تعد مدينة كاردف بمثابة القلب النابض لويلز؛ إذ تتمتع بماض عريق وحاضر غني، كما تتيح للسياح فرصة الاستمتاع بإطلالات ساحلية مميزة، بالإضافة إلى ريفها الساحر ومطبخها، الذي يسيل له اللعاب.
ورغم أن كاردف لديها مطار خاص بها، فيمكن أيضا استقلال القطار من محطة بادينغتون في لندن؛ للانتقال إلى وسطها مباشرة في أقل من ساعتين، كما أن هناك قطارات متاحة من جميع أنحاء بريطانيا للقادمين من مدن أخرى كبريستول ومانشستر وريدينغ وبليموث وأكسفورد.
أماكن إقامة مثالية
تقدم العاصمة الويلزية مجموعة متنوعة من الخيارات، التي تلبي مختلف الميزانيات، وتوفر أماكن الجولات القريبة من المدينة والبعيدة عنها، وعروض الإقامة المريحة، ففي وسط هذه المدينة، يمكن اكتشاف الكثير من الجواهر المخبوءة، التي ستجعل لإجازتك المبهجة في المدينة مذاقا آخر.
فإن كنت من الباحثين عن موقع حيوي إلى جوار متنزه بوت الساحر مباشرة، فهناك فنادق صغيرة وأنيقة، فضلا عن الطعام الرائع، الذي تقدمه.
أما الباحثون عن جولات ساحلية نشطة، فما عليهم سوى التوجّه إلى فنادق الواجهة البحرية لخليج كاردف، كملاذ فاخر يجمع بين التصميم الحديث والإطلالات الشاطئية الهادئة، وخيارات استثنائية لتناول الطعام.
وهناك فنادق تجسد الأناقة الفيكتورية قرب الجوهرة التاريخية قلعة كاردف، والتي تغمر الزوار بسحر المعالم الثقافية ومناطق الجذب السياحي في المدينة.
المطبخ الويلزي.. لكل مذاق قصة
ولمشهد تناول الطعام في كاردف ونكهاته المتنوعة جاذبيته المميزة، حيث ينسج كل مطبخ قصته الخاصة، في رحلة التذوق من الخيارات المعروفة عالميا، مما يضمن إنهاء يومك بشعور غامر بالرضا مع لوحة براقة من ألوان الطعام الشهية لتجربة طعام عصرية تركز على المنتجات الموسمية الطازجة.
فإذا كنت تبحث عن أكثر من مجرد وجبة، تتخطى في الواقع تناول الطعام إلى الاحتفاء بفن الطهو الويلزي وتراثه المتنوع، وعن الأطباق التقليدية إلى آخر الابتكارات الحديثة، التي تتجاوز كلاسيكيات فن الطهو وتذوق غارقة في التقاليد وسخاء الضيافة الويلزية، فهناك خيارات متنوعة.
وبغض النظر عما إذا كنت تتوق إلى المأكولات الويلزية الحديثة أو الأطباق العالمية، فمن المؤكد أن قائمة المطاعم سترضي ذوقك، حيث تجد مزيجا من المأكولات الأوروبية الحديثة واللمسات الويلزية، سواء كنت ترغب في عشاء رومانسي أو تجربة طهو لا تفارق الذاكرة.
كما يمكنكم تناول طعام يحتفي بأفضل المنتجات الويلزية وإبداعات الطهو؛ يعكس مختلف المواسم والبيئات الطبيعية الغنية في ويلز، مع قائمة طعام محدّثة على الدوام، وتسلط الضوء على أصناف مبتكرة وكلاسيكيات عريقة من الأطباق، إضافة إلى تشكيلة واسعة من الخيارات النباتية التي تمثل مختلف الثقافات، فمن كعك الباو التقليدي إلى برغر جذور الشمندر الأحمر.
غنى الماضي
تجذب كاردف السياح منذ اللحظات الأولى، ابتداء من قلعة كاردف، التي تقع وسط المدينة. ورغم أنها لم تكن مقر إقامة ملكية، فإنها تتمتع بتاريخ غني بالمظاهر الملكية، فالتصاميم الداخلية الباذخة للقلعة، كالغرفة العربية الفخمة وبرج الساعة المذهل، تُظهر تأثير الطراز القوطي الفيكتوري.
وتعد هندسة القلعة المعمارية شهادة على غنى القرن الـ19، وتقدم صورة للأذواق الملكية في ذلك العصر، ويتميز هذا الصرح بأجواء المتعة بسحر الأفلام والتجارب السينمائية الاستثنائية تحت النجوم في “سينما لونا” المقامة داخل أراضي القلعة.
ويعد متحف كاردف الوطني مساحة تنسج ماضي المدينة وحاضرها ومستقبلها من خلال المعروضات الجذابة والعروض التفاعلية، وتوفر فرصة للتماهي في حياة سكان كاردف، واستكشاف الروابط التاريخية العالمية، والانخراط في تجارب تفاعلية يتجسد فيها التاريخ على مرأى من أعين الزوار.
حاضر نابض بالحياة
ومع التجول في المتحف سيتمكن الزوار من الاطلاع على جوهر المدينة، والغوص في تراث كاردف الغني، وتخيّل ما سيكون عليه مستقبلها، والتواصل مع النسيج المتنوع، الذي يعبر عن هذه العاصمة الحيوية، وسيعود المتحف بزواره ملايين السنين إلى الوراء بصورة أكثر خيالية تستجلي تفاصيل تاريخ ويلز في رحلة عبر الزمن بتقنية الواقع الافتراضي؛ حيث ينغمس الزوار في تجربة مذهلة تستكشف النظم البيئية للأرض وجمالها الطبيعي.
وللتجول عبر أروقة كاردف متعة أخرى؛ إذ تُبرز هذه الأروقة الحافلة بالمحال التجارية والمقاهي والأجواء الفريدة، الجانب الإبداعي للمدينة، وتتيح تجربة تسوق مميزة وميسورة؛ نظرا لانتشارها في جميع أنحاء المدينة.
ولكن لإلقاء نظرة على المشهد المحلي النابض بالحياة، لا بد من التوجه إلى سوق كاردف، الذي يعد مكانا مثاليا للتعرف على الثقافة المحلية، والعثور على مجموعة من المنتجات الطازجة ومصنوعات الحرف اليدوية وغيرها من السلع الفريدة.
خليج ساحر
وبالوصول إلى خليج كاردف ثمة متّسع للزوار للاستمتاع بتناول الطعام على الواجهة البحرية، وبمزيج من الأنشطة الترفيهية؛ حيث تشكل منطقة الخليج مركزا فريدا للمعالم الثقافية والفعاليات الترفيهية، فالباحثون عن الإثارة سيكونون في هذا المكان على موعد مع مغامرة حقيقية مليئة بالحماسة في “كاردف إنترناشيونال وايت ووتر”، وهو مركز تجديف بمعايير أولمبية يقع في القرية الرياضية الدولية على الخليج؛ حيث ينظم سلسلة من الأنشطة المحببة، مثل ركوب الطوف والتجديف في المياه البيضاء وركوب الأمواج في الصالة المغلقة.
ولاستكشاف منطقة الخليج بشكل أكبر، لا مفر من البدء في رحلة بالقارب السريع حول خليج كاردف والقيام بجولة حافلة بالمغامرة بين المناظر الخلابة في جزيرة فلات هولم الصغيرة الواقعة في أقصى الطرف الجنوبي لويلز، كذلك سيكون بالإمكان المشاركة في جولات بقوارب الكاياك مصحوبة بمرشدين وتلبي مختلف الأعمار والقدرات، مما يسمح للجميع باستكشاف جمال الخليج الآسر.
ريف مبهر
ولو ابتعدت قليلا عن كاردف المدينة ستكون في قلب لوحة آسرة من المناظر الطبيعية الهادئة، وتحديدا في “بريكون بيكونز، وهي حديقة جبلية وطنية تقع شمال كاردف، وتتميز بجمالها الطبيعي وشلالاتها المتدرجة، وتُبرز الوجه الآخر الأكثر نضارة وتكاملا مع جمال مناظر مدينة كاردف.
ولمغامرة لا تخلو من الإثارة والتشويق، يمكنك التحليق حقيقةً عبر الريف الويلزي بالانزلاق الحر بالحبال في مركز “باركوود آوت دور دوليغير” والاستمتاع بتجربة اندفاع مبهجة وأنت تنحدر بالحبال فوق المناظر الطبيعية الغارقة في الخضرة.