتوت وغيرها من النكهات، مما يعزز محتواه من العناصر الغذائية، من خلال توفير كميات صغيرة من فيتامين “سي”، وفيتامين “هـ”، وفيتامينات “ب”، والبوتاسيوم، والحديد، والمغنيسيوم.

أصل الكومبوتشا

لا توجد رواية مؤكدة عن أصل الكومبوتشا، لكن بعض الروايات تشير إلى أنه نشأ في الصين منذ ألفي عام خلال عهد أسرة تشين (221 قبل الميلاد)، ويُقال إن الإمبراطور تشين شي هوانغ كان أول من شرب الكومبوتشا للحفاظ على شبابه وطول عمره.

وفي عام 414 ميلادي، قدمه راهب تبتي إلى الإمبراطور الياباني إنكيو الذي شفي من عسر الهضم نتيجة شربه، ثم انتشر في جميع أنحاء القارة الآسيوية، وبحسب الأسطورة، كان اسم ذلك الراهب “كومبو”، وأُضيفت إليه كلمة “تشا” (شاي باليابانية) حتى عرف المشروب باسم “كومبو-تشا”.

ومن آسيا، انتقل الكومبوتشا عبر طريق الحرير إلى روسيا في مطلع القرن العشرين، ثم إلى جميع أنحاء أوروبا، حتى تأسست أول شركة كومبوتشا تجارية عام 1995 في الولايات المتحدة بعد أن كان يحضر منزليا فقط، وحاليا تنتشر شركات الكومبوتشا التجارية في جميع أنحاء العالم، وتشهد مبيعاته ازديادا ملحوظا بفضل شهرته باعتباره مشروبا صحيا ومنعشا.

ماذا يحدث عندما تشرب الكومبوتشا يوميا؟

يقدم مشروب الكومبوتشا العديد من الفوائد الصحية منها:

يوفر فوائد الشاي الأخضر

يُصنع مشروب الكومبوتشا من الشاي، لذا فإنه يمكن أن يوفر نفس الفوائد التي يوفرها كوب من الشاي التقليدي، وتشمل الفوائد الصحية للشاي انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان وتعزيز الإدراك والانتباه.

غني بالبروبيوتيك الطبيعي

يخضع مشروب الكومبوتشا لعملية تخمير طبيعية أثناء تحضيره، لذا فإنه يحتوي على البروبيوتيك التي تساعد في دعم الكائنات الدقيقة الصحية الموجودة في الأمعاء مما يحسّن الهضم وفقدان الوزن أيضا.

مصدر قوي لمضادات الأكسدة

يعد الكومبوتشا مصدرا جيدا لمضادات الأكسدة، ووفق دراسة نشرتها بوابة الأبحاث العلمية عام 2022، فإن هذه المركبات تساعد في مكافحة الجذور الحرة في الجسم، مما يساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي والحد من الالتهابات المزمنة التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية مثل أمراض القلب والسرطان والتهاب المفاصل.

التخلص من البكتيريا الضارة

يعد حمض الخل (الأسيتيك) أحد المواد الرئيسية التي يتم إنتاجها أثناء تخمير الكومبوتشا، ويعمل على قتل البكتيريا الضارة المسببة للعدوى في الجسم مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا التيفية.

تنظيم السكر في الدم

يُستخدم معظم السكر المضاف إلى الكومبوتشا لإتمام عملية التخمير، وما يتبقى يعتبر كمية صغيرة قد لا تكون ضارة بسكر الدم، وأشارت دراسة أجريت عام 2023 أن تناول مشروب الكومبوتشا مع الطعام يحد من ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الوجبات، ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك يرجع إلى درجة حموضة الكومبوتشا ومحتواه من البروبيوتيك والأحماض العضوية ومضادات الأكسدة.

هل الكومبوتشا مشروب آمن؟

يمكن أن يكون مشروب الكومبوتشا جزءا من نظام غذائي صحي ومتوازن عند تناوله باعتدال، ولكن ينبغي وضع هذه الأشياء في الاعتبار:

  • يحتوي الكومبوتشا على كميات متفاوتة من السكر المضاف حسب كل علامة تجارية، لذا حاول اختيار أنواع تتضمن أقل كمية من السكر.
  • الكومبوتشا الجاهز أكثر أمانا نظرا لخضوع عملية الإنتاج للرقابة، أما الكومبوتشا المحضر منزليا فربما لا يحتوي على مستويات آمنة من البكتيريا والخميرة، كما أنه أكثر عرضة لنمو البكتيريا الضارة.
  • تحقق من الملصق الموجود على العبوة، وراجع قائمة المكونات لتجنب المواد الحافظة أو المحليات الصناعية، واحسب محتوى الكحول جيدا إذا كنت تتناول المزيد يوميا.
  • ينبغي استشارة اختصاصي الرعاية الصحية قبل شرب الكمبوتشا إذا كنت تعاني من متلازمة القولون العصبي، أو ضعف جهاز المناعة، إذ قد يؤدي مزيج الحموضة والغازات الناتجة عن التخمير إلى الشعور بعدم الراحة أو الانتفاخ.
  • لا ينبغي لبعض الفئات تناول الكومبوتشا مثل الحوامل والمرضعات والأطفال، إذ لا توجد كمية كحول آمنة للرضع والأطفال، كما أن منتجات الكومبوتشا غير مبسترة وتحتوي على الكافيين.
  • حاول البدء بتناول نصف كوب من الكومبوتشا ولاحظ تأثيره على جسمك، ويمكنك زيادة الجرعة تدريجيا حتى تصل إلى الكمية الأنسب لك، وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، سي دي سي (CDC) بشرب 113 مليلترا فقط من الكومبوتشا يوميا (كوب إلى 3 أكواب).

ومع ذلك، إذا لم تتقبل مذاق الكومبوتشا، فهناك الكثير من الأطعمة المخمرة التي تحتوي على البروبيوتيك ويمكنك تجربتها، بما في ذلك الزبادي، والجبن القديم، والملفوف المخلل، وغيرها.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *