في تعليقهما على هذا الأمر لموقع “سكاي نيوز عربية”، يحذّر استشاريان في الطب النفسي من الآثار النفسية والجسدية على التلميذ لو تعرّض للضرب، نافيين وجود علاقة بين هذا الأسلوب وبين هيبة المعلمين.
وثار النقاش بشأن هذا الأمر مجددا، مع طلبٍ تقدمت به النائبة في مجلس النواب المصري، آمال عبدالحميد، منذ أيام، بالنظر في آليات عودة هيبة المعلم داخل المدارس، ومنها إعادة الضرب بالعصا الذي تم إلغاؤه في مصر من سنوات، وذلك لعلاج ما وصفته بالانفلات الأخلاقي.
الآثار النفسيّة
استشاري الطب النفسي، جمال فرويز، يقول إن الضرب “ليس هو ما سيُحسّن مستوى التعليم، لكن مراعاة الحاجات النفسية للطالب في كل مرحلة”.
ويضرب مثالا، بأن المرحلة المبكّرة، مثل الروضة والابتدائية، تتطلّب من المعلم التعامل بعاطفة مع التلاميذ؛ حتى يسبب لديهم رغبة حقيقية في التعلم عن حب، أما لو اعتمد على الضرب والتعنيف “سيكره الطالب الدراسة، ويقل مستوى تحصيله”.
نفس الأمر يؤكّد عليه استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أحمد علام، بقوله إن الضرب في المدارس “أمر غير مقبول” ويقود لنتائج كارثية.
ومن ذلك، أن يتحوّل الطفل إلى “إنسان مهزوز نفسيا، وقد يصاب بالتبول اللاإرادي، ويتحول لإنسان منطوي لاحقا”.
يزيد الأمر سوءًا إذا كان الضرب أمام زملائه وأصدقائه، وعن هذا يقول علام: “سيفقد ثقته في نفسه، وينعكس هذا على تعامله معهم، ويفقد القدرة على الابتكار والإبداع، ويتحوّل لطفل عدواني يمارس الأذى تجاه الآخرين”.
عقاب بديل
يمكن تحفيز الطلاب على التحصيل الدراسي بأساليب أخرى، كما ينصح علام، الذي يوضح أنه “إذا أردنا عقاب الطلاب المخطئين، يمكن أن يكون هذا مثلا بتقليل درجاتهم المرتبطة بالسلوك، واستدعاء ولي الأمر لإبلاغه بأخطائهم وإعادة تأهيلهم في المنزل”.
من ناحيةٍ أخرى، يشدّد فرويز على إجراء اختبارات نفسية للمعلمين قبل تعيينهم لتجنب الشخصيات “السلبية والاعتمادية والسيكوباتية”، التي قد تقود التلاميذ لـ”كراهية الدراسة”.
مبرّرات طلب عودة العصا
أرجعت النائبة آمال عبدالحميد طلبها إعادة صلاحية الضرب للمعلّم، حسب صحف مصرية، إلى أن العقد الأخير شهد “انفلاتا” في سلوكيات الطلاب بعد الاستغناء عن الأساليب المعروفة في التعليم، ومنها ضرب الطلاب المقصّرين، قائلة: “لقد جربنا الأساليب التربوية الوافدة إلينا من الغرب؛ فكانت النتيجة أجيال لديها انفلات أخلاقي”.
وأضافت أن كثيرا من الدول بعدما ألغت الضرب بالعصا نهائيا رجعت في قرارها، مستدلةً باستطلاع رأي في بريطانيا مؤخرا، أظهر أن 78 بالمئة من أولياء الأمور يؤيدون ضرب العصا في المدارس للتلاميذ المشاغبين.
وعن تجربة جيلها، قالت: “أنا مِن الجيل الذي أدرك زمن العصا في المدارس، ومع ذلك ما زلنا نحمل الاحترام والتقدير والدعاء لكل مَن علّمنا”، وأنه تخرج أطباء ومهندسون وطيارون وعلماء ومبدعون “من تحت تلك اليد التي ما برحت ترفع العصا كلما حصل تقصير أو سوء سلوك داخل الفصل أو فناء المدرسة”.