عمان- تناول الغداء على مكاتبنا ليس بالأمر الجيد، لكننا ما زلنا جميعا نفعل ذلك. ورغم زيادة عدد برامج الصحة حول تناول الغداء في مكان العمل؛ لا يستطيع معظمنا مقاومة البقاء في المكاتب لمتابعة بعض رسائل البريد الإلكتروني الإضافية أثناء الغداء.
إن البقاء في مكتبك طوال اليوم يمكن أن يقلل من إنتاجيتك، ويزيد من مستويات التوتر لديك، كما أن هناك قواعد لبيئة العمل، فما الأسباب التي تدفعك إلى تجنب تناول الغداء في مكتبك لأخذ استراحة فعلية؟
قواعد بيئة العمل
تقول المستشارة وخبيرة الإتيكيت رامه العساف، إن “بيئة العمل هي المؤثر الرئيس في جودة أداء الموظف وتنمية إبداعه وزيادة إنتاجية العمل”.
وحتى تتسم بيئة العمل بالمرونة -وفق المستشارة العساف- لا بد من توفر بعض القواعد التي من شأنها أن تنظم التعامل بين العاملين بشكل عام.
وتضيف -للجزيرة نت- أنه من المهم الالتزام بكافة التعليمات الخاصة في بيئة العمل ومراعاة الانضباط وصدق التعامل مع الآخر، مشيرة إلى أن قواعد بيئة العمل عديدة، منها مراعاة شعور الزملاء وعدم إزعاجهم.
ويقضي الموظف وقت أطول في عمله، لذا فقد يحتاج في بعض الأحيان إلى تناول وجبة الغداء في العمل. وتجنبا للحرج وإزعاج الزملاء لا بد من مراعاة التالي:
- عدم تناول الأطعمة داخل المكتب في أوقات غير مخصصة لاستراحة الغداء.
- مراعاة تناول الغذاء في المكان المحدد داخل بيئة العمل.
- وإذا كانت بيئة العمل مشتركة، فإن تناول الغداء داخل المكتب قد يسبب الإزعاج للزملاء بسبب الروائح المنبعثة من الطعام، وصوت مضغ الطعام الذي يسبب التوتر للآخرين عند سماعه.
- الأوراق والملفات والأدوات المتوفرة في بيئة العمل لا بد من المحافظة عليها بعيدا عن أي ضرر أو تشويه، فتناول الطعام في المكتب قد يلحق الضرر بها، ويؤثر سلبا على وتيرة العمل.
- يجب ترك المكان نظيفا بعد الانتهاء من تناول وجبة الغداء وغسل أدوات المائدة الخاصة بدون إثارة الفوضى.
- بيئة العمل هي المكان التي يبرز شخصية الموظف، وقدرته على التعامل بأسلوب متحضر ومقبول في جميع سلوكياته، بعيدا عن الحرج.
الاستراحة بعيدا عن المكتب
تقول مدربة المهارات الحياتية مها بنورة إن “استراحة الغذاء أثناء الدوام هي حق لنفسك عليك، لأنها ستساعدك في أخذ استراحة بعيدا عن مكتبك في العمل، والاستمتاع أثناء تناول وجبه الغذاء”.
وتضيف، للجزيرة نت، أن دماغ الإنسان يحتاج إلى أخذ استراحة من وقت لآخر، وخصوصا إذا كانت طبيعة عملك تجبرك على الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية.
وتشدد مها بنورة على تناول الغداء في كافتيريا خاصة للطعام بعيدا عن مكتبك لتجديد الطاقة لديك، وفصل دماغك عن ضغط العمل ومشاكله.
وتقول المدربة بنورة “من المهم جدا أثناء أخذ استراحة الغداء الوجود مع زملائك بالعمل، وتطوير علاقتك بهم لتكون إيجابية، بجانب القيام بأنشطة جماعية خارج نطاق المكتب، مثل الخروج في يوم الإجازة مع الأشخاص الذين تعمل معهم من وقت لآخر”، لأن ذلك من شأنه أن يساعدك في التعرف عليهم ومعرفه الطريقة التي يفكرون بها، ومن ثم خلق روح جماعية لدى المجموعة الواحدة.
أسباب صحية
حذر موقع “ريس بيبول” من تناول الغداء على مكتبك لأسباب صحية وجيهة منها:
- زيادة المخاطر الصحية على المدى الطويل: تناول الغداء على مكتبك يعني أنك ستبقى جالسا لفترة أطول مما قد يتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول، وفق صحيفة “واشنطن بوست”.
- الإجهاد: ليس سرا أن العمل يمكن أن يكون مرهقا، ولكن تناول الغداء على مكتبك يمكن أن يزيد التوتر. فإذا لم تأخذ الوقت الكافي للتوقف عن العمل فقد يؤدي ذلك إلى مستويات أعلى من الإرهاق والتعب.
- زيادة الإنتاجية: قضاء بعض الوقت في الاسترخاء يمكن أن يساعد كثيرا من حيث رفع الإنتاجية، لذلك التقط شطيرتك وتوجه إلى الخارج لقضاء استراحة قصيرة.
- ضخ الأكسجين للدماغ: عندما يكون لديك الكثير من العمل للقيام به، فمن المؤكد أن تناول شطيرة سريعة وتناول الطعام على مكتبك قد يبدو فكرة جيدة، لكن المؤكد أنك تحتاج إلى التحرك من أجل ضخ الدم والأكسجين الطازج إلى الدماغ.
- عدم التوازن: العمل طوال الوقت وعدم أخذ فترات راحة هو اختصار مؤكد للإرهاق، ولتجنب ذلك اذهب إلى الخارج وتناول طعامك. يمكن أن يساعدك القيام بذلك على تجديد نشاطك وإعادة التركيز عندما تعود إلى العمل.